11٫7 مليون مصرى يصارعون المرض.. مبادرة «100 مليون صحة» تكشف أمراضًا تحاصر المواطنين والدولة تدفع بالمليارات. صحة المصريين فى خطر.. هذا ما كشفه المسح الطبى الذى تتبناه الدولة تحت شعار «100 مليون صحة» الذى كشف حتى الآن عن معاناة 11٫7 مليون مصرى من مشكلات صحية مختلفة من جملة 17 مليون مواطن تم الكشف عليهم فى المرحلة الأولى وجزء من المرحلة الثانية. هذه الأعداد الضخمة مؤشر خطير وهو ما حذر منه الرئيس عبدالفتاح السيسى، مطالبا بضرورة تكاتف الجميع للتوعية ضد مخاطر الأمراض وتعديل السلوكيات ومحاربة الأسباب التى تؤدى للإصابة بها. مبادرة «100 مليون صحة» كشفت حتى الآن عن 700 ألف مصاب بفيروس C و11 مليوناً مصابين بأمراض أخرى، مما يؤدى إلى ارتفاع تكاليف العلاج. فقوائم الانتظار التى بدأت محاربتها فى مشروع صحى هو الأضخم من نوعه، كانت تضم 17 ألف حالة قامت الصحة بإنهاء 5 آلاف ليتبقى 12 ألفاً، وفى خلال 4 أشهر وصل الرقم ل 50 ألفا بتكلفة 600 مليون جنيه من وزارة الصحة وصندوق «تحيا مصر».. وأكد رئيس الجمهورية أن قوائم الانتظار ستكلف الدولة 18 مليار جنيه. «الوفد» تفتح ملف صحة المصريين الذى يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتقدم والتنمية والإنتاج، ويعد أهم التحديات والمعوقات التى تواجه الوطن. تكلفة علاجه 2٫5 مليار جنيه سنويا مريض جديد بالسرطان.. كل 5 دقائق التدخين والوجبات السريعة والشمس و«فول الشارع» وراء الانتشار الكبير للمرض.. والأطفال الأكثر عرضة للإصابة عضو الهيئة القومية للأورام: توقعات بارتفاع الإصابات إلى 3 أضعاف خلال 15 عاماً أطباء: المشى نصف ساعة يومياً أفضل طرق الوقاية مدير مركز أبحاث طب عين شمس: علاجات هرمونية جديدة لسرطان الثدى.. والعلاج المناعى أفضل من الكيماوى «نعيش الحياة.. مع علمنا أنها ستنتهى فى يوم من الأيام، حيث يظل هذا اليوم مجهولاً، إلى أن يأتى المرض الخبيث ويتمكن من الجسد، فعندئذ يصبح المصاب على يقين أن أيامه أصبحت معدودة، وتنقلب حياته رأساً على عقب وتكون أشبه بالجحيم». ورغم أنه لا يوجد أشد فتكاً معنوياً وجسدياً من مرض السرطان الذى لديه قدرة خارقة للتهرب من الجهاز المناعى للجسم، إلا أنه الأصعب من ألم المريض، معاناة من حوله بعد معرفتهم بوصول المصاب لمرحلة متأخرة من المرض لا يوثر فيها العلاج، وأن قطار عمره اقترب من إلى الوصول لمحطته الأخيرة. ومع أن العلم أثبت قدرته على إيجاد حلول لمعظم الأمراض الفتاكة وابتكار علاج يقضى عليه نهائياً إلا أنه يبقى مرض السرطان مستعصياً على الحل فى الوقت الراهن فى مصر، فى حين ترتفع نسبة الإصابة لتصل أكثر من 115 ألف حالة جديدة سنوياً بمعدل مريض جديد كل 5 دقائق. ولا يمكن الجزم بوجود سبب بعينه أو علاج فعال بعينه لهذا المرض، فكل مريض يتم علاجه حسب حالته الصحية إذا كان فى مرحلة متقدمة من المريض يمكن شفاؤه أم بالتدخل الجراحى أو العلاج المناسب، أما إذا وصل لمرحلة متأخرة فلا يوجد أمامه إلا انتظار الموت. تتعدد الأورام الخبيثة التى تصيب جسد الإنسان، كسرطان الثدى والدم والمعدة وغيرها، وأكد د. محمد عبداللطيف عميد المعهد القومى للأورام السابق، أن التدخين يعد من أهم مسببات السرطان، لاحتوائه على مواد مسرطنة تضر بالصحة، مشيراً إلى أن نسبة الإصابة بالسرطان جراء التدخين وصلت