يمهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف التدخلات العسكرية من الحروب التي تخوضها الولايات في عدة بؤر إرهابية، وذلك بعد إعلانه سحب القوات الأمريكية من سوريا ونصف القوات من أفغانستان، مما أثار مخاوف لدى حلفاء الولايات في هذه المناطق، خاصة في أفغانستان، والتي تعتبر مركز الحرب على الإرهاب. وتتحدث صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن ترامب لايزال يريد سحب جميع قواته من أفغانستان، لكن مسؤلين في البيت الابيض صرحا أن الانسحاب الحالي سيكون أقل من 7 ألاف جندي هو العدد المعلن عنه في قرار الرئيس الأمريكي في ديسمبر الماضي، مضيفين أنه قد يصل العدد حوالي نصف ما كان مخطط له، ويأتي ذلك بعد أن أقنعه مستشارين عسكريين أن انسحاب الان يجب أن يكون أقل عددًا وسرعة، وحذر المسؤولين من أنه لم يتم التوصل إلى قرار نهائي وأن الرئيس قد يأمر بالانسحاب الكامل في أي لحظة. وذكرت الصحيفة تصريح على لسان السناتور ليندسي غراهام، أن الرئيس الامريكي محبط للغاية بشأن تقدمنا في افغانستان، متابعًا أن الانسحاب الفوري سيكون كارثة كاملة لأن أفغانستان هي مركز الجاذبية في الحرب على الإرهاب، وجاءت هذه المناقشة حول أفغانستان في المحادثات التي قام بها الرئيس ومستشاريه حول سحب القوات الامريكية من سوريا، وهو القرار الذي أصدره الرئيس في نفس الوقت الذي طلب فيه خطط الانسحاب من أفغانستان. وأضافت الصحيفة أن البنتاجون إحتفظ بصمته حول الوضع في أفغانستان، حيث أنه طمأن حلفاء الولاياتالمتحدة والشركاء الأفغان، وفي نفس الوقت عدم الخروج على قرارات الرئيس، وطمأن الجنرال أوستن ميرال القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أفغانستان حلفائهم قائلاً "أنه حتى مع الانسحاب الجزئي لقواته فسيظلون بجانب حلفائهم في أفغانستان" وأشارت الصحيفة إلى سعي الدبلوماسيين الأمريكيين، بقيادة المبعوث "زلماي خليل زاد"، للتفاوض على تسوية سلمية مع طالبان، ويعتمد موقفهم على فكرة أن الجيش الأمريكي لن يغادر حتى تصبح الظروف على الأرض مستقرة. وقال "كريستوفر كولندا" الكولونيل متقاعد في الجيش، إن انسحاب القوات يجب ألا يحدث إلا بعد أن تقدم طالبان وعودا في المفاوضات وتتابع القوات تنفيذ بعضها، مضيفًا "إن سحب القوات من جانب واحد يؤدي إلى إضعاف قوة مفاوضتنا" فعندما تكون في مفاوضات، فإن فقدان المزيد من نفوذك طواعية هو سوء التصرف الاستراتيجي".