نظمت سلطنة عُمان فعاليات عديدة فى إطار الاحتفالات بالعيد الوطنى الثامن والأربعين. وقد شمل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان برعايته العرض العسكرى الذى أقيم بهذه المناسبة، وتم تنظيمه على ميدان الاستعراض العسكرى بقيادة الحرس السلطانى العمانى بولاية السيب. شاركت فى العرض وحدات رمزية تمثل الجيش السلطانى العمانى، وسلاح الجو السلطانى العمانى، والبحرية السلطانية العمانية، والحرس السلطانى العمانى وقوة السلطان الخاصة وشرطة عمان السلطانية وشئون البلاط السلطانى، وشهد العرض كبار المسئولين من عسكريين ومدنيين. وتعبيراً عن مشاركة مصر على أعلى مستوى، حيث بعث الرئيس عبدالفتاح السيسى برقية تهنئة إلى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطنى. كما أوفد الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى مقر سفارة سلطنة عمانبالقاهرة، حسام زعتر أمين رئاسة الجمهورية للتهنئة بهذه المناسبة. فيما تقدم الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، بخالص التهانى للسلطان قابوس بن سعيد، وللشعب العُمانى الشقيق. وأعرب الدكتور شوقى علام فى بيان أصدره عن تمنياته للسلطنة قيادة وحكومة وشعباً بأن يديم المولى عز وجل عليها نعمة الأمن والاستقرار والأمان، وأن يديم روح المحبة والتآلف بين أبناء شعبها الشقيق، وأن تنعم أمتنا العربية والإسلامية بالأمن والأمان فى كل ربوعها. احتفالية فى القاهرة فى القاهرة أقام السفير الدكتور على بن أحمد العيسائى سفير سلطنة عُمان لدى مصر والمندوب الدائم للسلطنة لدى الجامعة العربية حفل استقبال بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطنى. حرصت نخبة من الشخصيات العامة على تلبية الدعوة إلى الاحتفال الذى عكس مشاركة مصر للسلطنة بهجتها. ألقى السفير الدكتور على بن أحمد العيسائى كلمة أكد فيها على أهمية الاحتفال بالعيد الوطنى، موضحاً أنه يمثل فى كل عام مناسبة تاريخية تمهد لاستهلال مرحلة جديدة من العمل الوطنى ومسيرة التنمية، فى أهم عصور التاريخ العمانى التى انطلقت فى الثالث والعشرين من شهر يوليو عام 1970. وأشار إلى أن هذه المناسبة الوطنية فرصة يحرص من خلالها أبناء الشعب العُمانى على التعبير عن عميق امتنانهم وعرفانهم لبانى نهضة عُمان الحديثة. كما أكد أن الرؤية الحكيمة لجلالة السلطان قابوس قادت سياسة عُمان الداخلية ونقلتها إلى آفاق جديدة من التقدم والازدهار، وكانت القوة الدافعة للانطلاق على كافة المستويات من البناء والتنمية والتعمير، مع المحافظة على الأصالة وتحقيق التوازن بينها وبين المعاصرة والحداثة. كما حددت الأسس الثابتة للسياسة الخارجية للسلطنة لترتكز على مبادئ راسخة تنبع من الموروث الحضارى والتاريخى والإنسانى للمواطن العُمانى وتعكس مبادئ سياسة حسن الجوار، والدعوة إلى السلام ونشر ثقافة التسامح والتفاهم والحفاظ على الأمن والاستقرار. وتمكنت الدبلوماسية العُمانية من ترجمة هذه الثوابت من خلال جهودها الرامية لتقديم الدعم المستمر لمبادرات إحلال السلام تجاه مختلف القضايا وتقريب وجهات النظر، لتنعم الشعوب بالتنمية والاستقرار. استعرض أيضاً فى كلمته أهم مستجدات العلاقات الثنائية، موضحاً أنها ارتقت إلى مستويات غير مسبوقة من التفاهم والتنسيق المشترك، إلى حد تطابق الرؤى والمواقف، وتجرى مشاورات مكثفة حول مختلف المجالات، تنفيذاً لتوجيهات جلالة السلطان قابوس، وأخيه فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى. وقال إن العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين بدأت منذ آلاف السنين، حينما كانت المراكب الفرعونية تنقل اللبان والبخور من عُمان لتستخدم فى المعابد المصرية، وتشهد هذه العلاقات الآن أزهى عصورها. كما يمثل العام الحالى 2018 وبكل المقاييس سنة ذهبية فى تاريخها، فقد شهدت لقاءات القمة التى احتضنتها مسقط وعقدت خلال زيارة الدولة التى قام بها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى للسلطنة. فى هذا الإطار تتواصل حالياً خطوات الإعداد لعقد الدورة الجديدة من أعمال اللجنة العمانية - المصرية المشتركة التى تستضيف مسقط اجتماعاتها فى شهر ديسمبر القادم. فى ختام كلمته تقدم بجزيل الشكر إلى كافة الأجهزة المعنية فى مصر لحسن تعاونها الدائم، وخص بالشكر وزارة الخارجية، وعلى رأسها السيد الوزير سامح شكرى وزير الخارجية وجميع أعضاء الوزارة لما يقدمونه من تعاون دائم يعكس عمق وتميز العلاقات بين البلدين الشقيقين. وتوالت خلال الاحتفال مشاهد عديدة تعكس المحبة العميقة المتبادلة بين الأشقاء فى البلدين، وكان فى استقبال المدعوين أعضاء البعثة الدبلوماسية بسفارة سلطنة عُمان فى مصر، وقد شارك فيه لتقديم التهنئة نخبة من قادة القوات المسلحة والشرطة والشخصيات العامة، وسفراء الدول العربية والأجنبية لدى مصر، وقيادات الجامعة العربية، ورؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف والمجلات، وعلماء الدين، والمبدعين والإعلاميين والأدباء، ومجموعة من قيادات وزارات: الخارجية، والداخلية، والثقافة، والتعليم العالى، والأوقاف، والتربية والتعليم، وعدد كبير من الدبلوماسيين العرب والأجانب من مختلف دول العالم، وأعضاء الجالية العمانية. الاهتمام برعاية الإنسان فى توقيت يتزامن مع الاحتفالات أكدت أحدث التقارير الدولية أن السلطنة تشهد تحقيق إنجازات تتتابع على امتداد عقود نتيجة استراتيجيات التنمية التى تنفذ فى ظل الاهتمام برعاية الإنسان العمانى. يتجسد ذلك من خلال إعطاء الأولوية للبُعد الاجتماعى فى جميع الخطط، مع المتابعة المستمرة لبرامجها وصولاً إلى المعدلات المناسبة للنمو، أثمرت كذلك نهضة حديثة تأخذ بكل ما هو جديد من العلوم العصرية. كما أشارت أحدث التقارير الدولية إلى أن الخطط العمانية تركز على منح التنمية المستدامة اهتماماً خاصاً، فى إطار متابعة الحكومة للبرامج التنفيذية للارتقاء بالإنتاج وتعزيز منظومة الاستقرار الاجتماعى.