إلى 88% ونسبة الوفيات إلى 30%، علاوة على تأثيره السلبى على الكلى والرأس والرقبة والحنجرة والمثانة والمرىء وسرطان المعدة وعنق الرحم والنخاع الشوكى والدم. وأشار إلى أن العوامل الوراثية تلعب دوراً فى الإصابة بهذا المرض، خاصة الإصابة بمرض سرطان الثدى، لافتاً إلى أن التعرض لفترة طويلة للبنزين ومشتقات البترول قد يعرض الفرد للإصابة بالسرطان، وكذلك الأمر بالنسبة للعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، حيث تصيب الأشخاص فى معظم الأحيان للإصابة بسرطان الرحم أو المهبل وغيرها. وتابع: «هناك أسباب أخرى منها التعرض لفترة طويلة لأشعة الشمس قد تسبب الإصابة بسرطان الجلد، لذلك يُنصح باستعمال واق للشمس عند الخروج، ويتسبب الإكثار من تناول الأطعمة المُعلبة والمخزنة بمواد كيميائية كما هو الحال فى مواد حفظ الطعام المختلفة، فى الإصابة بسرطان الكبد». فى السياق ذاته، أكدت دراسة للمعهد القومى للتغذية التابع لوزارة الصحة من تناول عدة أطعمة منها البرجر والبسطرمة والفول واللحوم من الشوارع لاحتوائها على مواد حافظة تسبب الإصابة بالسرطان، مشيراً إلى أن تناول أى وجبات من عربات الفول المنتشرة فى الشوارع قد يسبب الإصابة بالمرض الخبيث نظراً لإضافة مادة تسمى «إيديتا» بها مواد كيماوية بنسب كبيرة على الفول ما يسبب هشاشة فى العظام والأورام السرطانية. وحذر المعهد من تناول الوجبات السريعة والأطعمة المحفوظة نظراً لعدم اتباع مُعديها بالإرشادات الصحية اللازمة والتى أهمها النظافة الشخصية كتنظيف الأيدى وارتداء الجوارب ووجود غطاء على الرأس، لمنع وصول البكيتريا والميكروبات إلى الطعام. وما يوكد صحة الدراسة التى أعدها معهد التغذية بخصوص مسببات السرطان، دراسة أعدها باحثون فى بريطانيا، أثبتت انخفاض نسبة الإصابة بالسرطان فى حال تناول الأطعمة العضوية «منتجات اللحوم والجبن واللبن وغيرها» إلى 25%، فى حين تزداد نسبة الإصابة فى حال الاعتماد على الوجبات السريعة. وفى سياق مشترك نشرت مجلة «ذا كونفيرزيشن» الفرنسية دراسة توكد بأن اتباع نظام غذائي قائم على تناول الخضار والفواكه المتنوعة والابتعاد عن العادات الضارة كالتدخين وشرب الكحول واستهلاك الوجبات السريعة قد يكون كفيلاً بخفض خطر الإصابة بالسرطان. وأكد تامر النحاس أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة، أن نسبة الإصابة بسرطان الثدى ارتفعت فى الفترة الأخيرة فى مصر ووصلت إلى 34%، مشيراً إلى أن الكشف المبكر يسهل من القضاء على المرض. وعن سبل الوقاية وتقليل الإصابة بهذا المرض، أشار إلى أنه لابد من اتباع العديد من الإرشادات الصحية، أهمها الإقلاع عن التدخين وعدم التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس وعند التعرض لها يجب وضع الكريمات الواقية قبل الخروج ومحاولة تجنب الخروج فى ساعات الظهيرة قدر الإمكان. وتابع: «من الضرورى الاهتمام بالوزن وتجنب خطر السمنة، فضلاَ عن اتباع نظام غذائى سليم وتحديداً تناول الخضار والفواكه الطازجة، الابتعاد عن تناول الوجبات السريعة، والتى تحتوى على كميات كبيرة من الدهون والسكريات والمواد الحافظة». ولفت إلى ضرورة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والاستمرار فى الحركة والنشاط البدنى، حتى لو كانت تمارين بسيطة كالمشى لمدة نصف ساعة