ملف أعده أحمد سراج - تصوير - أحمد حمدى - اشراف: نادية صبحى فجأة وبدون مقدمات، هاجمت الثعابين عدداً من قرى البحيرة، وبعدها بأيام ضربت عدداً من قرى المنوفية.. وأخيراً ظهرت قرى القليوبية! الظهور المفاجئ والانتشار الكبير للثعابين أثار حالة من الرعب والفزع مختلطة بالألغاز تدور حول سؤال واحد: كيف انتشرت الأفاعى فى عدد من محافظات مصر بتلك الصورة لدرجة جعلت الكثيرين يخشون دخول أراضيهم ومنازلهم؟ فى محافظة البحيرة، سقط العشرات ضحايا لدغة ثعبان وعندها لجأ مسئولو المحافظة إلى استخدام البيض المسموم لمواجهة الأفاعى، أما الأهالى فصرخوا «إلحقنا يا رفاعى».. ومرت أيام، واعتقد الأهالى أنهم تخلصوا من ذلك الكابوس المفزع، لكنَّ الثعابين ظهرت من جديد، ولكنها هذه المرة أشد قوة وضراوة، وتسللت إلى أراضى محافظة أخرى، وهى المنوفية لتقتل 3 أشخاص فى ساعات قليلة ثم ظهرت الأفاعى من جديد فى القليوبية لتصيب 21 مواطناً! وهكذا أصبح انتشار الثعابين لغزاً محيراً لدى خبراء الزواحف والسموم، فيما اتهم البعض بتسببهم فى غزو الثعابين بعدما قتلوا الكلاب. «الوفد» حققت فى أسرار غزو الثعابين فى عدد من القرى بالمحافظات المختلفة.. وكان الملف التالى: «الوفد» داخل «شبرا بخوم».. آخر قرية تسقط بين أنياب الأفاعى الثعابين تهاجم إمام المسجد.. وتقتل سيدة داخل دورة المياه.. وزوجة أول الضحايا: مات قبل أن يصل للمستشفى بسبب الممرضة! «احترس فأنت فى حضرة الثعابين».. هذا هو الشعار الذى يردده أبناء قرية «شبرا بخوم» بالمنوفية لكل من يدخل قريتهم، بعدما سيطر الرعب والفزع على أهالى القرية، مع انتشار الثعابين فى كل شبر بالقرية، لدرجة دخولها المساجد، وإصابة إمام المسجد، والأكثر فزعاً أنها تخللت مواسير الصرف الصحى لتلدغ سيدة أثناء وجودها بدورة المياه، فماتت بعد 20 دقيقة من الإصابة. مجلس المدينة استعان بقوافل طبية، وعدد من أساتذة الجامعات؛ لتوعية المواطنين، إلى جانب 3 من الصيادين لتعقب آثار الثعابين ونشرت وزارة الزراعة البيض المسمم على أمل أن تلتهما الثعابين، فتموت أما الأهالي فلجأوا إلى الرفاعية أصحاب التعاويذ و«التعازيم» التى تخرج الثعابين من جحورها لاصطيادها. ورغم نجاح «الرفاعية» فى اصطياد الثعابين إلا أن الاستعانة بهم مكلف ماديا ولا يستطيع تحمله أغلب أهالى القرية الفقراء. انتشار الثعابين فى القرية حتى الآن ما زال لغزاً محيراً وكل شخص فى القرية يتطوع بإطلاق التكهنات حول أسباب انتشار الثعابين، بعضهم اتهم الحكومة والمسئولين بالتقصير وآخرون اتهموا أنفسهم وتقصيرهم فى تنظيف الأماكن المهجورة.. والأمر الوحيد الذى اتفق عليه الجميع هو أنه لا يغمض لهم جفن منذ أيام بعدما طاردتهم الثعابين فى كل مكان مسببة للجميع حالة فزع غير مسبوقة فيما غادر البعض القرية لحين انتهاء الأزمة التى راحت تقتل الأهالى واحداً تلو الآخر. «الوفد» ذهبت إلى القرية الموبوءة بالثعابين.. واستوقفنا سلامة الكيلانى، 48 عام، أحد أهالى القرية الذى ترك منزله لمدة 4 أيام خوفا من الثعابين فقال: «انتشار الثعابين فى القرية حدث منذ عدة سنوات وكان السبب وقتها هو ردم بعض المصارف وبعدها انتشرت الثعابين أما هذا العام فلا نعلم سبباً لانتشارها، حالة الفزع التى كانت منتشرة دفعتنى إلى الهروب بابنتى وزوجتى إلى خارج القرية حيث انتشرت الثعابين داخل القرية بصورة مخيفة حتى وصلت المنازل. اصطحبنا الكيلانى إلى منزل أول ضحايا الثعابين واسمه «إبراهيم أحمد عبدالرازق البيومى» 34 عاما الذى مات على أثر لدغة ثعبان تاركا أسرة مكونة من زوجة و3 أطفال؛ «إبراهيم» كان يعمل بائعاً متجولاً يبيع الملح بعد أن أنهى يومه ذهب إلى منزله لينام وما أن مرت دقائق حتى شقت صرخاته سكون الظهيرة وكان يصرخ مردداً «الحقونى تعبان قرصنى» حيث تعرض للإصابة أثناء نومه على سريره فكان الثعبان متواجداً أسفل السرير وذلك الساعة 4 عصراً، وعلى الفور أسرع به أقاربه إلى الوحدة الطبية المتواجدة بمركز قويسنا التابع لها القرية وهناك كان الرد «ماعندناش أمصال هنحوله على مستشفى قويسنا المركزى وأيضاً لم يجدوا أمصالاً فيها فتم تحويله إلى مستشفى شبين». وتكمل زوجه المتوفى إبراهيم «عربية الإسعاف غير مجهزة حتى بجهاز أكسجين إلى جانب تأخرهم فى الذهاب بزوجى إلى المستشفى ورفض الممرضة الجلوس مع المريض وفضلت الركوب إلى جوار السائق وفى منتصف الطريق اضطرت إلى النزول لترى حالته وكانت حالته قد ساءت جدا وحينما ذهب إلى المستشفى لم يتمكنوا من إسعافه». وتركنا منزل أول ضحية للثعابين فى شبرا بخوم وبدأنا التجول داخل القرية لنسأل الأهالى عن وجود ثعابين وتوالت الحكايات عن المنزل الذى وجدوا داخله 5 ثعابين والآخر الذى وجدوا فيه 3 ثعابين توقفنا لنسأل ماذا فعلت الدولة حيال تلك الأزمة؟ لنكتشف أن الأهالى استعانوا بالرفاعية ويحصل الرفاعى وهو المختص بإخراج الثعابين على 200 جنيه من كل منزل سواء وجد ثعابين داخل المنزل أم لا وفى حالة وجود ثعابين حسب قوة الثعبان وحجمة يبدأ تقدير قيمة التكاليف. «فوزى أمين دراز» 73 عاماً، إمام مسجد تعرض للإصابة أثناء جلوسه فى مسجد القرية ويحكى قائلا «هذه ليست أول مرة أتعرض للإصابة فقد أصبت 3 مرات قبل ذلك عام 2005 فكثيرا ما أجد الثعابين بجوار المسجد وحتى فى بعض الأحيان أجدها فى دورات المياه وأذكر أننى أثناء تنظيف دورة مياه المسجد وجدت 3 ثعابين صغار وقمت بدهسهم بقدمى، أما هذه المرة فكنت نائماً على أريكة داخل المسجد وفوجئت بثعبان معلق فى قدمى وقد لدغنى فاتصلت بابنى لأخبره وقمت بربط مكان الإصابة لوقف تسرب السم إلى جسدى وذهبت إلى مستشفى قويسنا للحصول على المصل، والمشكلة التى يعانى منها أهالى القرية هو عدم وجود أطباء فى الوحدة الطبية الموجودة هى طب أسرة ويتواجد بها طبيب واحد ولا يفعل أى شىء سوى تحويل المريض إلى المستشفى المركزى. ويتساءل فوزى: كيف لقرية تعداد سكانها 80 ألف نسمة وهى أكبر القرى التابعة لمحافظة المنوفية ولا يوجد بها أطباء أو مستشفى؟. تركنا إمام المسجد ذهبنا إلى المركز الاجتماعى بالقرية التقينا بعدد من الموظفين المتواجدين لنسأل هل هناك