تعرضت ناقلتا نفط سعودية، تحمل كل منهما مليوني برميل من النفط، تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري "أرامكو"، لهجوم من قبل ميليشيات الحوثي بالبحر الأحمر، بعد عبورهما مضيق باب المندب، وعليه قررت الرياض تعليق جميع ناقلات النفط الخام التي تمر عبر المضيق. وقال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، إن بلاده ستعلق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب، إلى أن تصبح الملاحة خلاله آمنة، مؤكدًا أن تهديدات الحوثيين على ناقلات النفط الخام، تؤثر على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر. ونظرًا للأهمية الكبيرة لمضيق باب المندب على صعيد الملاحة الدولية، نرصد في هذا التقرير أبرز المعلومات عنه. مضيق باب المندب، هو ممر مائي، يربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي، ويفصل بين جيبوتي في قارة أفريقيا واليمن في قارة آسيا، ويقع في منتصف المسافة بين السويس ومومباي. يحده من الشرق اليمن، وإريتريا وجيبوتي من الغرب، وتتحكم الثلاث دول هذه في إدارة المضيق. يبلغ عرض المضيق حوالى 30 كيلو مترا، وتتم الملاحة في الجزء الغربي منه نظرًا لاتساعه حيث يبلغ عرضه 25 كيلومترا ويصل عمقه إلى 310 أمتار. وتحول باب المندب إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر البحرية مع افتتاح قناة السويس 1869، إذ أن أكثر من 98% من السفن التي تدخل قناة السويس تمر عبر هذا المضيق. وتبقى أهمية باب المندب مرتبطة ببقاء قناة السويس وممر هرمز مفتوحين للملاحة أمام ناقلات النفط، لأن تهديد هذين الممرين أو قناة السويس وحدها يحول السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح. وللمضيق أهمية بالغة في عالم النفط، نظرًا للكمية الكبيرة التي تمر من خلاله، التي تقدر بنحو 3.5 مليون برميل يوميًا. ويبلغ عدد سفن النفط التي تمر فيه 21 ألف قطعة بحرية سنويًا، وتمثل نحو 7% من الملاحة العالمية. ويرفع إغلاق المضيق نقل النفط بشكل كبير، لأنه هذه الحالة سيجبر ناقلات النفط على الدوران حول إفريقيا، في الوقت الذي يختصر هو فيه المسافة التي تقطعها حاملات النفط ب60%. تعد الإشكالية في احتمالية سيطرة الحوثيين على باب المندب، هو تمكين إيران من السيطرة على المضيق. كانت اليمن قد أغلقت مضيق باب المندب في 1973، أثناء حرب أكتوبر كنوع من أنواع الضغط على إسرائيل.