القاصد يترأس اجتماع لجنة الاحتفال بعيد جامعة المنوفية ال49    محمد الإشعابي: السوشيال ميديا مادة خام لتشويه صورة الوطن    تراجع أسعار الذهب في مصر بقيمة 15 جنيهًا    عبور 212 شاحنة مساعدات إنسانية من معبر رفح متجهة إلى غزة    المصري بقميصه الأبيض في مواجهة زيسكو بالكونفدرالية    انطلاق مباراة بتروجت ووادي دجلة في دور ال32 بكأس مصر    مصطفى عبد الخالق مستشارًا لمجلس الزمالك لشؤون المتابعة    جامعة العريش تُشارك بفاعليه في أولمبياد الفتاة الجامعية بالإسكندرية    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم بأسوان    دار الكتب والوثائق تحتفي بمئوية روزاليوسف    الفواكه الشتوية وفوائدها.. تعزيز المناعة والحفاظ على الدفء في موسم البرد    أنباء سارة لجماهير برشلونة.. بيدري يشارك مع المجموعة    مصر توافق على بروتوكول إنشاء محطة طاقة نووية بالتعاون مع روسيا    قفلوا عليها.. سقوط طفلة من الطابق الثاني في مدرسه بالمحلة    أحمد الشرع: رفضت عرض انفصال إدلب عن سوريا حتى يبقى البلد موحدا    بعد ترشيح معزوفة اليوم السابع لجائزة الشيخ زايد.. جلال برجس ل الشروق: سعيد بالتواجد وسط كتاب مبدعين    أبى انطلق إلى العالم ببركات السيدة زينب    هل الصلاة في مساجد تضم أضرحة جائزة أم لا؟ أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الخشوع جوهر الصلاة وروحها ويُحذر من هذه الأمور(فيديو)    قومي حقوق الإنسان يستقبل الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لبحث آفاق التعاون المستقبلي    هيئة الرعاية الصحية تمنح الدكتور محمد نشأت جائزة التميز الإداري خلال ملتقاها السنوي    هيئة الرعاية الصحية تمنح رئيس قطاع إقليم الصعيد جائزة التميز الإدارى    علا الشافعي: لجنة الدراما بالمجلس الأعلى لم تعقد منذ فترة ولا توجد قرارات ملزمة    ارتفاع عدد ضحايا حريق المبنى السكنى فى هونج كونج إلى 75 قتيلًا    بالأسماء.. إصابة 7 طلاب فى حادث تصادم سيارتين بأسوان    مدبولي: نتابع يوميًا تداعيات زيادة منسوب المياه    مفتي الجمهورية ومدير مكتبة الإسكندرية يبحثان توسيع التعاون في التوثيق والتراث والبحث العلمي    محافظ الأقصر يشهد انطلاق فعاليات أسبوع الخير أولى.. صور    سموحة يفوز على غزل المحلة بثلاثية ويتأهل لدور ال16 بكأس مصر.. فيديو    انخفاض الحرارة غدا.. وأمطار على بعض المناطق والصغرى بالقاهرة 16 درجة    توزيع جوائز الفائزين بمسابقة أجمل صوت فى تلاوة القرآن الكريم بالوادى الجديد    ضبط المتهم بالاستيلاء على أموال مقابل تشغيلها فى الذهب بقنا    رئيس لجنة مراجعة المصحف بالأزهر: دولة التلاوة ثمرة الكتاتيب في القرى    رئيس جامعة بنها : اعتماد 11 برنامجا أكاديميا من هيئة ضمان جودة التعليم    أحمد عبد القادر يغيب عن الأهلي 3 أسابيع بسبب شد الخلفية    سوريا تعلن إطارا تنظيميا جديدا لإعادة تفعيل المراسلات المصرفية    وزير الصحة يزور أكبر مجمع طبي في أوروبا بإسطنبول    الصحة: فحص أكثر من 4.5 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    روسيا تصدر أحكاما بالسجن مدى الحياة بحق 8 أشخاص بشأن الهجوم على جسر رئيسي في القرم    إصابة شخص في انفجار أنبوبة غاز بقرية ترسا بالفيوم    أوقاف الغربية تنظّم ندوة علمية