معلومات تحدد سبب انتشار تلك الثعابين. انتصار الخولى تعمل موظفة بالمركز تسكن بجوار الجامع الكبير تروى أن منزلها يوجد حوله 5 منازل مهجورة تركها أصحابها منذ سنوات لأنها منازل قديمة بعضهم عرضها للبيع والآخرون تركوها دون حتى أن يهتموا بتنظيفها ومع مرور السنوات تنمو الحشائش والأشجار داخل البيوت وتحوى الثعابين ودائما ما ترى ثعابين كبيرة تتحرك داخل المنازل المهجورة وطالبنا المسئولين أكثر من مرة بتنظيف تلك المنازل أو إزالتها لأننا فى النهاية المعرضون للخطر نحن سكان القرية ولكن لا احد يبالى لشكوانا. أما مسعد صالح يؤكد أن قلة الاهتمام بنظافة القرية هو السبب الرئيسى فشركة الكهرباء جاءت للقرية وألقت أعمدة الإنارة فى الشارع من أكثر من 6 أشهر وأحضروا كشكاً كبيراً مهجوراً منذ نفس المدة كل ذلك سبب لتوغل الثعابين. ويكمل مسعد قائلا: عام 2002 ظهرت الثعابين بنفس الصورة ولجأت المحافظين إلى الاستعانة بثلاثة من الرفاعيين من منطقة سقارة وكانوا يخرجون الثعابين من المنازل ويحكى مسعد مأساة إحدى سيدات القرية وتعمل بمكتب التموين وهى «اعتماد محمد خميس» التى توفيت أثناء وجودها بدورة المياه حيث خرج الثعبان لها من ماسورة الصرف الصحى وأصابها ولكنها توفيت بعد 20 دقيقة مؤكداً أن القرى لا تحوى ثعابين عادية وإنما أفاعى. توجهنا إلى مجلس المدينة حيث أشيع أن أحد الرفاعية أخرج 6 ثعابين من داخله الا أن «وائل النبوى» نائب رئيس الوحدة المحلية بشبرا بخوم نفى تلك الاقاويل وأكد أن الأمصال متوفرة ويروى أن المواطن الذى اصيب فى اول مرة يسكن بعزبة أبو شادى وأهمل الإصابة وجاء بعد أن تدهورت حالته. وفى اليوم الثانى اتجهنا لرفع جميع المخلفات ولم نجد أى اثر لأى ثعابين وقمنا بجلب 3 صيادين ولم نجد أى شىء. وأشار إلى أن السبب وراء انتشار الأفاعي هو الارتفاع الكبير فى درجة الحرارة، وقال: المنازل المهجورة أخطرنا أصحابها وقمنا بعمل محاضر فى البيئة. قصص وحكايات ويردد أهالى القرية روايات كثيرة حول حكاياتهم مع الأفاعي.. الرواية الأولى ويحكيها إبراهيم أبو الشيخ بدا منفعلاً وقال: «إعلان المسئولين عن أن السبب وراء انتشار تلك الثعابين هو مصرف الرياح كلام غير صحيح فنحن قمنا بتنظيف المصرف وحملنا أكثر من 60 سيارة نقل ولم نجد أى ثعابين، الثعابين المتواجدة تعيش داخل الأراضى الزراعية والسبب أن وزارة الزراعة توقفت عن رش الأراضى الزراعية بالمبيدات التى كانت تقتل الحشرات والفئران والثعابين وهذا هو السبب الرئيسى فى انتشارها». محمد حامد أحمد النجار «بالمعاش» يريد من المسئولين أفعالا وليست تصريحات مضيفا «أنا مش عاوز كلام وخلاص.. ومش عاوز كل شوية يقولوا هنشكل لجنة.. نريد حلا جذريا واستعانة المحافظة بالطريقة الرفاعية أول خطوة صح». أما رائد عبدالمعز عيش، فيقول أنه ليس كثيرا على قرية شبرا بخوم العريقة أن تتمتع بسيارة إسعاف مجهزة وليست سيارة إسعاف عادية. وأضاف: أن القرية تحتاج إلى جهاز اختبار لدغ الثعابين أو السموم فى هذا الوقت الحرج. وأكد: نحتاج طبيباً متخصصا فى السموم