رحل عن عالمنا الفنى اليوم الفنان القدير جميل راتب، عن عمر يناهز 92 عاماً، بعد صراع شديد مع المرض استمر خلال سنوات، ذلك الفنان الذى تميزت أعماله بالتنوع والأصالة فقدم الأدوار الدرامية والكوميدية والرومانسية وايضاً التراجيدية، كما أن ملامحه الحادة أهلته لأداء أدوار الشر أيضاً، وفى هذا التقرير يرصد "الصباح" أهم المراحل فى حياة راتب. ولد راتب فى 18 أغسطس 1926، والدته هى ابنة أخ الناشطة السياسية هدى شعرواى، ترددت أقوال كثيرة حول أنه والدته فرنسية الأصل ولكن الحقيقى هو أنها مصرية صعيدية. فى ال 19 من عمره أنتهى من مرحلة التوجيهية، وبعدها التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية وبعد مرور عام على التحاقه بها سافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته الجامعية ، وقرر دراسة التمثيل فى السر بعيدا عن عائلته التى كانت ترفض عمله بالفن، وبسبب ذلك تم إيقاف المنحة التى كانت تبلغ 300 جنيه. في بداية الأربعينات من عمره حصل على جائزة الممثل الأول وأحسن ممثل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية في مصر. بدايته الفنية كانت عام 1946 من خلال فيلم "أنا الشرق" مع الممثلة الفرنسية كلود جودار مع نخبة من نجوم السينما المصرية في ذلك الوقت من بينهم جورج أبيض، حسين رياض، توفيق الدقن، سعد أردش. بعد نجاحه فى "أنا الشرق" قرر السفرإلى فرنسا ليبدأ من هناك رحلته الحقيقية مع الفن، وبعد ذلك أصبح الفرنسيين يطلبونه في أدوار البطولة فعمل 7 أفلام في السنوات العشر الأخيرة كما عمل أيضا في بطولة ثلاثة أفلام تونسية إنتاج فرنسي مصري مشترك. يعتبر فيلم الصعود إلى الهاوية نقطة التحول الرئيسية في مشواره مع السينما المصري، وبعد ذلك توالت عليه الأعمال السينمائية والدرامية والمسرحية أيضا، كما أنه يعد واحداً من النجوم المصريين الذين وصلوا للعالمية فشارك الفنان عمر الشريف فى فيلم الشهير "لورانس العرب".
لم تتوقف حياة جميل راتب على التمثيل فقط، بل خاض تجربة الإخراج المسرحى وقدم مسرحيات مثل "الأستاذ" من تأليف سعد الدين وهبة، ومسرحية "زيارة السيدة العجوز" والتي اشترك في إنتاجها مع محمد صبحى ومسرحية "شهرزاد" من تأليف توفيق الحكيم. حصل راتب طيلة مشواره الفنى على العديد من الجوائز والتكريمات حيث كرمه مهرجان القاهرة السينمائي بعد رحلة طويلة مع التمثيل في مسارح باريس، وعدد 67فيلماً مصرياً وعدد كبير من أفلام السينما العالمية.
وعن المستوى العاطفى فى حياته نجد أن راتب تزوج لمرة واحدة من فتاة فرنسية كانت تعمل بالتمثيل، واعتزلته بعد ذلك، وتفرغت للعمل كمديرة إنتاج، ثم منتجة منفذة، ثم مديرة مسرح "الشانزليزيه".