"سيف علاء ذو الخمسة أعوام طفل يحتاج لعمليات جراحية متعددة خارج العراق.. يعاني من مشكلة اختلال وظيفي.. لا يسمع بأذنه اليسرى".. تلك حالة بسيطة من التشوهات التي يعاني منها أطفال الفلوجة العراقية وهناك غيرها الكثير الذي يصيب من يراها بالرعب والفزع من الاوضاع التي يعيشها هؤلاء الاطفال وأهاليهم الذين أطلقوا على مستشفى الفلوجة، مستشفى الرعب. تلك خلاصة التقرير الذي أعده الكاتب "روبرت فيسك" ونشرته صحيفة "الإندبندنت" اليوم الجمعة عن الأهوال التي تعيشها مدينة الفلوجة العراقية بسبب الاستخدام المفرط للأسلحة الكيماوية من جانب القوات الأمريكية بعد غزوها للعراق في محاولة لإخضاع المدينة المقاومة. ويقول فيسك إن الإعاقات والتشوهات لا توصف، تتابع الصور على شاشة في الطابق العلوي في مستشفى الفلوجة العام يحول غرفة الولادة لغرفة رعب، طفلة فمها مصاب بتشوه بالغ، رضيع ذو عين واحدة في منتصف رأسه، طفل ولد ميتا وبنصف رأس فقط، وسجلت الصورة تاريخ مولد الطفل في 17 يونيو 2009"، وينقل فيسك عن طبيبة بعد دخولها للغرفة ورؤية الشاشة: "نري مثل هذه التشوهات طوال الوقت الآن"، وتقول الطبيبة إنها كانت مشرفة على ولادة بعض هؤلاء الأطفال المشوهين، الذين ولد بعضهم متوفى.. إنني لم أر مثل هذه الحالات طوال عملي في مجال التوليد. ويضيف فيسك أنه طلب رؤية الصور للتأكد من أنها فعلا حقيقة وموجودة وليفند مزاعم من يقولون إنها شائعات أو دعاية سياسية، ووصف الصور قائلا: "صورة بتاريخ 7 يناير 2010: طفل ذو بشرة صفراء وذراعين مشوهين، صورة بتاريخ 26 ابريل 2010 لطفل يوجد ورم رمادي كبير الحجم على يسار رأسه، وغيرها وغيرها من الصور". ويقول فيسك إن الكثير من المراسلين زاروا الفلوجة لمحاولة نقل صورة عن التشوهات المروعة، ولكن المثير للغضب والحزن هو أن هذه التشوهات مستمرة ولا تلقى القدر الكافي من الاهتمام والمتابعة، وإن طبيبة توليد رفضت الكشف عن هويتها تركت مستشفى الفلوجة منذ ستة اشهر لإحساسها بالعجز، وقررت فتح عيادتها الخاصة التي جهزتها بجهاز للكشف عن التشوهات قبل الولادة. وتتساءل الطبيبة "لماذا لا تجري وزارة الصحة العراقية تحقيقا موسعا عن التشوهات في الفلوجة؟"، وتقول الطبيبة "ذهبت للوزارة وهناك قالوا إنهم سيخصصون لجنة لدراسة الأمر. ذهبت للجنة اثر ذلك ولكنها لم تقم بأي شيء". يقول الأطباء في مستشفى الفلوجة إنهم لا يحصلون على تمويل كاف، وحين يحصلون على تمويل من منظمات المجتمع المدني، فإن هذه المنظمات يكون لها أهدافها السياسية. وتقول الدكتورة سميرة علاني إن بعض المنظمات غير الحكومية إما تسعى إلى إدانة الاسلحة التي استخدمتها الولاياتالمتحدة في هجومها على الفلوجة أو على النقيض من ذلك تبرئة الأسلحة والولاياتالمتحدة من الاتهام بأنها السبب في هذه التشوهات.