ولو بشكل مؤقت، كما أن مقاومة الثعابين خارج الكتلة السكنية تسبب فى تهيج الثعابين ودفعها إلى دخول القرية.. والمفروض تحصين القرية أولا. أما محمد على الشايب فيؤكد أن السبب الرئيسى فى المشكلة هو مصرف الخضراوية للصرف الصناعى، واضاف أن سكرتير عام مساعد حزب الوفد، عصام الصباحى حصل على تأشيرة من محافظ المنوفية لتغطية المصرف من بداية كوبرى «ابو عمارة» إلى مدرسة شبرا بخوم الثانوية الصناعية المشتركة.. وتمت الموافقة بالفعل وتم إخطار مجلس مدينة قويسنا والوحدة المحلية وذلك منذ أكثر من سنة.. ولم يتم اتخاذ أى إجراء حتى الآن رغم أن المصرف هو الطريق الرئيسى للمدرسة الصناعية المشتركة والمطلوب تنفيذ التأشيرة. وعلى «كافتيريا التكية» جلس الشاب أحمد الفقى وقال أنه فوجئ باستغاثة سيدة لدغها ثعبان فى الشارع.. وذهب بها سريعا إلى الوحدة الصحية ولكن الطبيب الممارس قال «دى مش قرصة ثعبان» وبعد أن ذهب بها إلى قويسنا ارتفعت درجة حرارتها وتبين أن ثعباناً لدغها «وهى زوجة المواطن أحمد سعد ولا تزال محجوزة فى المستشفى حتى كتابة هذه السطور». ويتساءل عمر أمين قمر «فلاح» عن دور مجلس المدينة فى حل المشكلة، مؤكدا أن الوحدة المحلية تقوم بتجميع القمامة وإلقائها إلى جوار المصرف «مصرف الخضراوية» وتكتفى بوضع بيض مسموم للقضاء على الثعابين، وأضاف: هم من تسببوا فى المشكلة وعليهم حلها بالتوقف عن إلقاء القمامة إلى جوار المصرف وتغطيته فورا. أما حسنى أبو عزيز، 48 سنة، أكد أن ما يوجد فى البلد ليست ثعابين وانما أفاعى فالثعبان لا يهاجم احداً على العكس يخاف الانسان ويجرى حينما يراه اما الأفعى فتهجم والسبب وراء انتشارها هو أن هذا العام الدودة أتلفت محصول الذرة فلجأ الفلاحين إلى استخدام المبيدات بكثرة وهو ما دفع الثعابين إلى ترك الأراضى واللجوء إلى المنازل. الرفاعى حضر «أقسمت عليك أيها الثعبان أو الحية بهذه الكافات وما فيها من الكفايات وأسرارها التامة فلا تؤذينى بأنفاسك السامة وأن تأتى أمامى خاضعا خاشعا وإلا كنت من العاصين لله رب العالمين».. ويقرأ المعوذتين، بهذه الكلمات يبدأ الرفاعى عمله ويحضر إلى القرية مجموعة من الرفاعية يقومون بإلقاء التعازيم وإخراج الثعابين من المنازل ويحصل من كل منزل على 100 أو 200 جنيه وهذا امر معروف لدى سكان القرية وبعد اخراج الثعابين حسب عددها واحجامها يتم حساب اصحاب المنزل. هذا ما أكده لنا باسم محمد المغربى وأكد أنه بعد أن انتشرت الثعابين استعنا بأحد الرفاعية والذى طلب فى البداية مبلغ 1500 جنيه وحينما طالبنا بتقليل المبلغ وصل إلى 1300 وما شاهدناه كان مفزعا حيث كان حجم الثعابين التى اخرجها كبيرا وبعد أن انتهى من اخراجها أعطيته مبلغ 500 جنيه فقط، ما دفعه إلى إلقاء الثعابين مرة أخرى فى المنزل وقتها أعطيت له كل ما طلب من مال وقام باخراجها مرة أخرى. ويؤكد باسم أن السبب وراء انتشار الثعابين ملح الحكومة.. ويقول: منذ سنوات زادت ملوحة الأرض وقلت خصوبتها لم تعد مثل السابق فقامت وزارة الزراعة باستقدام ملح من الصحراء بداعى