زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للعاصمة الروسية موسكو الاسبوع المقبل، لم تكن الأولى من نوعها، بل جاءت ضمن سلسلة الجولات الخارجية التي تبناها السيسي للتأكيد على عمق العلاقات الثنائية ولبحث سبل تعزيز التعاون بين الدولتين. وأعلن ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحث مع نظيره السيسى الوضع الإقليمي الراهن، وكذلك استئناف الرحلات الجوية إلى الغردقة وشرم الشيخ. وفي هذا الصدد، أكد عدد من خبراء العلاقات الدولية أن زيارة السيسي إلى روسيا المقررة خلال 17 أكتوبر الجاري مهمة للغاية، إذ أنها تأتي في إطار العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين وأيضا في ضوء اللقاءات الدورية بينهما، مشيرين إلى أن مصر تتبع سياسة خارجية متوازنة في تعاملها مع الدول الكبرى. وأشار الخبراء إلى أن هناك عدة ملفات سيتم طرحها خلال هذه الزيارة من أهمها مشروع الضبعة النووية التي تم الاتفاق عليه بمصر العام الماضي، وكذلك الاسثمار الروسي بمصر وعودة السياحة الروسية، فضًلا عن أن المباحثات ستتطرق للاوضاع الاقليمية الراهنة ولاسيما ملفات سوريا وليبيا والازمة اليمنية، مؤكدين أن روسيا ترى أن مصر أكبر دولة في الشرق الاوسط وبها استقرار لذلك فإنه سيكون هناك تنسيق مصري روسي لحل تلك الازمات. وفي هذا الصدد، قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا تأتي في إطار توثيق العلاقات الثنائية بين البلدين، لذلك فإن توقيت الزيارة جاء لتوطيد العلاقات العميقة بينهما وكذلك العلاقات الثقافية. وأشار اللاوندي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن مصر تتبع سياسة خارجية متوازنة في تعاملها مع الدول الكبرى وبالتالي فإنها ترفع شعار"سياسة متوازنة مع الجميع"، لذلك فإن سياساتها مع واشنطن لا تختلف مع موسكو أو باريس أو برلين. وأكد خبير العلاقات الدولية، أن من أهم الملفات المطروحة خلال زيارة السيسي لروسيا هي مناقشة الأزمة السورية بعد أن أثبت التدخل العسكري فشله وعدم جديته في محاربة الارهابيين، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدعم الحل السياسي بسوريا وليس العسكري ولاسيما أن روسيا لديها قوات هناك، فضلا عن مناقشة ملف عودة السياحة الروسية إلى مصر، على حد قوله. ورأى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية، أن زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا تأتي في إطار اللقاءات الدورية التي جمعت بين الجانبين في ظل انفتاح العلاقات المصرية -الروسية، مشيرا إلى أن السيسي يريد أن يقول لروسيا أن مصر تتبع مبدأ"الندية" أي عدم الانحياز لدولة على حساب الأخرى، وبالتالي فإن علاقاتها متوازنة مع كل القوى الدولية، لذلك فإن علاقاتها بواشنطن لا تؤثر على علاقة مصر بروسيا. وأوضح فهمي، أن أهم الملفات التي ستناقش خلال هذه الزيارة هي مشروع الضبعة النووية الذي تم الاتفاق عليه بمصر العام الماضي، مشيرا إلى أن الزيارة ستركز على أساسيات التعاون المشترك بين البلدين في المجال العسكري والسياحي أيضا. ولفت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية، إلى أن الأوضاع الإقليمية الراهنة في سوريا تستدعي مناقشة هذا الملف ولاسيما أن هناك تنسيق مصري- روسي لتأهيل الجيش السوري، مؤكدا أن مصر قد شاركت مع روسيا في الهدنة في الغوطة الشرقية، فضلا عن انه سيكون هناك تنسيق مصري روسي لحل القضية الليبية ولاسيما بعد تدهور الأوضاع هناك، مؤكدًا أن من أهم الملفات أيضا التي ستناقش هي قضية الأمن في الشرق الأوسط وخصوصًا بعد توتر العلاقات الخليجية الأمريكية فقد يكون هناك تنسيق لإعادة النظر في العلاقات مع دول الخليج، مشيرا إلى أن روسيا تنظر لمصر بأنها أكبر دولة في الشرق الأوسط وبها استقرار لذلك فإن العلاقات سترفع من حد التعاون إلى الشراكة ولاسيما في مجال الاستثمار. وذكر السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن العلاقات المصرية الروسية شهدت تطورا كبيرا خلال فترة حكم الرئيس السيسي ولاسيما بعد عودة الطيران المنتظم بين القاهرةوموسكو العام الماضي، مشيرا إلى أن مصر لها دور كبير لتسوية قضايا الشرق الأوسط. ونوه رخا، إلى أن مشروع الضبعة النووية سيتصدر مباحثات السيسي وبوتين بعد توقيع الاتفاق العام الماضي لإنشاء أكبر مشروع في الشرق الأوسط، إذ تفوق تكلفته ما يعادل 26 مليار دولار، مشيرا إلى أن هناك تبادل تجاري بين البلدين في مجال النقل وغيره، مؤكدًا أن القضايا الإقليمية ستكون على طاولة المباحثات ولاسيما أن روسيا لديها قوات بسوريا في مواجهة أمريكا وبالتالي سيتم الاتفاق لإعادة الأعمار وأيضا لحل الأزمة اليمنية والليبية.