كتب - ياسر مطرى: العشق الحرام قصة الليل والنهار والصيف والشتاء؛ ننصت دائماً إلى فصولها، لنتحسر على الأيام والليالى التى جعلت من طرفيها مُخطئين؛ انغمسوا فى طاعة الشيطان ومعصية الرحمن، وكانت النهاية لهما خلف القضبان انتظارًا لكلمة قاضى الأرض والتى نطمئن لها على قيمة العدل وأن الجانى مصيره محتوم. وافقت لنفسها أن تكون زوجة على الكتاب والسنة لابن الحلال الذى طرق باب أسرتها وأرادها أن تكون زوجته فى الحلال، وفى نفس الوقت وافقت أن تعشق الحرام وتأنس بحضن الرذيلة الذى يقود صاحبه إلى الخطيئة والمعصية، تلك مقدمة تتطابق كثيرًا بقصة «أمانى» ربة المنزل فى العقد الثالث من العمر، ارتبطت قبل 5 سنوات ب«رضا» فى نفس عمرها، عاشا قصة حب طويلة أملًا أن تنتهى كباقى القصص بالزواج، ولكن بسبب بعض الظروف لم يستطع رضا الارتباط بمحبوبته. وفى ذات الوقت تقدم «محمد» لخطبتها، وبعد الزواج منها عاش كزوجين مُحبين لبعضهما حتى رزقهما الله بمولد يسمى «مصطفى»؛ ودعوا الله أن يمكنهما من تربيته وتعليمه فى أفضل المدارس، ولكن كما قيل «الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن» عاد الحبيب الأول يتغزل فى محبوبته حتى تمكن منها وسقطا فى بئر الحرام، بعد قصة طويلة من العشق الممنوع، بعدما اشترى العشيق هاتفاً محمولاً لها وانغمسا فى كلمات العشق الممنوع، خاصة أنها كانت تخبئ التليفون أسفل الملابس فى دولاب ملابسها. اتفق العشيقان على حتمية التخلص من الزوج حتى يخلو لهما الجو ويعيشا معًا فى سلام، واستغلت الزوجة غياب «حماتها» التى كانت تشاركها منزل الزوجية، بعدما علمت برغبة الأخيرة زيارة ابنتها فى قرية مجاورة لمسكنها. وعمدت الزوجة على طمأنة زوجها بأنها تهيم فيه شوقا وغراما، والتى كانت الأخيرة فى حياة الزوج، قبل أن تضع عدداً من الأقراص المنومة فى المشروب الخاص بزوجها، كما وضعت قرصاً واحداً من المنوم فى مشروب ابنها، حتى غابا الاثنان عن الوعى. واتصلت بالعشيق للحضور مباشرة، الذى تسلل إلى المنزل بعيدًا عن أعين الجيران، وهشم رأس الزوج حتى الموت. أغرقت دماء الزوج أرجاء الغرفة وملابسه، حمله إلى حمام الشقة وقام بغسله من الدماء وقامت الزوجة الخائنة بإحضار قماش قاما بلف جثة الزوج وألقيا به فى المصرف الصحى، اختفى الزوج.. بحثت عنه الأم والزوجة معها، وكأنها مكلومة على غياب زوجها، مرت أيام، عثر الأهالى على جثة متحللة تماماً، أبلغوا رجال الأمن وأمر اللواء محمد والى مدير المباحث الجنائية بإشراف اللواء رضا طبلية مساعد وزير الداخلية لأمن الشرقية بسرعة كشف غموض الحادث ونما إلى علمه أن هناك شخصاً متغيباً وأسرته تبحث عنه وأخطر الزوجة والأم وتعرفا على الجثة ولطمت الزوجة خديها وشقت ملابسها وصارت تندب حظها على فقدان شريك عمرها وحبها الأول والأخير.. لم يصدق الأهالى أو رجال الأمن تمثيلية الزوجة بعد أن أكدت التحريات وجود علاقة محرمة بين الزوجة وحبيبها الأول وتمت إعادة استجوابها ومحاصرتها بالأدلة والبراهين وهاتفها المحمول.. انهارت وأغرقت دموع التماسيح وجهها واعترفت: نعم قتلته لأنه لم يكن من أتمنى الحياة معه، لقد فرضته أسرتى علىّ وحرمونى من حبى الأول بسبب الظروف المادية لم نستطع أنا وحبيبى مقاومة مشاعرنا ورغبتنا المجنونة فى أن نعود إلى سيرتنا الأولى ولأن زوجى بدأ يلاحظ العلاقة التى بيننا قررنا قتله والتخلص منه وألقينا بجثته بعيدا وتصورنا أن الحكاية انتهت وأن جريمتنا لن تنكشف وسنتزوج بعد فترة ولكن عثور الأهالى على جثته قلب موازين الحكاية. وأكد العشيق أقوال الزوجة وأمرت النيابة بحبسهما تمهيدا لإحالتهما إلى المحاكمة لينالا جزاء ما فعلا برجل برىء كل ذنبه أنه تزوج من سيدة طبعها الخيانة.