«السوشيال ميديا» وسيلة للتطاول الاجتماعى وليس التواصل رسالتنا «كلنا قادرون ولكن باختلاف» الفنانة القديرة رجاء الجداوى رمز الشياكة، فى تعاملاتها مع الآخر، فى احتفاظها بمكانتها الفنية، فى اختياراتها لملابسها التى تناسب سنها وتتماشى مع أحدث خطوط الموضة، فى حديثها وهى تتحاور مع الجمهور عبر فقرة «اسألوا رجاء» الإعلامية، حتى فى اختياراتها لأدوارها الفنية سواء الارستقراطية أو الشعبية فهى دائمًا تؤدى بشياكة، وجاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى لها فى احتفالية كلنا قادرون «حتفضلى طول عمرك شيك جدًا، مش اللبس بس، شيك فى كل حاجة» لتؤكد هذا الوصف الذى اتخذته رجاء شعارًا فى حياتها. الفنانة القديرة كانت واجهة مشرفة لمصر فى احتفالية كلنا قادرون التى أقيمت ضمن احتفالية اليوم العالمى للأشخاص ذوى الإعاقة، بمشاعر انسانية طيبة نقلت صورة ايجابية لدور الفن فى التعامل مع كل فئات المجتمع، وهى ليست المرة الأولى التى تشرف فيها مصر، فهى على مدار مشوارها الفنى تشارك فى كل المبادرات الخيرية سواء فى جمع التبرعات أو مبادرات التوعية بالأمراض وغيرها،وشاركت مؤخرا فى احتفالية مبادرة "الحق لمرضى السرطان فى الانجاب"، ومبادرة "مرضى سرطان الثدى" وآخرها "مبادرة صعيد بلا سرطان" وغيرها حتى أطلق عليها سفيرة للقطن المصرى، فهى مؤمنة بأن دور الفنان الذى يحمل جواز سفر مصرى لايقل عن دور الضابط الذى يرفع السلاح ويحمى البلد، وهيئته تمثيل دقيق لهوية مصر أمام العالم.. حاورناها عن رؤيتها وشعورها بتكريم الرئيس لها فقالت. فى البداية سألتها.. كيف استقبلت وصف الرئيس السيسى لكِ بالمرأة الشيك؟ فخامة الرئيس أب حنون وإنسان فاضل، بكى وهو وسط الأبناء على كلمات الأولاد، وعندما تأتى منه كلمة لى بهذا الوصف فاعتبرتها "وسام على صدرى"، واليوم إذا ختمت حياتى سأطلق على مذكراتى شعار «قال لى السيد الرئيس إننى سيدة شيك» فهذا ارفع وسام تلقيته، وأفضل تكريم من كلمة صادقة للرئيس. لم تتمالك دموعك طوال الحفل.. لماذا؟ لحبى الشديد للأطفال، فى كلمتى قلت إننى لم أحضر من أجل عرض أزياء، لكننى حضرت لعشقى لهم ورغبتى الحقيقية فى أن نقف جميعا بجوارهم ونحتويهم ونشجعهم على حياتهم وتحد هذه الاعاقات، مشاعر الحب التى شعرت بها، وأنا أضم هؤلاء الأطفال شعرت أنهم من دمى، لديهم مشاعر عظيمة ونقية وبريئه، وكلمتى فى المؤتمر الذى نظمته وزارة التضامن الاجتماعى والشباب والرياضة كانت مرتجلة من مشاعرى وحبى، ولذلك لم أستطع أن أتمالك مشاعرى، وكل من حضروا والرئيس السيسى بكت عينه حباً لهذه الأطفال. وكيف جاء الاتفاق على تقديمك الحفل؟ اتصلت بى أمل مبدى صاحبة مبادرة «قادرون باختلاف»، وطلبت منى المشاركة فى الحفل المقام فى اليوم العالمى للأشخاص ذوى إلإعاقة بمشاركة المخرج المسرحى عاطف عوض، والحفل يعتمد على «فاشون شو» احتفالا بهم، وأجرينا بروفات 3 أيام لكى يخرج الحفل بهذا الشكل، بمشاركة وزير الشباب والرياضة الذى حضر كل بروفات الحفل، وحضر كل الفنانين فى الساعة الثامنة صباحًا وقضينًا يومًا مميزًا مع الأطفال والشباب، وكلهم حضروا بروح طيبة، وهم يعرفون أنهم سيظرون على المسرح لثوان معدودة ولن يتقاضوا أجراً، ولكنهم حضروا جميعاً ليضعوا يدهم فى يد الأولاد وينزلون بهم على السلم لتكون رسالتنا جميعا « كلنا قادرون ولكن باختلاف». وكيف استقبلت مشهد زفاف أحمد فلوكس وهنا شيحا؟ السعادة التى سيطرت على كل الفنانين الموجودين لا يمكن وصفها، حضرنا الحفل بحب، وفاء عامر ودنيا سمير غانم واحتفلنا بزفاف هنا شيحا وأحمد فلوكس وارتدت فستان الزفاف والطرحة وارتدى أحمد بدلة الزفاف التى كان يجهزها لزفافه بالفعل، ومصمم الأزياء بهيج حسين صمم الفساتين الموجودة بجمال وحب يليق بمشاعرنا، فهو ليس عمل جئنا لنتقاضى أجراً عنه، لكنه بالنسبة لنا رسالة حب ل«ذوى الهمم». فى كواليس الحفل قابلت الكثيرين من ذوى الهمم.. حدثينا عن التعاون بينكم؟ جميعا كنا نحمل شعار أننا لدينا قدرات مختلفة، وبنسب مختلفة تظهر التنافس والإبداع، تعلمت أننا عندما نملك قدرات فلا نهتم بالنعم التى نعيش بها، إلى أن يتم اكتشاف هذه القدرات ويتم تنميتها، هذه الحالة تجعلنا نكتشف قدراتنا، ونشتغل على أنفسنا وننميها لنكسب، وهذه هى رسالة المبادرة . فى الكواليس وجدت شاباً بساق واحدة بعد تعرضه لحادث قطار استعاض ساقه بقدم حديد، ويمشى 100 كيلو، وهو موظف فى أحد البنوك وشخصية متفائلة للحياة، هنا تعلمت أن الإعاقة من المفترض أن تجعل الإنسان يكتئب، لكن الحقيقة أن جميعهم لديهم بصيص نور أن الله قبل أن يأخذ يعطى، المواهب الموجودة فيهم عبقرية، منهم من يلضم الأبرة بقدمه لوجود اعاقة فى يده، وآخر يمسك الفرشاة فى فمه ويرسم لوحة عبقرية، وهنا لابد أن نسأل «من فينا المعاق، من يملك القدرات الموجودة ولايستغلها، أم الشخص المحروم من القدرات ويستبدلها بتعويض عما راح منه؟». 2018 اطلق عليه عام «التحدى» للاحتفال بذوى الهمم.. كيف ترين ذلك؟ عام مضى وعام قادم يهتم بذوى الهمم، أفضل هذا اللقب وأطالب بتعميمه لأنه المصطلح الأقوى، فهم يملكون همماً كبيرة، النتائج الظاهرة تؤكد أنهم رفعوا راية مصر فى المحافل الدولية فمن بينهم تم اختيار أفضل سباحين ولاعبين تايكوندو ورفع أثقال ومطربين من المكفوفين، كل هذه الألعاب وغيرها فازت مصر بالجوائز الأولى فيها، ولذلك كانت جهود الحكومة فى مجال ذوى الإعاقة وتأهيل الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة، وتنفيذ العديد من برامج الحماية الاجتماعية لخدمة الفئات الأولى بالرعاية فى العام الماضى، وأتمنى أن تتزايد فى العام القادم. أنت من الفنانين القلائل الذين يهتمون بكل المبادرات الخيرية أو مواجهة المرض.. لماذا؟ إذا أحبنى الجمهور، فلابد أن استخدم هذا الحب فى تلك المبادرات، الفنان الذى يحمل جواز سفر مصرى لابد يكون ملكاً للجمهور، ويشارك فى تلك المبادرات دعماً ومحبة وأشعر أن مشاركتى فى هذه المبادرات واجب علىّ. هل فكرتى فى تقديم عمل فنى يتناول إحدى قصص ذوى المهارات؟ نحن كممثلين أدوات فى أيدى المؤلفين، وأنا أتمنى من الكتاب أن يهتموا بهذه الفئة، والمفروض أن يتيحوا فرصة أكبر لمناقشة هذه الأفلام. فى رأيك هل الكتاب فى حاجة إلى تغيير الموضوعات التى يناقشونها؟ بالطبع، الفنان يبحث دائماً عن العمل المحترم الذى يضيف إليه، وهذه أزمة حقيقية نعيشها الآن، أصبح من الصعب أن تجد سيناريو يناقش قضايا حقيقية موجودة فى المجتمع، حتى لو كانت الظروف التى تمر بها مصر سياسياً فى العشر السنوات الأخيرة، لها تأثير على الفن، فلا يمكن أن تكون كل موضوعاتنا عن العشوائيات والمخدرات، ولكن إذا كان الفن يعتمد على رصد الواقع، فلابد من رصده كاملاً بما يتناسب إن يشاهده أبناؤنا، فهناك قضايا جادة كثيرة موجودة فى المجتمع يمكن توظيفها بشكل جيد فى الأعمال الفنية. في رأيك ما السبب فى ذلك؟ فى رأىي انتشار ورش الكتابة أدى إلى فقدان الحبكة الدرامية فى معظم الأعمال الفنية سواء فى السينما أو التليفزيون أو حتى المسرح، فأصبحت تفتقد إلى الخيط الدرامى لأنها تعتمد على عقليات مختلفة، عكس ما كان يحدث زمان، كنا نقول فيلم لنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، الكاتب هو الأداة التى يستقيم بها الميزان الفنى عند المشاهد الذى يبحث عن عمل يمسه. أغلب النجوم الذين شاركوا فى أجيال مختلفة يتمنون دائمًا أن يعود الفن كما كان زمان.. لماذا؟ لأن الأفلام زمان كانت تحترم المشاهد، كان أبطال العمل يقولون خلال المشاهد «لو سمحت، حضرتك» مصطلحات من خلالها يكشف مدى رقى وشياكة المجتمع، حتى لو كانت اللغة أقل فى المجتمع لكننا تعودنا أن الفن يؤثر فى المجتمع وليس العكس، ليس من الضرورى أن يكون الشارع لغته متردية فيتم نقله فى الفن، فنعلم النشء الجديد ما لم يتعلموه فى الشارع، الفن يجب أن يساعد الآباء والأمهات على أن ينقلوا لغة الاحترام لأبنائهم أسوة بمقولة سيدنا على «ربوا أبناءكم على أزمانهم ولاتربوهم على زمانكم» وهذا ما أتمنى أن ينتقل إلى البيوت من خلال الفن. موجة جديدة من المسلسلات الآن تعتمد على رصد الواقع كما هو.. هل ترين أن ذلك ضد الرسالة التى تنادين بها؟ ما أعرفه أن الشعار الذى رفعه البعض «الناس عاوزة كده» ظلمنا جميعاً، من يعرف ماذا تريده الناس، الناس متباينين فيما بينهم ومختلفين، لماذا أركز على السيئ وأترك الجيد، هناك أجيال مختلفة من الممثلين والكتاب والمخرجين أتمنى أن يقرروا أن يكونوا بعيدين عن هذا الشعار وأن يرفعوا شعار الإصلاح وليس شعار "الجمهور عاوز كده". فى حلقاتك مع برنامج «الحكاية» دائمًا تؤكدين مساوئ السوشيال ميديا؟ صراحة، أصبحت اعتبرها وسيلة للتطاول الاجتماعى، وليس مجرد وسيلة للتواصل، تحولت لوسيلة لتبادل الشتائم والحوار بطريقة غير أخلاقية، خاصة أن معظم الأفراد لايظهرون بهويتهم الحقيقية، وانتشر بسببها خبر عن وفاتى وحزنت جداً لهذا الخبر، لماذا يضيع الناس وقتاً فى كتابة خبر يؤذينى ويحزن ابنتى وحفيدتى، ولذلك أرى مساؤها أكثر من مميزاتها. فى النهاية.. حدثينا عن آخر أعمالك؟ كما قلت إننى لا أوافق على عمل إلا إذا اقتنعت به، لدى عدة أعمال لكنى لم استقر عليها حتى الآن وأتمنى أن يكون العام القادم أفضل على مستوى الدراما والسينما والمسرح، وأن نفتخر كما نحن دائمًا بفننا المصرى.