كتب- محمد عيسى: رحل عن عالمنا صباح اليوم الأربعاء، الفنان الكبير وأيقونة السينما المصرية والفرنسية جميل راتب، عن عمر ناهز ال 92 عاما، بعد صراع مرير مع المرض، وولد الممثل المصري في مدينة القاهرة، لأب وأم مصريين، وكانت أمه صعيدية وابنة أخ الناشطة هدى شعراوي، والتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية وبعد السنة الأولى سافر إلى باريس لإكمال دراسته، وفي عام 1974 عاد إلى القاهرة لأسباب عائلية. بدأ "راتب" حياته الفنية في عام 1946 من خلال السينما، ثم اتجه للمسرح، وعاد مرة أخرى للسينما، وذلك في منتصف السبعينيات، قدم العديد من الأفلام ما يقرب من 67 فيلمًا، وشارك في أعمال أجنبية بالإنجليزية والفرنسية، ومن أبرزها فيلم لورانس العرب وغيرها، كما شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية. كانت بدايته الفنية الحقيقية في مصر عندما شارك عام 1946 في بطولة الفيلم المصري "أنا الشرق" الذي قامت ببطولته الممثلة الفرنسية كلود جودار مع نخبة من نجوم السينما المصرية، وتم تكريمه عدة مرات، وحصل على العديد من الجوائز، وفي بداية الأربعينات حصل على جائزة الممثل الأول وأحسن ممثل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية في مصر، وبعد نجاحه الكبير في السينما المصرية، طلبته السينما الفرنسية. وشارك في بطولة العديد من الأفلام المصرية، وأصبح الفرنسيين يطلبونه في أدوار البطولة فشارك في 7 أفلام في السنوات العشر الأخيرة كما شارك أيضًا في بطولة ثلاثة أفلام تونسية إنتاج فرنسي مصري مشترك. وبعد عرض فيلم أنا الشرق شاهده أندريه جيد في "أوديب ملكاً" فنصحه بدراسة فن المسرح في باريس فقبل النصيحة، ودرس الفن في باريس، ثم عاد إلى القاهرة، ورشح لدور الضابط في "الكرنك" الذي لعبه كمال الشناوي، ثم رشح له صلاح أبو سيف دوراً مهماً في فيلم "الكداب" بعدها انهالت عليه الأدوار من كل مخرجي السينما. خاض راتب العديد من التجارب، والتي منها الإخراج المسرحي، وقدم عدد من المسرحيات مثل "الأستاذ"، ومسرحية "زيارة السيدة العجوز"، ومسرحية "شهرزاد" من تأليف توفيق الحكيم. تزوج من فتاة فرنسية كانت تعمل بالتمثيل، واعتزلته بعد ذلك وتفرغت للعمل كمديرة إنتاج ثم منتجة منفذة ثم مديرة مسرح الشانزليزيه، وتعيش في باريس، وعندما يذهب إلى باريس يقوم بزيارتها في بيتها؛ لأنهما شبه منفصلين منذ فترة ولكنه يكن لها احتراماً وتقديراً. ويذكر أن جميل راتب توفى اليوم عن عمر يناهز 92 عامًا، بعد صراع كبير مع المرض، وبعد أن فقد صوته، وصليً عليه الجنازة في الجامع الأزهر، وبعد ذلك شُيع جثمانه إلى مثواه الأخير.