يومياً مثلاً، اتباع القواعد الأساسية فى المحافظة على النظافة الشخصية، مثل غسل اليدين بعد الخروج من الحمام وقبل وبعد تناول الطعام بالصابون والماء جيدا. وعن طرق العلاج من هذا المرض، أشار إلى أن العمليات الجراحية من أكثر الطرق شيوعا لاستصال الأورام، فضلا عن العلاجات الكمياوية، لافتاً إلى أن الكشف المبكر يعجل ويساعد علي عدم تطور المرض وسرعة شفاء المريض. جهود الدولة أكثر من 85 ألف مريض من مرضى الأورام يتم معالجتهم بالكيماوى سنوياً على نفقة الدولة بتكلفة قدرها حوالى 500 مليون جنيه، وإجمالى التكلفة العامة لجميع المرضى حوالى 2.5 مليار جنيه، أى أن المريض الواحد يكلف الدولة من 25 ألفًا إلى 35 ألف جنيه، حسبما صرح به أبوبكر مكاوى رئيس الإدارة المركزية للشئون الطبية بهيئة التأمين الصحى. كما ساعدت الحملة التى أطلقتها وزارة الصحة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى تحت عنوان «100 مليون صحة» فى الكشف المبكر عن الأمراض الخبيثة وتحديداً فيرس سى المسبب الأساسى لسرطان الكبد. وفى السياق ذاته، قال د. حسين خالد وزير التعليم العالى السابق، وعضو الهيئة القومية للأورام: «إن الدولة تقود حرباً ضروساً للقضاء على السرطان والذى زادت نسبته فى الفترة الأخيرة نتيجة عدم الوعى بخطورة تناول بعض الأطعمة على الصحة وأبرزها الوجبات السريعة»، مشيراً إلى أنه سيتم فى السنوات المقبلة القضاء على فيرس سى نهائيا. وتابع أن الهيئة القومية لعلاج الأورام تبذل جهودا لوضع حلول للأزمة وخطط لتقليل نسب الإصابة بالمرض خلال السنوات العشر المقبلة من خلال توفير العلاج المجانى للمصابين والمتابعة المستمرة للكشف عن المرض فى كافة محافظات الجمهورية، مشيرا إلى أننا لسنا بحاجة لمستشفيات جديدة لعلاج المرضى، ولا ينقصنا إلا الإمكانيات للقضاء على المرض، حيث يوجد أكثر من 14 قسماً لعلاج الأورام فى المستشفيات الجامعية و23 مركزا للعلاج. ولفت إلى أنه رغم الجهود المبذولة لتقليل نسبة الإصابة بفيرس سى أحد أهم المسببات لسرطان الكبد، إلا أن نسبة السرطانات الأخرى فى زيادة مستمرة وخاصة سرطان الثدى، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن ترتفع نسبة الإصابة بالسرطان خلال الخمس عشرة سنة القادمة فى مصر إلى ثلاثة أضعاف. وأكد أن الأطفال من أكثر الفتات عرضة للإصابة بالمرض، ثم يليها الشريحة من 45 عاما إلى ما فوق، وذلك راجع لعدم الاهتمام بالإرشادات الصحية. مبادرات مجتمعية وفى السياق ذاته، انطلقت العديد من المبادرات الفردية والمؤسسية لدعم مرضى السرطان فى كافة محافظات مصر، منها مبادرة «حلاوة الدنيا» بمحافظة الإسماعيلية والتى كان الغرض منها الكشف المبكر للمرضى وتعزيز سبل الدعم النفسي، ومبادرة «كن جميلاً» برعاية موسسة هدى الإمام لمرضى السرطان. وأكد محسن محجوب رئيس مجلس أمناء مؤسسة هدى الإمام، وأمين صندوق مؤسسة مصر الخير، أن المؤسسة تسعى إلى مكافحة مرض السرطان بشكل طبيعى عبر تقوية جهاز المناعة لجسم الإنسان المسئول عن محاربة السرطان، فضلاً عن الوقوف بجانب المرضى ودعمهم نفسياً، خاصة أن مريض السرطان أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والتعب النفسى عن غيره. كما تم إطلاق مبادرة «مع بعض أقوى» من محافظة الإسكندرية، بمشاركة العديد من الشخصيات العامة