أنه سيعمل على إصلاح التربة وأشاروا على الفلاحين أن كل فدان يكفيه «نقلة» وهى التى تحمل على ظهر الحمار ولأن الشعب يسير بمبدأ «أبو بلاش كتر منه» استخدموه بكثرة وكان هذا الملح يحتوى على بيض الثعابين والدليل على صدق كلامى أننا نعلم أن الثعبان العادى الموجود فى الأراضى الزراعية لا يهاجم وإنما يختبئ أما الأفاعي الموجودة حاليا وهى من نوع الكوبرا تهاجم بشراسة. وأوضح باسم أن أكثر الأماكن التى تحتوى على ثعابين وبأحجام مخيفة هى «الجناين» لعدم حرثها أو تنظيفها وقال أحد الصيادين الذين استعانت بهم المحافظة رأى بعينه جلد ثعبان ضخم أخبرنا أنه نوع غير سام. ويتعجب «باسم» من حديث البعض عن أن سبب انتشار الثعابين هو قيام أهالى القرية بقتل الكلاب وهو امر نرفضه تماما فجميع أهالى القرية يعطفون على الحيوانات. مستشفى القرية يرفع لافتة: المصابون بلدغة ثعبان يتوجهون لمستشفى قويسنا المركزي تعليمات مشددة من مسئولى الصحة لأطباء المستشفيات الحكومية بعدم الإدلاء بتصريحات للصحفيين. على مساحة 4 أفدنة يوجد مبنى مستشفى شبرا بخوم، مبنى المستشفى مكون من طابقين ولا توجد به أية إسعافات خاصة لمواجهة لدغة الثعبان.. كل الموجود لافتة معلقة فى المدخل مدون عليها «فى حالة التعرض للدغة ثعبان يتم التوجه إلى مستشفى قويسنا المركزى». تحدثنا إلى الطبيبة المتواجدة، وفى البداية كانت ترفض الحديث مؤكدة وجود تعليمات مشددة من مسئولي وزارة الصحة بعدم إدلاء الأطباء بتصريحات للصحفيين إلا بعد الحصول على إذن كتابي، ولكن ذات الطبيبة أكدت أن الإهمال هو السبب الرئيسي في وفاة البعض نتيجة لدغة الثعبان، وقالت: من يتعرض للإصابة يهملها ويأتى إلينا بعد أن تكون ساءت حالته. وأضافت أن الأمصال متواجدة بالفعل ولكن لا يمكن إعطاء المصاب المصل لعدة أسباب، أولها ينبغى عمل تحليل حساسية للمصل للتأكد من قابلية المصاب له لأنه من الممكن أن يقتل المريض بسرعة أكثر من سم الثعبان، الأمر الآخر يجب عمل تحليل للمصاب، وهو أمر غير متوافر لدينا فنحن مركز طب أسرة فقط. وقالت: يأتى إلينا مواطنون يتعرضون للدغات نحل أو حشرات ويتوهمون أنها من لدغات ثعبان وربما يكون السبب في ذلك هو إصابتهم بارتفاع درجة الحرارة والتعرق الشديد. وأوضحت أنها تعمل لمدة 24 ساعة هى وممرضة أخرى معها وتقوم بتبديل النوباتجية مع زميلتها كل 24 ساعة. أنهينا جولتنا بالمستشفى ولكننا تفاجأنا بشىء غريب هو وجود مبنى كامل مكون من 5 طوابق، وهو المتواجد به سيارة الإسعاف مجهز ليكون مستشفى متكاملاً وهو بجوار مسجد نهاد منصور، وعلمنا من أحد المصادر أنه تم بناؤه على نفقة أحد رجال الأعمال، وتم رصد مبلغ 8 ملايين جنيه ليعمل، ولكن الغريب أن بعض أهالى القرية يرفض بدء عمل ذلك المستشفى، والسبب الأول رفضهم تسمية المستشفى «أنصار السنة»، السبب الآخر هو طمع بعضهم فى المبلغ الموجود لحساب المستشفى، ويرون أنه من حقهم توزيع المبلغ على أنفسهم! خبير علاج السموم:وضع الثلج أو الكحول على مكان اللدغة خطأ قاتل الدكتور نبيل عبدالمقصود أستاذ علاج