بالمدارس بعنوان «حُسن الجوار في الإسلام»    منظمات حقوقية: مقتل 374 فلسطينيا منهم 136 بهجمات إسرائيلية منذ وقف إطلاق النار    غلق 32 منشأة طبية خاصة وإنذار 28 أخرى خلال حملات مكثفة بالبحيرة    السعودية: 4.8% من سكان المملكة أكبر من 60 عاما    وزير البترول يعقد لقاءً موسعاً مع شركات التعدين الأسترالية    الهلال الأحمر المصري يرسل القافلة ال82 إلى غزة محملة ب260 ألف سلة غذائية و50 ألف بطانية    وزير الري يعرض المسودة النهائية لهيكلة روابط مستخدمي المياه    الليلة: نادى الفيوم يعرض فيلم "فيها ايه يعنى" ضمن مهرجان المحافظة السينمائى    ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي ب7 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    ارتفاع حصيلة الفيضانات وانزلاقات التربة في إندونيسيا إلى 19 قتيلا    حقيقة فسخ بيراميدز تعاقده مع رمضان صبحي بسبب المنشطات    بعد مرور عام على تنفيذه.. نعيد نشر بنود اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان    وزير الانتاج الحربي يتابع سير العمل بشركة حلوان للصناعات غير الحديدية    المعارضة تقترب من حسم المقعد.. وجولة إعادة بين مرشّح حزبى ومستقل    عمر خيرت يوجه رسالة للجمهور بعد تعافيه من أزمته الصحية.. تعرف عليها    د.حماد عبدالله يكتب: وظائف خالية !!    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    «امرأة بلا أقنعة».. كتاب جديد يكشف أسرار رحلة إلهام شاهين الفنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصرف المحيط ومصب إطسا يدمران نيل المنيا
نشر في الوفد يوم 10 - 08 - 2018


كتب - أشرف كمال:
كارثة حقيقية يعيشها أهالى محافظة المنيا، يتجرع مرارتها يوميا مع كل «شربة مياه»، الجميع فى المنيا يتناول مياه شرب مخلوطة بمخلفات الصرف الصحى غير المعالج، نعم جميعنا نموت بالبطىء والابتسامة العريضة تملأ وجوه الرعاة والمسئولين، حتى أنهكت أجسادنا الأمراض الفيروسية والمستوطنة، وتتكلف الدولة مليارات الجنيهات من أجل العلاج، كل ذلك بعدما سمح مسئولو المحافظة منذ سنوات طويلة، بإلقاء ما يقرب من 9 ملايين طن سنوياً من مخلفات الصرف الصحى والكيماوى والقمامة فى نيل المنيا.
ويعد مصرف المحيط الذى يبلغ طوله 135 كيلومتراً ويصب فى مجرى نهر النيل بالقرب من مدينة المنيا، من أخطر المصارف، حيث يمر المصرف بآلاف الأفدنة الزراعية والكتل السكنية بالمحافظة، ويحمل المصرف كميات هائلة من المياه الملوثة من مصنع سكر أبوقرقاص، فضلًا عن الصرف الزراعى والحيوانات النافقة ليلقى بها فى مجرى النهر.
وقد رصدت تقارير وزارة البيئة أن الملوثات الصناعية غير المعالجة أو المعالجة جزئيًا والتى يتم إلقاؤها فى نهر النيل تقدر بنحو 4.5 مليون طن سنويًا من بينها 50 ألف طن مواد ضاره، و35 ألفًا من قطاع الصناعات الكيماوية، كما أكدت التقارير أنّ نسبة الملوثات العضوية الصناعية تصل إلى 270 طنًا يوميًا، بينما يبلغ حجم الملوثات الناتجة عن المستشفيات سنويًا بما يقدر بنحو 120 ألف طن سنويًا من بينها 25 ألف طن مواد تدخل فى تصنيف المواد شديدة الخطورة، كما أكد تقرير وزارة البيئة أن هناك تحديات تواجه نهر النيل بوجود ما بين 2.4 إلى 3 مليارات متر مكعب من المياه الناتجة عن معالجة مياه الصرف الصحى.
