من الصعب بل والمستحيل أن تجد مصري لا يعرف الشاويش عطية، تلك الشخصية التي تعتبر الأشهر في تاريخ السينما المصرية، وحظيت بإعجاب الجميع وأضحكت الملايين على مر العقود، الذي أداها وأبدع فيها كوميديًا الفنان الراحل رياض القصبجي، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده ال 115. ولد القصبجي في مثل هذا اليوم، 13 سبتمبر من العام 1903، في محافظة سوهاج، بدأ عمله في مجال بعيد كليًا عن الفن والتمثيل، إذ عمل كمسري في هيئة السكة الحديد، ولكن عمله هذا كان الخطوة الأولى في انطلاقته الفنية. وقتها انضم لفرقة التمثيل بالسكة الحديد، وأحب التمثيل فقرر ترك عمله وقدم استقالته، وانتقل للقاهرة من أجل الفن، وانضم لمسارح روض الفرج، وهناك تعرف على محمود شكوكو وعلي الكسار، ومن بعدها انضم لفرقة الكسار المسرحية، كما انضم لفرقة أحمد الشامي، وجورج أبيض وفرقة إسماعيل يس المسرحية. وقدم القصبجي العديد من الأفلام مع إسماعيل يس، منها "حلاق بغداد، الآنسة حنفي، نهارك سعيد، نحن بشر، إسماعيل يس في الجيش، إسماعيل يس في الأسطول، ابن حميدو، إسماعيل يس في بوليس حرب، مغامرات إسماعيل يس، دايما معاك، بحبوح أفندى". وقدم معه أيضًا أفلام "إسماعيل يس في بوليس سرى، إسماعيل يس في الطيران، العتبة الخضرا ء، ولوكاندة المفاجآت، إسماعيل يس في مستشفى المجانين"، وكان شخصية الشاويش عطية هي الطاغية في أعماله الفنية، ولعل من أبرز إفيهاته: " بتضحك قدامي يارفدي يابن الرفدي، بعينه بغباوته وشكله العكر، شغلتك على المدفع بورورم". ويبلغ عدد الأفلام التي قدمها القصبجي أكثر من 150 فيلمًا سينمائيًا خلال حياته الفنية، لكنه لم يحظَ خلالها بدور البطولة وانحصرت أعماله في الأدوار الثانوية، وفي ال 60 من عمره أصيب بجلطة أفقدته القدرة عن الحركة، وأصيب بشلل نصفي في الجانب الأيسر نتيجة ارتفاع ضغط الدم، أبعده ذلك عن التمثيل. ويذكر أنه في 1962، استدعاه المخرج حسن الإمام ليقوم بتصوير دور في فيلم «الخطايا»، ليرفع من روحه المعنوية، لكنه لم يتمكن من ذلك وسقط خلال التصوير، وواجه أزمة مادية فلم يكن قادرًا على سداد مصروفات علاجه، وتوفي القصبجي عن عمر يناهز ال 53 عامًا في 23 أبريل 1963.