السؤال الذى حير الكثيرين هو لماذا ترشح اللواء عمر سليمان؟ ولماذا يتحدث كأنه واثق من النجاح فى هذا الجو الديمقراطى وبالآليات الديمقراطية مع أنه القائل إن الشعب المصرى غير مؤهل للديمقراطية؟. وقد يجيب البعض بأن ترشح اللواء عمر سليمان للرئاسة وكلامه دليل على عدم الحياء فى هذا العصر الذى إنتشرت فيه الفواحش فى الشوارع وأمام أعين الناس. والبعض يفسر ذلك بأن الرجل قد بلغ من العمر والفهم طورا يجعله غير قادر على تقبل فكرة أن ماحدث فى مصر ثورة، فالشعب المصرى كما يعرفه شعب طيب ولايثور لأن ما فعلوه فيه على مدى عقود ثلاثة فى كل سنه على حدة كان يستحق ثورة، أى أنه كان من المفروض أن يكون الشعب قد قام بثلاثين ثورة فلماذا يثور الآن. أما التفسير الوجيه الذى يظنه البعض مقنعا هو أن سيادة اللواء يظن ويعتقد أن الشعب المصرى شعب عبيط!!!. وهذا الظن الجازم لدى سيادة اللواء ورئيس جهاز المخابرات لايأتى من فراغ ولكن بناء على حقائق يعرفها ومعلومات ربما يعلنها ويبين فيها كيف كانوا يستغلون الشعب المصرى وينهبوه ويستعبطوه ويضحكوا عليه وكيف أنه خلال الثلاثين عاما التى حكم فيها المخلوع تغيرت الثقافة وتغيرت الآليات وأسباب النجاح وطرق الوصول للمناصب العليا فى الدولة. فلم يكن يعتمد الترقى فى السلم المالى أوالإجتماعى أوالسياسى على العلم والجهد والخبرة والسيرة الطيبة كما تجرى العاده فى كل أنحاء العالم ذلك طبعا فيما عدا الدقى والجيزة وأبوقرقاص وبقية أنحاء مصر المحروسة!!!، ولكن كان يعتمد على الفهلوة والفنجرة والمهيصة والبلطجة والفرفشة وكان لابد من الحصول على هذه الشهادات وإعتمادها من الحزب الوطنى ولجنة السياسات وموافقة الجهات الأمنية وربما المخابراتيه للعمل بها وإعتبار صاحبها من ذوى الكفاءة والحظوة. وقد عرفت كل مناحى الحياة فى مصر المصرى الفهلوى والمصرى الفنجرى والروش والمهيصجى وغيرها وكان من الممكن أن يجمع شخص واحد كل تلك الصفات فيستأثر بالعديد من المناصب كما كان أحمد عز الطبال، رجل الأعمال وإمبراطور الحديد وأمين أمانة السياسات ورئيس لجنة الحفاظ على الأراضى الزراعية. وهكذا فإن ما دفع السيد اللواء للترشح للرئاسة ليس إلا إحساسه بالمسؤلية وإستجابة لنداء الوطنيين المستغيثين لأنه يعتقد أن ما حدث كان حركة إطاحة بالكفآت وإبعاد لأصحاب المسميات الفنجرية والفهلوية وتفريغ للساحة الإجتماعية والسياسية قام بها الجياع والحرافيش لكنهم فى النهاية لايفهمون فى السياسة وغير مؤهلين للديمقراطية كما قال وسيعودون لسيرتهم القديمة التى تربوا عليها وعاداتهم التى ألفوها لمدة ثلاثين عام يبحثون عن الفهلوى والفنجرى والمحتال. فالسيد اللواء يؤمن بالمثل المصرى القائل "القط يحب خناقه" كما أن الواقع العملى فى رأيه يؤيد ذلك ولما لا وقد إنتشرت الفوضى وغاب الإستقرار وضاع الأمان بعد الثورة. ومن المعروف على مدى ثلاثين عام أن شيخ المنصر وليس الضابط أو المأمور هو القادر على ضبط الشارع وإعادة الإستقرار وكذلك الأشياء المسروقة بعد أخذ المعلوم. ومما يؤكد جدارة سيادة اللواء بمنصب الرئيس وقدرته على إدارة البلاد أنه جمع 60 ألف توكيل فى 11 ساعة مما يدل على أن الفهلوة والمهيصة والروشنه لم تتأثر بالثورة وماذال لها أنصارها فى الشارع المصرى وبذلك تكون مصر بحاجة لرئيس من النظام القديم وليس من الثوار. ولهذا سوف يطعن عمر سليمان على قرار اللجنة العليا لإنتخابات الرئاسة بإستبعاده وربما يقبل طلبه وتستجيب اللجنة لطعنه ويدخل الإنتخابات فهل يصدق فينا ظنه أم يثبت الشعب المصرى أن السيد اللواء مثل صديقه المخلوع لايفهم حقيقة الشعب المصرى ولايقدر ذكائه ولا قدراته. د. حسين ياسين الجازوى أمين عام حزب الوسط بالفيوم