والفنانين والإعلاميين وخبراء أجانب فى علاج الأورام، وذلك للتوعية بالمرض ومخاطر الإصابة به وطرق الوقاية. وفى هذا الجانب، أكد د. هشام الغزالى أستاذ علاج الأورام ومدير مركز أبحاث طب عين شمس ورئيس الجمعية الدولية للأورام، أن هدف مبادرة مع بعض أقوى، توعية المواطنين بخطورة السرطان، والالتزام ببعض الإرشادات الصحية لتقليل الإصابة بالمرض، مشيراً إلى أنه فى الفترة الحالية يتم ابتكار علاجات هرمونية جديدة لعلاج سرطان الثدى لزيادة نسبة الشفاء منه. وأشار إلى أن هناك أبحاثا علمية ودراسات يتم إجراؤها للوصول إلى علاج للقضاء على السرطان، لافتاً إلى أن العلاج المناعى تفوق فى العديد من الدول المتقدمة عل العلاج الكيماوى وحقق نسب شفاء للمرضى وتحسن عالية تصل لأكثر من 50%. وأكد أن العلاج المناعى عبارة عن علاج حيوى يقوم بتنشيط الخلايا المناعية ورفع كفاءتها وإنتاجها، وذلك عن طريق استخدام مركبات حيوية يتم إنتاجها معملياً وتشبه تلك التى تفرزها الخلايا المناعية، ويتم حقنها للمريض لمساعدته على تنشيط جهازه المناعى وتدمير السرطان. وتابع: «إن استخدام العلاج الكيميائى بدأ منذ عام 1945، ولديه تأثيرات جانبية، فمثلاً يتسبب فى تساقط الشعر، وهو الأمر الذى يسبب أضراراً نفسية للمريض، أما فى عام 2016، فقد بدأ استخدام نوع جديد من العلاج لمرض السرطان، وهو العلاج المناعى الذى ليس له تأثيرات جانبية، بل يقوم على تقوية جهاز المناعة ويساعد المريض فى مقاومة المرض ويجنبه تدهور حالته الصحية، وقد نجح استعماله فى بعض أنواع السرطانات». «زينب».. أقوى من السرطان بعد معرفتها بإصابتها بسرطان الثدى، فجأة تغير لون الحياة فى عيناها وأصبح ليلها كنهارها لا تغيب عنه الدموع والحسرة لأنها على وشك أن تفارق أبناءها الذين لا يزالون صغاراً وبحاجة إلى عناية واهتمام. «زينب محمد» واحدة من آلاف الأشخاص الذى يعانون فى السر، ولا يشعر أحد بآهاتهم وتعبيرات وجوههم الحزينة. وتحكى «زينب» 48 عاماً قصة معاناتها ومأساتها منذ أن عرفت بأنها مصابة بسرطان الثدى ولابد من إجراء عملية جراحية لاستئصال أحد ثديها، فقالت: إنها منذ معرفتها بمرضها بعد إجرائها مجموعة من التحاليل أصابها صدمة نفسية، وعادت إلى منزلها باكية وأغلقت باب غرفتها عليها، ولم تحك لأى شخص عنه شيئاً. وتابعت: «بعد أيام قليلة من الصدمة، عُدت إلى حياتى من أجل أطفالى وقررت أن أتلقى العلاج فى أحد المستشفيات الذى يعالج هذه الحالات بالمجان، خاصة أننا أسرة فقيرة ولا تستطيع تكبد تكاليف العلاج». واشارت إلى أنها قررت أن تهزم السرطان وذلك ليس من أجلها ولكن من أجل أطفالها الثلاثة الذين لا يزالون فى أعمار مبكرة أكبرهم لا يتجاوز عمره 14 عاماً. مشاهير ضربهم المرض عام 2016، توفيت الفنانة زبيدة ثروت متأثرة بسرطان الرئة عن يناهز 76 عاما الفنانة شريهان أصيبت بسرطان الغدة اللعابية واستطاعت التغلب عليه باستئصال جزء من الفك شادية أصيبت بسرطان الثدى، واستئصلت جزء من ثديها أنور وجدى، أصيب بسرطان المعدة سامية جمال الراقصة الشرقية، أصيب بسرطان المعدة نعيمة عاطف، أصيبت بسرطان المعدة وتوفيت عن عمر يناهز 45 عاما ناهد الشريف، أصيبت بسرطان الثدى ميرنا المهندس، أصيبت بسرطان القولون، وتوفيت بعد معاناة مع المرض أنيسة حسونة، النابة البرلمانية أصيبت بسرطان الثدى