وما زال الحديث مستمراً عن القرية المصرية، وهمومها ومشاكلها.. ومنها قرية أرمانيا التابعة لمركز إيتاى البارود محافظة البحيرة والتى يسكنها أكثر من 600 ألف نسمة، فعلى مدار الأربعين عاماً الماضية لم تعرف القرية التوسع الأفقى أو الرأسى للأبنية التعليمية وظلت قرية أرمانيا تشرب مياهاً ملوثة وعلى مدار الأربعين عاماً ظل أكثر 1500 فدان زراعى من أجود أنواع الأراضى الزراعية يرتوى بمياه المجارى. يقول رأفت عبدالواحد نصير، مهندس رى: الوحدة الصحية بقرية أرمانيا والتى تخدم القرية وتوابعها فحدث ولا حرج فإننا نعيش مأساة فهذه الوحدة كانت قبل ثورة يناير مستشفى تكاملى وكانت به حجرة عمليات كاملة وحجرة أشعة وأسنان وغرف لتسكين المرضى بقوة 27 سرير والأطباء كان عددهم 7 أطباء من بينهم كافة التخصصات، ومعمل تحليل وكان يتم انتداب كل فترة أستاذة الجراحة لإجراء جراحات كبيرة إلى أن جاءت ثورة يناير حول المستشفى الكبير إلى وحدة صحية، وأصبحنا نصرف الأدوية من إيتاى البارود ولأننا مواطنون من الدرجة الأخيرة كتبوا لافتة على باب المستشفى بالطباشير تعرف الزائرين بأن هذا المكان وحدة وليس مستشفى، ناهيك عن الخدمة المتدنية بالوحدة فلا طبيب ولا شىء يمكن ذكره. يقول محمد الشافعى النكلاوى، مزارع: قرية أرمانيا بها أكثر من 1500 فدان من أجود الأراضى الزراعية على مستوى القطر وكانت منتجاتها الزراعية يضرب بها المثل الآن تموت أرضنا تحت سمع وبصر المسئولين فالمياه التى تروى بها الأراضى ملوثة بمياه المجارى وأصبحنا نزرع محاصيل مسممة نخرجها لنقتل بها المواطن المصرى ضاع صوتنا من كثرة الشكوى ولكن المسئولين لا يسمعون صوتنا واكتفوا بالجلوس فى المكاتب المكيفة وتركوا أرضنا والفلاح يموت بالبطىء من المياه الملوثة، إلى متى سنظل بلا صرف صحى محترم نجد أن أكثر من 90% من بيوت القرية تعوم على مياه الرصف الصحى نجد أن المياه الجوفية التى تستخدم الطلمبات لرفعها تسبب أمراضاً لاختلاط المياه الجوفية بالصرف الصحى. هكذا بدأ حديثه مع «الوفد» محمود السيد صابون، موجه بالإدارة التعليمية: قرية أرمانيا فى عام 2003 أقامت صرف صحى بالجهود الذاتية تحت إشراف الوحدة القروية وذلك لحين إنشاء محطة صرف بالقرية وقمنا منذ ذلك الوقت بتحديد قطعة أرض لإقامة محطة رفع على مساحة 9 قراريط وتم دراسة الجدوى للمشروع وتسليمها للهيئة العامة للصرف الصحى ولأننا نعيش فى قرى مصر التى تعانى الإهمال لم يتحرك أحد وتركونا نعانى طفح المجارى التى دخلت منازلنا وأصبح الأطفال حاملين للأمراض وأصبحنا نواجه المعاناة صيفاً وشتاء والكارثة الجديدة هى تهالك شبكة مياه الشرب والتى تم إنشائها منذ حوالى 60 عاماً أصبحت المياه اختلطت بمياه الصرف وكذلك أيضاً مياه رى الأراضى. يقول رضا إبراهيم حسين، من أهالى القرية: كل يوم نسمع عن حملات لإزالة التعديات على أملاك الدولة وحرم الطرق ولم نسمع أو نشاهد حملة من هذه الحملات أتت إلى قريتنا التى بها كمية من التعديات على طرق القرية والأراضى ملك الدولة بها هناك أراض لا حصر لها تم التعدى عليها تحت سمع وبصر موظفى الوحدة من حرم الترع وكذا الطرق الرئيسية بالقرية. ويختتم الأستاذ محمد عبدالله: أن التوسع يقابله القضاء على مشاكل القرى فهل تعلم أن قرية بحجم قرية أرمانيا ليس بها وحدة مطافئ أو نقطة شرطة، القرية منسية من الرقابة التموينية، وعمال النظافة القائمين على إزالة قمامة القرية مضربون عن العمل بسبب عدم حصولهم على رواتبهم الضئيلة والتى يؤكد رئيس المركز بأن ليس هناك أموال لحصول العاملين على رواتبهم. وطالب الأهالى المسئولين بسرعة التدخل وحل كافة المشاكل التى تواجه مواطنى القرية التى تعانى الأمرين، فى الحصول على كوب مياه نظيف وحقهم فى معيشة كريمة تليق بهم.