لا تيأس إذا تعثرت أقدامك وسقطت فى حفرة واسعة.. فسوف تخرج منها وأنت أكثر تماسكًا وقوة.. وأعلم أن الطموح، كالحب، كلاهما لا يطيق المنافسة أو التأجيل.. كذلك الرجل.. العزيمة فى قاموسه ليس فى لغة أولى العزم.. ربما وعسى. لا «يفوح» العطر حتى يسحق وليس للعود رائحة حتى يحرق.. وهكذا الشدائد نهايتها الوصول إلى القمة، فالثقة بالنفس والعمل نهايتهما الراحة، وهو ما سعى إليه الرجل طوال مسيرته. عادل مراد، مدير علاقات المستثمرين بشركة الوادى للاستثمار السياحى.. منهجه يبنى على: لا بد لشُعلة الأمل أن تُضىء ظلمات اليأس، ولا بد لشجرة الصبر أن تطرح ثمار الأمل، الطموح لديه سعى دائم بلا توقف، والعمل جزء من شخصيته. مكتب بسيط يخلو من الديكورات، مجموعة من الكتب تتجاوز 250 كتاباً، معظمهم عن تاريخ مصر، ألبوم صور للذكريات على مكتبه، يسجل مشواره بحلوه ومره، جلسنا وبدأ أكثر تفاؤلاً. «لا تحاول أن تقف على الأطلال كثيراً، فالخفافيش سكنتها، والأشباح عرفت طريقها، وابحث عما يغير واقعك، وفتش عن عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد.. وكذلك فعلت الحكومة فى المشهد الاقتصادى، حينما اتخذت إجراءات قاسية، بدأت من عملية تحرير العملة نوفمبر 2016، ثم تلتها إصلاحات أكثر توسعًا تحملت عبأها الطبقة المتوسطة».. من هنا بدأت رؤيته للمشهد. «متعوّدين على الصبر».. هكذا وصف الحال بسبب قسوة تداعيات الإصلاح الاقتصادى، ولكن بدأ المشهد فى التحول إلى الأفضل بفضل المشروعات القومية الكبرى التى غيرت الخريطة الاقتصادية، والمؤشرات فى كافة القطاعات، إلى أحسن حال، وهو ما دعمته تقارير مؤسسات التصنيف العالمية، وكل ذلك يؤكد المسار الصحيح للاقتصاد. أقاطعه.. رغم كل هذه المشاهد، لكن لا يزال رجل الشارع غير مقتنع بذلك، بسبب عدم شعوره بهذه الثمار. يجيبنى وبدا أكثر حماسًا «إن إصلاحات القيادة السياسية فى الاقتصاد، ساهمت فى إضافة المزيد لتعافى الاقتصاد، تحسن مؤشراته، ووضعته على المسار الصحيح، مقارنة بالسنوات الماضية التى واجه فيها مطبات، وعقبات صعبة، ولكن مطلوباً من الحكومة استكمال دورها، بالرقابة الشديدة، على الأسواق، حيث إن رجل الشارع لن يجنى ثمار الإصلاح إلا عندما تتراجع الأسعار، باعتبارها المؤشر الحقيقى لنجاح الإصلاحات». الصبر وقوة التحمل، والقناعة، ففضل أخلاق الرِجال الصَبر هذا ما تعلمه من والده، والأمر نفسه بالنسبة للرجل فى الصبر على نتائج الإصلاح، حيث إن المشهد يتطلب صبرًا طويلاً، عندما يتحدث عن السياسة النقدية ترتسم علامات الرضاء فى وجهه، يقول: «إن البنك المركزى نجح بسياسته فى تصحيح مسار السياسة النقدية، منذ عملية تعويم العملة الوطنية، وقدرته على مواجهة التضخم نتيجة استخدام أدواته فى هذا الشأن، وانعكس ذلك على تدفق الاستثمارات الأجنبية، ويكفى أن العديد من دول المنطقة نتيجة للاضطرابات بالأسواق الناشئة، وظروفها الاقتصادية، اتخذت نفس المسار فى تخفيض عملتها». لكن تدفق الاستثمارات الأجنبية فى الاقتصاد، تحققت من خلال استثمارات المحفظة، أو ما يعرف بالأموال الساخنة. يرد قائلاً: «إن الأموال السريعة التى شهدت تدفقًا لشريان الاقتصاد من خلال أذون الخزانة، أو السندات، أو الأسهم ساهمت بصورة كبيرة فى دعم ثقة المستثمرين الأجانب، وهو ما كان مؤشرًا جيدًا باعتباره خطوة لتحول هذه الاستثمارات إلى استثمارات مباشرة». للتفاصيل هم ثقيل، والرجل ليس من أنصارها ليس خوفًا من الغرق فيها، وإنما يضطر كثيرًا فى الغوص فيها، وكذلك عندما يتحدث عن السياسة المالية، يتبدى على ملامحه غضب شديد، حيث يعتبر أن الدولة تتعامل مع الضرائب كإيرادات، باعتبارها عنصراً أساسياً وليس مساعداً، فمن غير المقبول أن تتحمل شرائح بعينها عبء الضرائب، فى حين أن قطاعات وشرائح أخرى لا تقوم بسداد التزاماتها. وأستشهد