يفتتح الفنان جورج بهجوري، مساء غد الاحد، معرضه لفن التشكيل بقاعة بيكاسو بالزمالك، بحضور عدد من الشخصيات العامة والفنانيين. ويضمن المعرض باقة من أجدد وأروع لوحات الفنان، فهو يحمل اسراره في رؤوس اصابعه ويديه، وينثرها على القماش مبلولة باللون ومشدودة الى خيوط الحركة في يديه. وكساحر ماهر يحرك الفنان الخطوط والزوايا والوجوه، ويعبث بمنطق الجسد والموجودات، ويقلب الآنية من اجل ان يثير الفرح من حوله ويجعل الواقع أجمل وابهى. ويهمس إلى شخوصه بالأسرار، فتصغي إليه وتكتم، لكأنها تنتظره دوما لتقرأ له الطالع في خطوط كفيه تلك التي تحرك الموجودات على أسطح اللوحات. لكأنها تضاحكه وهو يرسم ويمحو ويبني ويهدم ويعلن العصيان على بؤس العالم مواجها إياه بالجمال والسخرية. لكأنه يدخل في احدى لوحاته ويجلس مع شخوصه، ثم يخرج منها ليجالسنا ونحن لا نعلم من اين اتى ذلك القروي الذي دخل المدن الكبرى على ظهر جواد قادم من التاريخ. وطارد الارانب البرية والغزلان ليجلسها في حدائق لوحاته. وطبع على منديله وجوه الفلاحين والفلاحات، والبائعين والبائعات، والعابرين، و الملائكة، والقديسين القدامى، واللصوص، وابناء السبيل. أخفى المنديل تحت كمه، ثم أخرجه ونثر ما به في اللوحات، أية اسرار عتيقة عتق الناس تلك التي في عينيه!!، لكأنك ترى في ابتسامته والتماعة عينيه سخرية ترفع سؤالا في مواجهة الكون مشوبا بحنين مجروح الى عالم المثل الذي يخفيه في فرشاته وبين تموجات الوانه. ويعد جورج بهجوري حارس الحركة وسادن اللون المتراقص احتفالا بالحياة، أين تخبيء الخريطة الغامضة التي تقود الى أيقواناتك اللامرئيات؟ أخرج من كم قميصك المنديل، الحشد في الحضرة ينتظر أيها المتصوف في اللون والضوء والعرفانية.