خبير اقتصادي : تحويل إيرادات السويس بالجنيه المصري "جنون"!

انتقد الدكتور أحمد غنيم أستاذ علم الاقتصاد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة المطالب التي خرجت مؤخرا علي الموقع الاجتماعي الفيس بوك, والمنادية بتحويل ضريبة المرور في قناة السويس من الدولار أواستبدالها بالجنيه المصري ، ووصف غنيم الدعوات بأنها متخبطة وتصل لمرحلة الجنون.
مشيرا إلى أن قيمة العملة المصرية غير ثابتة فى الوقت الراهن ورفعها يمكن أن يؤدي لكارثة اقتصادية علي مصر فيما يتعلق بالجانب الاستثماري، فضلا عن أن تحويل العملة سيساعد علي تقليل الواردات وزيادة الصادرات ولكن بالدولار سيحدث العكس ستزداد واردتنا وتقل صادرتنا ويصبح لاقيمة للجنيه المصري.
وأضاف غنيم خلال مؤتمر آفاق التغيير ومستقبل مصر" الذي شهدته جامعة القاهرة اليوم فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية توقعه الشخصي أن تشهد الحكومة الحالية تخبطا شديدا في القرارات نظرا لأنها تتكون من ائتلاف سياسي واقتصادي متناقض. ضاربا مثالا بالدكتور جودة عبد الخالق وانتمائه للتيار اليساري وستحدث آراء متعارضة في ظل التيار السياسي للوزراء الباقيين في الحكومة وفي ظل الحراك السياسي للمجتمع وهو يعتبر جديدا علي مصر حيث كانت أغلب الوزارات فى عصر مبارك تسير علي خط سياسي موحد.
و كان وزراء المالية يتعاقبون ولكنهم ينفذون سياسة اقتصادية محددة ساعدت علي نهضة اقتصادية ولكنها تغافلت البعد الاجتماعي وتناست خلال خطواتها فى الإصلاح الاقتصادي القطاع غير الرسمي الذي يندرج تحته العشوائيات والرشاوي وفساد أمناء الشرطة وغيرهم وعملت علي تحجيم دور الأجهزة الرقابية وإيقاف تقاريرها المدينة لممارساتها بقرارات رئاسية عليا . وأكمل غنيم أن مصر تسير نحو الاشتراكية واليسارية فى الفترة المقبلة.
وعن الخسائر الاقتصادية للثورة قال غنيم: إن ماحدث من خسائر غير مقلقة علي المستوي الاقتصادي ولكن التعامل فى الفترة القادمة في ظل مؤشرات صعبة للغاية وتشيرإلى أن السواد الأعظم من موارد مصر في تقلص مستمر وعدم تواجد مؤشرات تدل ان القادم سيحمل انتعاشة استثمارية لمصر .
وأضاف غنيم أن استمرار العسكر فى الشارع المصري سيعمل علي إعاقة توافد الاستثمارات الداخلية أو الخارجية علي مصر فى الفترة المقبلة وأن مناخ الاستثمار يتمثل فى حكومة مدنية مستقرة والتقليل من الضغط علي الجنيه المصري فى ظل المطالب الفئوية برفع المرتبات وهو ماتشكل ضغطا غير طبيعي علي مستقبل العملة المصرية.