فى ذلك بالقطاع غير الرسمى، وعدم قدرة الحكومة على الوصول إليه بصورة كبيرة، وضمه إلى منظومة الدولة الرسمية. ربما يكون الاستثمار أفضل حالًا فى وجهة نظر الرجل بعد العديد من التعديلات فى القوانين، والتشريعات المحفزة للاستثمار، واستقطاب المستثمرين الأجانب، والذى تزايد مع القيادات الشابة الجديدة بهيئة الاستثمار، وتولى محسن عادل، نائب رئيس البورصة السابق الرئيس التنفيذى للهيئة.. يقول: «إنه من خلال تعاملاته مع الهيئة فيما يتعلق بإجراءات شئون الاستثمار، تبين الاهتمام الكبير بالمستثمر المحلى، والعمل على مساواته بالمستثمر الأجنبى فى كافة الأمور المتعلقة بتذليل العقبات والإجراءات». الرجل كان أكثر حظًا من أشقائه، منذ نعومة أظافره، حظى بالعناية والرعاية من والده، وهو ما منحه الثقة الكبيرة، عند تحليل مصير قطاعات الاقتصاد المختلفة، وقدرتها على قيادة القاطرة، حيث يعتبر أن القطاع السياحى من أهم القطاعات القادرة على دفع عجلة النمو، لما لها من قدرة على استقطاب المزيد من العملة الصعبة، وكذلك الإنتاج والتصنيع، واعتماد الدولة عليه، بتحويل استراتيجيته من إحلال محل الواردات إلى الإنتاج من أجل التصدير، وهو ما يمثل انقلاباً كبيراً فى طريقة التفكير، وأيضًا اتجاه الدولة إلى أسلوب الترويج من خلال المؤتمرات، والمعارض سوف يساعد بصورة كبيرة فى الترويج عن الاقتصاد الوطنى. أراد له والده العمل فى خدمة الوطن، والعمل الأمنى، لكن أرادت له الظروف الاتجاه إلى التجارة والبيزنس، وحقق فيه نجاحًا كبيراً، يعتبر الرجل أن تأجيل طروحات الشركات الحكومية، أمر ضرورى، بسبب عدم الاستقرار الذى يضرب الأسواق الناشئة، وتأثيراتها السلبية على السوق المحلى، وضعف فرص نجاح مثل هذه الطروحات فى الوقت الحالى. التوفيق فى العمل، والسماحة، وحسن النية، سمات شخصية الرجل، منحته أفضلية بين أبناء جيله، رغبته فى النجاح، منحته الصبر والمثابرة، أساس الوصول إلى الهدف، وتحقق له ما أراد حينما عمل بالشركة قبل وصولها إلى مكانتها الحالية، أسهم ضمن فريق الشركة فى استراتيجية متكاملة، تمنحها القدرة على الانطلاق، بل التوسع ومساهماتها فى شركات أخرى بنسبة مساهمة 10.5% فى شركة جولدن كوست، و45.1% فى شركة «سكاى لايت». دائمًا فريق عمل الشركة يسعى إلى الابتكار، ودعم استراتيجية الشركة، من خلال التوسع فى أنشطة الشركة، بإنشاء مركز تجارى وسكنى، وأيضًا العمل على تقديم طروحات جديدة فى البورصة، من خلال طرح شركة «سكاى لايت» بسوق الأوراق المالية برأسمال 102 مليون جنيه، خاصة أن المستثمرين ويصل عددهم 56 مستثمراً، قاموا بالاكتتاب منذ 3 أعوام الماضية، واستيفاء الشركة لكافة مستندات الطرح والتداول، لكن الرقابة المالية، تنتهج أسلوب التعنت، وحرمت صغار المستثمرين من استغلال الفرصة البديلة للاستثمار، وتحقيق عوائد. فريق عمل شركة الوادى نجح من خلال الاستراتيجية أن يحقق قفزة فى الأرباح، حيث سجلت خلال الفترة المالية المنتهية فى 30 سبتمبر الماضى نموًا بنسبة 82. 5%، لتسجل أرباحًا بقيمة 35.28 مليون جنيه، مقابل 19.33 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام السابق عليه، وترجع هذه القفزات إلى ارتفاع إيرادات النشاط السياحى، بنسبة 10.35%، وكذلك ارتفاع إيرادات الاستثمارات فى الشركات الشقيقة، لتقفز بنسبة 62.33% من 21.72 مليون جنيه إلى 35.26 مليون جنيه. حب العمل والاطمئنان والتفاؤل بالخير، جزء من شخصية الرجل، حرصه الشديد على الاطلاع دفعه لاقتناء العديد من الكتب، التى تعلم منها الكثير، وأثرت على شخصيته، يسعى إلى بذل الجهد، ويبحث عن السعادة فى هوايته بالمشى، يفضل الألوان التى تحمل الرسمية والجدية، يعمل دائمًا مع فريق الشركة ومجلس الإدارة إلى الوصول بالشركة وشركاتها الشقيقة إلى المقدمة.. فهل يصل إلى ما يتمناه؟