أعمل ممرضة لمساعدة زوجى، خاصة أنه موظف بسيط وراتبه الضئيل لا يكفى نفقات أطفالنا الثلاثة. لم أفكر يومًا أن أشتكى ضيق ذات اليد، لكنى فكرت فقط فى العمل حتى أوفر الحياة الكريمة لأبنائى، وحتى لا يشعروا بأنهم أقل من أقرانهم ولأن مواعيد عملى تختلف من الحين للآخر ومن الممكن أن أعمل فترات مسائية لم أتمكن من إرسالهم إلى حضانة وبدأت فى تركهم مع حماتى ولرفضها التام لذلك فوجئت بها تقوم بإحراقهم ما تسبب فى إصابتهم بعاهات مستديمة لينتهى بى الحال رقماً فى رول المحكمة أحاول النجاة بأطفالى من براثن حماتى التى لا ترحم. بتلك الكلمات المثيرة والغريبة بدأت الزوجة الثلاثينية كلامها مستكملة كلامها قائلة: أسرتى كانت فقيرة وبالرغم من بساطة العيش، فإننا كنا سعداء لكنى عرفت معنى الحرمان الحقيقى من أبسط الأشياء.. كانت صورة طفولتى القاسية تدفعنى دائماً إلى محاولاتى للإفلات من الفقر بأى صورة حتى كبرت وبدأ الخطاب فى طرق باب أسرتنا ولأننى من أسرة فقيرة كان كل من يتقدم إلينا يعانى من بساطة الحياة والفقر مثلنا حتى تقدم لى شاب يعمل بإحدى الوظائف بشركة خاصة وافقت عليه دون تردد وبدأت فى إعداد عش الزوجية. بعد عامين تم الزفاف، وبدأت حياتى الزوجية فى بادئ الأمر الحياة كانت مقبولة وكنت دائمًا أحاول ادخار مبالغ بسيطة تحسباً لأى ظروف نتعرض إليها لكن بمرور الأيام تبدلت الأوضاع إلى الأسوأ فقررت خاصة بعد إنجابى ثلاثة أطفال النزول لمجال العمل ولأننى أحمل شهادة متوسطة، عملت ممرضة بمستشفى اعتبرتها عملاً شريفاً أتمكن من خلاله توفير طلبات أطفالى وأحميهم من الفقر وأوفر لهم ولو جزءاً من الحياة الكريمة التى لم أعشها. لم أخجل يوماً من عملى لأنه عمل شريف ويوفر لى دخلاً مناسباً، لكن حماتى لم تنظر إلى عملى بهذا المنظور كانت تعتبرها مهنة حقيرة دون مستواها... لكنى كنت أتحمل غلاظة كلامها لاحتياجى لها بأن أترك أطفالى معها، خاصة أن عملى كانت مواعيده تختلف من الحين للآخر وخاصة الفترات المسائية. فى كل مرة كنت أترك أبنائى معها كانت تعاملهم بقسوة وعنف كانت تعتدى عليهم بالضرب فى بعض الأحيان.. كثيراً طلب منى أطفالى عدم تركهم معها لكن ظروف عملى كانت تجبرنى على ذلك. ولأنها قررت عدم استقبال أطفالى مرة أخرى، قررت أن تحرق أجسادهم بالنار حتى أخاف أن أتركهم مرة أخرى معها.. لم أتخيل أن عقلها المريض صور لها تلك الفكرة الشيطانية وبأن قلبها نفذها بالفعل حيث قامت بكى أطفالى بالنار، ما تسبب فى إصابتهم بعاهات مستديمة لم ترحم دموعهم ولا بكاءهم وهم يتوسلون إليها بأن ترحمهم وتتركهم. عدت من عملى لأجد أطفالى الثلاثة فى حالة إعياء شديدة حملتهم وتوجهت بهم إلى أقرب مستشفى وتم تحرير محضر بالواقعة ووجهت أصابع الاتهام إلى حماتى بأن أن أثبتُّ تواجدى بمقر عملى وقت إصابتهم. انتظرت من زوجى اتخاذ أى رد فعل ضد والدته، لكنه رفض حتى التحدث معها... بكيت من تخاذل زوجى أكثر من إصابة أبنائى وقررت بعدها أن أطلب الطلاق لكنه رفض وأكد لى أنه لن يعيش بدوننا لكن إصرارى على الانفصال دفعنى لطلب الخلع حتى أتخلص من حياتى بعد أن شوهت حماتى أطفالى بدون ذنب. اختتمت الزوجة كلامها لم أتخيل يوماً أن ألجأ إلى المحاكم الانفصال عن زوجى خاصة أننى كنت أرفض الفشل فى حياتى الزوجية وتمنيت أن تكون حياة أبنائى أفضل منى بكثير وأن ينعموا بالحياة الهادئة وسط أبويهم لكن ما حدث من حماتى جعلنى أكفر بكل ما حلمت به منذ نعومه أظافرى. وفى مقابل ذلك وجدت حماتى التى تصر على أفعالها وتخاذل زوجى مع إصراره على مواصلة الحياة معى.. لم أعد أتحمل استكمال الحياة معه، فبدلاً من تعنيف والدته على فعلتها بأطفالها.. يجبرنى على تركهم معها رغم قسوتها وأفعالها الشيطانية وإصرارها على أن ما تفعله معهم هو نوع من التربية، قررت أن أقيم دعواى.. خلع من زوجى وحماتى التى حولت حياتى إلى جحيم، فهى لا تنتمى إلى فصيلة البشر، بل هى شيطان.