ارتفعت أسعار النفط لمستويات غير مسبوقة خلال الشهور الماضية بعد إعلان واشنطن تطبيق الدفعة الثانية من العقوبات الأمريكية ضد إيران في 5 نوفمبر الجاري، ولكن ذلك لا يمنع أن منتجو النفط ايضا يتسارعون لضخ كميات كبيرة منه بعد وقف العرض الإيراني مما يعني أن موجة كبيرة من انخفاض الاسعار ستسيطر على سوق النفط قريبا. رأت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن أسعار النفط المنخفضة قد تكون جيدة للمستهلكين والشركات الأمريكية في وقت بدأ فيه التضخم في الارتفاع، مما يعزز دخل الأسر وهوامش الربح للشركات التي تستهلك الطاقة. لكن ذلك الوضع حتما لا يفيد منتجي الطاقة في البلاد الذين أصبحوا محركات مهمة للنمو الاقتصادي الأمريكي. في الإجمالي، من المتوقع أن يتعرض ما يتراوح بين 1 إلى 1.5 مليون برميل يومياً من الشحنات الإيرانية للتجميد بفعل العقوبات الأمريكية. أوضحت إدارة ترامب أن هدفها هو تقليل الصادرات الإيرانية إلى الصفر. لكن البيت الأبيض أقر بأن عدداً من المشترين قد لا يتمكنون من وقف استيراد النفط الإيراني على الفور، ولذلك استمرت في منح إعفاءات لثمانية بلدان لاستيراد النفط الإيراني بشكل مؤقت مع ضمان عملهم على التحول إلى موردين آخرين. علاوة على ذلك، يرى المحللون ضغوطاً على أسعار النفط حيث أن كل من الولاياتالمتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية تزيد من العرض، ولكن مع ضعف النمو الاقتصادي العالمي، ينخفض الطلب على النفط . تتوقع شركة رابديان للطاقة ضخ 2.5 مليون برميل يومياً من الإمدادات العالمية الإضافية في عام 2019. وقال بوب ماكنالي، رئيس مجموعة رابيدان للطاقة: "لقد كان التغير الكبير الذي طرأ على أسواق النفط في الأشهر الستة الماضية،هو تسونامي الامداد النفطي الذي شهدته البلاد في العام المقبل"، وأضاف: "نحن نرى أن العام المقبل سيشهد زيادة في العرض، وذلك قبل أن نأخذ في الاعتبار مخاطر الطلب". ينمو الاقتصاد الأمريكي بقوة، لكن بقية العالم تظهر عليه علامات التباطؤ، حيث خفض صندوق النقد الدولي في أكتوبر توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي هذا العام والعام المقبل، مشيراً إلى اتباع سياسة الحمائية التجارية وعدم الاستقرار في الأسواق الناشئة، وهو ما قد يقلل الطلب من المستهلكين في مجال الطاقة. وفي تقرير لشهر أكتوبر، عدلت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب لعامي 2018 و 2019 ، مشيرة إلى ضعف التوقعات الاقتصادية العالمية. ومن المتوقع أن يصل إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط إلى مستويات قياسية هذا العام، وبحلول عام 2022، من المتوقع أن تصبح أمريكا مصدرا صافيا للطاقة، وذلك بعد مرور سبع سنوات من رفع واشنطن حظرا على بيع النفط الأمريكي في الخارج. وتتوقع شركة رابيدان للطاقة أنه في عام 2019، ستأتي أغلبية الامدادات العالمية من النفط من دولتي الولاياتالمتحدة والبرازيل. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يرتفع ناتج الولاياتالمتحدة بنسبة 10٪ في عام 2019 إلى 11.8 مليون برميل يوميًا، مما يجعلها أكبر منتج للنفط الخام في العالم. على الجانب الآخر، من المتوقع حدوث مزيد من الانخفاض في الإنتاج الفنزويلي بسبب الأزمة الاقتصادية المستمرة هناك، في حين أن الإنتاج في ليبيا ونيجيريا معرض لخطر وسط الاضطرابات المدنية.