كتبت بوسي عبد الجواد: افتتحت وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم، فعاليات الدورة ال27 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، على المسرح الكبير بدار الاوبرا المصرية، المقرر أن يستمر حتى 12 نوفمبر الجاري، والذي استهل بعرض فيلم تسجيلي عن فاطمة أحمد كمال شاكر «شادية»، تقديرا لروح الفنانة الراحلة المهداة إليها هذه الدورة، والتي رحلت عن عالمنا في 28 من نوفمبر عام 2017، تاركة إرثًا فنيًّا وعلاماتٍ مضيئةً في مجالي السينما والغناء. ضم الفيلم التسجيلي مقاطع من أشهر أعمال الفنانة الراحلة شادية أو كما كان يلقبها الجمهور والنقاد «دلوعة السينما»، الغنائية والدرامية والسينمائية والمسرحية، ومقتطفات من لقاءاتها التليفزيونية. وفي كلمتها خلال افتتاح مهرجان الموسيقي العربية، وصفت د. إيناس عبد الدايم، مهرجان الموسيقى بأنه عُرس فني وعربي، مؤكدة أن دار الأوبرا المصرية مركز إشعاعي للحفاظ على الموسيقى العربية. وأضافت: «عاصرت المهرجان لعدة سنوات وكان لي شرف رئاسته، ونجحنا في تخطي كل الصعوبات والحفاظ على هويته وهو نجاح لم يكن ليحدث إلا في ظل وجود قيادة سياسية واعية بقيمة الفن ودوره». ووجهت الشكر لكافة القائمين على المهرجان، وخصت بالشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي انتصر على الإرهاب وخلق مناخًا يسمح بالفن والإبداع، وللجيش المصري العظيم الذي صان أرواح الأبرياء. وعن لغة الموسيقى قالت: «للموسيقى سحر وبريق خاص من المحال أن نختلف حول جمال الموسيقى وأثرها على الوجدان». وأكدت أن المهرجان هذا العام سيخطف الأنظار. ووجهت تحية لكل النجوم العرب والمصريين المشاركين في فعاليات المهرجان، مختتمة كلمتها: «يحيا الفن وستبقى الأوبرا حصنا منيعا ضد محاولات التشويه والاغتراب الثقافي، الفن الحقيقي لم يُخلق للنسيان، وبروح الأمل والتفاؤل باقول تحيا مصر». ووجهت «مرسي» في كلمتها، خلال افتتاح مهرجان الموسيقي العربية، الشكر لرئيس الجمهورية لما قدمه للبلاد من أمن واستقرار واستعادة مكانة مصر. وقالت إن المهرجان هو الحدث الذي ينتظره العالم العربي، فهو الذي يضع هوية موسيقانا العربية. وأضافت: نجد فنانين كثيرين من أوروبا يعتمدون على الآلات الشرقية في محاولة لإثراء ما يقدمونه من أعمال، وليس بغريب أن يحظى المهرجان بهذا الاهتمام العالمي والعربي، خصوصا مع مقاومته التيارات الفنية الهابطة، حتى أصبح يحافظ على التراث وتجديد الدماء بالجيل الجديد». وتوجهت بالشكر للدكتورة الراحلة رتيبة الحفني لتأسيسها هذا المهرجان. واعترافا من مهرجان الموسيقى العربية بدور روافدها الناعمة الذين ساهموا في إثراء الحياة الفنية والاجتماعية بإبداعاتهم وألحانهم وأصواتهم، كرمت الدورة ال27 ثمانية عشر فنانا وفنانة من الذين أثروا الوجدان وأناروا العقول، ليرحلوا وتبقى أعمالهم تتحدث عن إنجازاتهم للأجيال الجديدة والمتعاقبة، وقد كرّم المهرجان الفنانة الراحلة شادية وتسلمها بالنيابة عنها ابن شقيقتها خالد شاكر، كما كرم المُلحن الكبير ميشيل المصري، صانع ملحمة «ليالي الحلمية»، و«من الذي لا يحب فاطمة»، والموسيقي التصويرية لمسلسل «عائلة الحاج متولي»، وغيرها من الموسيقى التصويرية التي سطرت اسمه في مصاف كبار الموسيقيين والملحنين، وتسلمها د. حسن شرارة نيابة عنه. كما كرمت دورة هذا العام من المهرجان، المايسترو سعد محمد حسن، وتسلمت الجائزة ابنته نجلاء نيابة عنه، والمايسترو الراحل صلاح عرام، والتي تسلمها بالنيابة عنه نجله محمد، والموسيقار حلمي أيمن، والذي تسلمها نيابة عنه نجله المايسترو مصطفى حلمي، وكرم كلا من عازف الكمان الراحل حازم سليم، وتسلمها ابنه محمد، ورياض