كما حمَّلت تقارير رسمية الحكومة مسئولية الجانب الأعظم من مصادر التلوث لغياب شبكات الصرف الصحى عن 88% من قرى مصر، وصرف 8 مصانع تتبع وزارة التموين معادن ثقيلة ومواد عضوية وغير عضوية، فضلًا عن مياه التبريد المخالفة ل14 محطة كهرباء.
وبالرغم من وجود القوانين المختلفة لحماية نهر النيل من التلوث، فإننا نرى الوضع على ما هو الآن من التلوث والتردى الواضح، وقد قضت محكمة القضاء الإدارى بأسوان، برئاسة المستشار عبدالفتاح حجازى، بحكمها الصادر فى 30 نوفمبر من عام 2016، بأن تلويث نهر النيل يعد «شروعًا فى القتل»، مطالبة مجلس النواب
بتعديل المنظومة التشريعية المتعاملة مع النهر لحظر الصرف فى مياهه نهائيًا، بوصفه «جريمة وجناية خطيرة».
تلك هى معاناة ما يقرب من مليون نسمة بقرى 5 مراكز تشمل ديرمواس وملوى وأبوقرقاص بجنوب المحافظة، وسمالوط، وبنى مزار، شمال المنيا، صورة المياه تفضح الإهمال الجسيم، والجرم الفادحم من قبل مسئولى المنيا، والحق يقال إن هذا الأمر ليس وليد اليوم، بل تعاقب عليه المحافظين الواحد تلو الآخر، وكأنها عهدة مخزنية يسلمها المحافظ السابق قبل رحيله إلى المحافظ الحالى، موصيا إياه بالمحافظة عليها وتسليمها لم يحل بعدة، ولا عزاء فى أرواح البشر فهى آخر ما تعنيهم طالما أن هناك مياهاً معدنية وحياة مرفهة، ونتحدى أن يكون هناك محافظ واحد، قام قبل رحيله بالتصريح بأنه تم القضاء على مخلفات الصرف الصحى بمصرف المحيط، والذى يضر الإنسان والزرع والحيوان، فهل ينجح اللواء عصام البديوى، المحافظ الحالى للمنيا، فى القضاء عليها.
الشعب المنياوى يأمل فى قيام اللواء عصام البديوى محافظ المنيا، بإقامة محطتى رفع للصرف الصحى، ونقلها للظهير الصحراوى لتصب فى الأرض المخصصة لزراعة الغابات الشجرية، وغلق مصب إطسا الذى يصب مخلفات الصرف الصحى فى مياه نهر النيل.
حيث يعانى عدد كبير من قرى محافظة المنيا من تلوث مياه الشرب والرى؛ بسبب اختلاطها بمياه الصرف الصحى الناتجة عن صرف مخلفات المصانع بها مثل مصنع السكر، الذى يلقى بمخلفاته فى مياه مصرف المحيط، الأمر الذى يتسبب فى إصابة الأهالى بالأمراض الوبائية، بالإضافة إلى وجود ثلاث بؤر تلوث بالمحافظة، وهى محطة صرف المنيا فى «تلة» التى يصب فى مصرف المحيط «ماقوسة» بدون معالجة، ومحطة صرف أبوقرقاص، وشركة النيل لحليج للأقطان، المتوقفة حالياً عن العمل، الأمر الذى عرض أهالى مراكز ديرمواس، ملوى أبوقرقاص، سمالوط، بنى مزار، للإصابة بالأمراض الوبائية.
وأكد سعد الدين جمال، أحد أهالى مركز سمالوط، أن مصنع الحديد والصلب بالمركز، يلقى بمخلفاته فى مياه نهر النيل مباشرة، ما يؤدى إلى
تلوث المياه.