السموم بطب قصر العينى أكد أن المواطن العادى لا يمكنه التمييز بين لدغات الثعابين السامة وغير السامة، وقال هناك أعراض تظهر على المريض تبين ما إذا كانت من ثعبان سام، منها تورم فى مكان الإصابة أو اليدين، و«تخديل» فى الجسم وهن وضعف عام، عدم القدرة على الوقوف. وأضاف: الطبيب لابد أن يرى مكان دخول نابي الثعبان داخل الجسم، كل تلك الأعراض تؤكد أن الثعبان سام، ولكن الفارق هو مهارة الطبيب فى تحديد المصل وطريقة إعطائه للمريض بطريقة معينة والجرعات المطلوبة. وأعطى الدكتور نبيل مجموعة من النصائح يجب اتباعها فى حالة التعرض للإصابة بلدغ الثعابين، منها عدم وضع الثلج أو الكحول على مكان الإصابة، وعدم ربط الساق أو الذراع أعلى مكان اللدغة، عدم تشريط مكان الإصابة أو امتصاص السم بالفم، وكل ما ينبغى فعله هو غسل مكان الإصابة جيداً بالماء والصابون. وقال «عبدالمقصود»: الثعابين تخاف من الإنسان وتشعر به عن بعد وحينما تشعر بوجوده تهرب، وما يحدث من إصابات نتيجة الخوف من الثعابين، وننصح المواطنين فى حالة التعرض للإصابة سرعة التوجه إلى أقرب مستشفى به المصل، وغالباً تختلف فترة نجاة المريض حسب فترة الإصابة، فكلما كان توجهه للمستشفى أسرع كانت فرصة النجاة كبيرة. فى مصر 17 نوعاً.. أخطرها الكوبرا والطريشة .. خبير زواحف: الثعابين تنتشر في موسم التزاوج الممتد من يونيو حتى سبتمبر.. وتدخل المنازل إما خطأ أو مصادفة «لا تؤذينى ولا أذيك» مقولة شهيرة يرددها الكثيرون وكأنها لغة تفاهم بين بنى البشر والثعابين.. وتوجد فى مصر 17 نوعاً من الثعابين، أما الرفاهية فيرون أنها 10 أنواع فقط، أخطرها الكوبرا والطريشة. والكوبرا المصرية رابع أخطر الثعابين فى العالم، وتتميز بدرجة عالية من السمية. ويمكن للكوبرا النمو وصولًا إلى طول يتراوح بين 1.5 متر وحتى مترين، وتتميز برأسها الكبير وعيونها الواسعة وألوانها الكثيرة. ورغم أن الكوبرا تعيش فى المناطق الرطبة وبجانب المياه، إلا أنها تستطيع أيضًا العيش فى المناطق التى يندر بها المياه، ويمكنها التغلب على العطش من خلال امتصاص دماء الفرائس التى تصطادها. أما الطريشة أو الأفعى «المقرنة»، فهى أيضاً من أنواع الأفاعى السامة، وتعيش فى الصحراء والتى تمثل الموطن الرئيسى لها، وتتميز هذه الأفعى بوجود قرنين فوق عينيها، ومن هنا سميت بالأفعى المقرنة، وتتمتع بجلد أصفر اللون ليمكنها من التأقلم مع طبيعة البيئة الصحراوية التى تعيش فيها، ويتراوح طولها بين «30 - 85» سم. وأرجع الدكتور حسام طلبة خبير الزواحف بالاتحاد العربى للحياة البرية والبحرية بجامعة الدول العربية، ظاهرة انتشار الثعابين بكثرة خلال الفترة الحالية إلى موسم التزاوج، الذى يبدأ فى يونيو ويستمر حتى سبتمبر. وقال: الكوبرا لا يمكن أن تظهر بهذه الكميات الكبيرة خلال فترة تزاوجها إلا إذا كان هناك هدم لأوكارها. وأوضح الدكتور حسام طلبة أن الثعابين السامة لا تعيش فى المنازل، وإنما تعيش فى أوكارها الخاصة، ويكون دخولها لأحد المنازل أمرًا ضعيفًا وعن طريق الخطأ أو المصادفة.