انتقل فريق من نيابة مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، برئاسة المستشار جمعة الشتشاوي مدير النيابة، إلى مستشفى المركز لمعاينة وحدة الغسيل الكلوي التى توفي بداخلها صباح اليوم 3 حالات وأصيب 7 بحالة غيبوبة أثناء خضوعهم لجلسة الغسيل الكلوي بعد اصابتهم بزرقة فى الجسم وتوقف بالتنفس. وبدأت النيابة التحقق في ملابسات الواقعة، وتجولت اللجنة في جميع مرافق وحدة الغسيل الكلوي واستمعت إلى شكوى المرضي المصابين وأهالي الضحايا، واستدعت القائم على إدارة المستشفى ووحدة الغسيل الكلوي، لتقييم الوضع على الطبيعة، لمعرفة الأسباب التى أدت إلى وفاة الحالات الثلاثة والإصابات المتعددة. واستدعت النيابة لجنة من الطب الشرعى لمناظرة الجثث الثلاثة، والمصابين، والأدوار والأجهزة المستخدمة في وحدة الغسيل الكلوي بعد ما أصدرت قرارًا بالتحفظ عليهم تحت تصرفها، والتصريح بدفن الجثامين الثلاثة بعد ذلك، وإغلاق وحدة الغسيل الكلوي لحين الإنتهاء من التحقيقات. واحتشد العشرات من أهالي المتوفين والحالات المصابة أمام المستشفى للتعرف على الأسباب الرئيسية التي أودت بحياة ذويهم، مطالبين بالقصاص العاجل للمتسبب في الواقعة. يقول أسامة أحمد عبد الله، علمت بخبر وفاة عمتي الحاجة "فردوس عبد الله أحمد "فتوجهت إلى المستشفى مباشرة بعد تلقي الخبر المشئوم، وعندما وصلت علمت بنقلها إلى منزلها لإنهاء إجراءات الدفن بعدما طالب طبيب بالمستشفى بأخذها ودفنها إعمالا لمقولة "إكرم الميت دفنه". ويضيف رضا العزب أبن السيدة المتوفاه: أثناء عملية الغُسل فوجئنا بإتصال من المستشفى يطالبنا بضرورة عودة أمي إلى المستشفى لإجراء كشف طبي من قبل الطبيب الشرعي، فقمنا بنقلها مباشرة عبر سيارة خاصة تابعة لنا إلى المستشفى، حتى لا يضيع حقها هباءً، لافتًا إلى أن والدته كانت تغسل بالوحدة منذ 12 عام "2006" دون أن تتعرض لأي أزمات صحية من قبل الغسيل، قائلا :حسبي الله ونعم الوكيل في الي كان السبب، عاوز حق أمي وجميع الحالات المتضررة، ومحاسبة المقصرين في عملهم، الدكاترة مبتجيش الا بعد التاسعة صباحا، والمفروض يكون مع المريض منذ بداية الجلسة. وأشار حاتم حسن عبد العال، أحد المصابين الناجين من الواقعة، إلى أنه دائم على عملية الغُسل بالوحدة منذ 10 أعوام ولم يتعرض لمثل ما حدث اليوم، وأنه عقب دخوله على الجهاز اليوم في الدلسة التي تبدأ من 6 صباحًا وتنتهي في العاشرة وربع صباحًا، أصيب بزغلله في العين ودوخة ودقات سريعة من القلب، طالب بعد ثلث ساعة من بداية الجلسة بفصل الجهاز عنه لشعوره بهبوط عام في الدورة الدموية، قائلا: الحمد لله أن ربنا نجاني، ولو أستمرت وقت أكثر كنت ضمن المتوفين الذين تركوا أكثر من 45 دقيقة ولم يشعر بهم أحد. وتوجه الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، وبرفقته الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إلى المستشفى للوقوف على أسباب واقعة وفاة 3 من مرضى الغسيل الكلوى وإصابة 15 آخرين تم نقلهم لمستشفيات الجامعة والأحرار والمستشفيات الخاصة لإستكمال جلسات الغسيل الكلوي ولتقديم أوجه الرعاية الصحية والعلاجية اللازمة لهم، وذلك بعدما توجها إلى مستشفى جامعة الزقازيق لمتاعبة الحالات التي نقبت إليها. والتقى المحافظ بعدد من الأهالي، مؤكداً أنه تم إحالة واقعة الإهمال للنيابة العامة لإتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال الواقعة لتوقيع الجزاء الرادع على المخالفين للحفاظ على أرواح المواطنين ولتقديم الخدمات الصحية بشكل يليق بالمواطنين. وقدم المحافظ بخالص العزاء والمواساه لأسر ضحايا واقعة مستشفى ديرب نجم متمنياً للحالات المصابة الشفاء العاجل، بعدما قرر إحالة الواقعة للنيابة العامة للتحقيق، مطالبًا بتقديم أوجه الرعاية الصحية كافة للمرضي ومتابعة نتائج التحقيق مؤكدا على أنه لن يتهاون فى محاسبة أى مقصر أو مهمل فى عمله.