وأضاف أن الرحلة تبدأ من جنوب المنيا، وبالتحديد من قرية نزلة البدرمان، التابعة لمركز أبوقرقاص، الكائن بها شركة الصناعات التكاملية، مصنع سكر أبوقرقاص، والذى يصب أكثر من 60 % من نسبة المواد التى تلوث المياه وتقدر ب5 آلاف متر مكعب يومياً؛ بسبب إلقاء مخلفات سائلة غير معالجة من المصنع، والتى تتضمن مواد كيماوية فى الغسيل فيصب بمصرف إطسا، والتى تضر ما يقرب من 20 قرية.
كما يعانى أهالى قرية البدرمان، إحدى قرى مركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا، من مياه الشرب المخلوطة بالطين.
وتحدث كريم خيرى، أحد أبناء القرية، ونطالب بسرعة إنقاذنا من سموم هذه المياه المخلوطة بمياه ملوثة ورائحة كريهة حفاظاً على حياة الأهالى.
«الوفد» رصدت الحالة بعد أن تلقت العديد من الشكاوى التى وصفت الأوضاع ب"الكارثة" فى قرية إطسا على بعد 20 كم من مركز سمالوط، حيث يلتقى مصرف المحيط ونهر النيل، ويصب مياهه المحملة بفضلات الصرف الصحى الناتجة عن بالوعات الصرف المنزلية، والصرف الصناعى الناتجة عن مصنع سكر أبوقرقاص، بجانب الصرف الزراعى ومخلفاته، فى مياه نهر الينل مباشرة، وقد تغير لون مياه النهر فى تلك المنطقة.
وقال رئيس حماية النيل بالمنيا، إن المصرف محمل بنفايات ومخلفات الصرف الصناعى الناجمة عن مصرف سكر أبوقرقاص ويصبها فى النيل مباشرة مع بقية المخلفات، ما يعد كارثة كبرى تصيب نهر النيل، وكشفت تقارير صحية عن زيادة نسب الحديد والمنجنيز ووجود رواسب صفراء وعكار زائد عن المعدلات الطبيعية بالمصرف، وأنه سبب تلوث مياه النيل.
قرية إطسا التى يقطنها قرابة 28 ألف نسمة، اشتكى أهلها انتشار أمراض التهاب الكبد الوبائى والفشل الكلوى، وكذا الروائح الكريهة، وطالبوا بسرعة إيجاد حلول لما وصفوه بالطامة الكبرى، وفى مركز بنى مزار، والذى يشتمل على قطاعات (القيس – أبوجرج – بنى صامت –بنى على – شلقام – صندفا – الحسينية)، بإجمالى عدد سكان يزيد على 600 ألف نسمة، أصبح على حافة الموت، حيث كشف تقرير صادر عن قسم صحة البيئة، التابع للإدارة الصحية بالمركز، وموجه إلى مياه الشرب، ورئيس الوحدة المحلية بالمركز، عن عدم مطابقة مياه الشرب للمواصفات، وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمى، بما يهدد حياة المواطنين بالخطر والإصابة بالأمراض.
وأشار الخطاب الموجه من مكتب الصحة المركز، والصادر برقم 179 فى 23 فبراير 2015، إلى أن جميع العينات الواردة لمكاتب الصحة، غير صالحة للاستهلاك الآدمى، وحمَّل مكتب الصحة شركة المياه ببنى مزار مسئولية التلوث، وعدم الاستجابة لحل المشكلة، كما أرسل قسم صحة البيئة بالإدارة الصحية ببنى مزار، خطاب ثانى لرئيس مركز بنى مزار برقم صادر 180 فى 23 فبراير 2015، مناشداً فيه مسئولى الصحة ورئيس مجلس المدينة، إصدار تعليمات لرئيس شركة المياه ببنى مزار، اتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة، لإلزام شركة المياه بعمل الصيانة اللازمة على وجه السرعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.