الهمشري، وتسلم الجائزة نجلاه عمر وهشام، وتواصلت التكريمات باسم الموسيقار اللبنانى الراحل حليم الرومي وتأجل تسليم التكريم إلى ابنته ماجدة الرومى فى حفلها بختام المهرجان، والموسيقار السعودى عبد الرب إدريس، والموسيقار عماد الشرنوبى، نوال الكويتية وتتسلم تكريمها فى حفلها بالمهرجان يوم 11 نوفمبر، وعازف الايقاع سعيد الأرتيسيت، والفنان الكبير سمير الإسكندرانى الذى تسلم التكريم وسط تصفيق حار من الجمهور، كما تم تكريم عازف الناى الدكتور قدرى سرور، والدكتور والباحث العراقى حبيب ظاهر العباس، الفنان والكاتب الصحفى محمد بغدادى، المهندس بدر الزقاقيقى، وأخيرا النجمة التونسية لطيفة التى تسلمت تكريمها وسط تصفيق كبير من الجمهور وبعدها سلم د. مجدى صابر، رئيس المهرجان ورئيس دار الأوبرا المصرية، درع تكريم المهرجان إلى الدكتورة ايناس عبد الدايم. الحلو وثروت يطربان الجمهور بروائع ميشيل المصري.. تكريما للملحن والموسيقار الكبير الراحل ميشيل المصري، أحيا الثنائي النجمان محمد الحلو ومحمد ثروت، حفل الافتتاح من أعمال الموسيقار الراحل التي ستظل خالدة في وجدان الجمهور أبد الدهر. ويعتبر الحلو وثروت من المطربين القلائل الذين برعوا في تقديم أغاني تترات الأعمال الدرامية، إذ ساهما بحنجرتاهما القوية بجزء في نجاح بعض هذه المسلسلات، التي تحتفظ بها ذاكرة الدراما رغم مرور سنوات طوال عليها، لكنها لا تزال متربعة في النفوس، وتمكنك من تذكر كافة تفاصيل المسلسل بمجرد الاستماع له. فقد أحيا الحلو تتر مسلسل «ليالي الحلمية» وهو واحد من أهم المسلسلات التي قدمتها الدراما المصرية، يليه ثروت الذي قام بغناء تتر مسلسل «من الذي لا يحب فاطمة». والأغنيتان من كلمات الشاعر الكبير الراحل سيد حجاب، وألحان وتوزيع الموسيقار الراحل ميشيل المصري. شرارة ورجب والجبالي وسرور يخاطبون الجمهور بالموسيقي.. في أجواء استثنائية امتزج فيها الإبداع والإمتاع بما يغذي الروح، فإذا كانت الكلمات والجمل المنطوقة تخاطب عقل المستمع بشكل مباشر، فالجمل الموسيقية تخاطب المشاعر والوجدان والروح، لذا اطلق عليها «لغة الأحاسيس»، فقد أدركت معني كلمة «غذاء الروح»، عندما استمعت لعزف كمان د. حسن شرارة، وكذلك عازف الكمان رضا رجب. لآلة العود سحر خاص، فنغماتها تؤثر في مشاعرك وتتركك في حالة لا تستطع وصفها أو تفسيرها، حالة أشبه بالسفر عبر الأزمنة، وهذا ما فعله عازف العود ممدوح الجبالي الذي خاطب الجمهور بلغة «على عش الحب» للراحلة شادية، كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان منير مراد. وأبدع عازف القانون ماجد سرور، بآلته الموسيقية في تقديم «لحن الوفاء» وهي من كلمات محمد علي أحمد، وألحان رياض السنباطي. شادية الحاضر الغائب.. لم يكن هناك ما هو أجمل من ظهور أصوات جديدة تحل راية الغناء بعد جيل العمالقة، تكريسا لتواصل إبداعي أصيل وممتد عبر الأجيال. هذا التواصل الإبداعي كان عنوانا لحفلة طربية، أحيتها ابنة الأوبرا إيمان عبد الغني، التي نجحت بدورها في استحضار الروح الغنائية ل«شادية»، ب«أنشودة أمي» كلمات عبد الرحيم منصور، وألحان جمال سلامة، و«أقوى من الزمان» كلمات مصطفى الضمراني، وألحان عمار الشريعي، أمام جمهور عريق قادر على الحكم والنقد على جودة الفنان من عدمه، وهو جمهور الأوبرا المصرية المتذوق للفن الجميل. رغم حداثة عمرها، نجحت الطفلة وفاء عماد، أن تشعل المسرح الكبير بأغنية «يا حبيبتي يا مصر» للراحلة شادية، وهي من كلمات محمد حمزة، وألحان بليغ حمدي. وأهدى كل من الشاعر هاني عبد الكريم والملحن محمد رحيم، أغنية جديدة إلى روح صوت الوطن الفنانة شادية، قامت بتأديتها الفنانتان حنان عصام، ونهي حافظ.