تحقيق: أحمد سراج- اشراف .. نادية صبحى مع هروب المواطنين إلي الشواطئ فى كل صيف تتسارع دقات قلوب الآباء والأمهات فور نزول أبنائهم إلى البحر، بسبب كثرة حوادث الغرق التى تتكرر كل عام حتى اشتهرت بعض الشواطئ بكثرة حالات الغرق، منها شاطئ النخيل بالإسكندرية الذى ابتلعت مياهه 21 شخصاً حتى الآن، ولجأ المسئولون عنه إلى تعليق لافتة «خطر». وأيضاً شاطئ النخيل أحد أشهر شواطئ الإسكندرية، الممتد من الكيلو 20 على طريق الإسكندرية – مطروح، بطول 1600 متر، يمتلئ بالعبارات التحذيرية من نزول البحر من الساعة الثامنة صباحاً حتى الغروب، وأغربها عبارة «الأطفال دون ال 12 سنة مسئولية ذويهم». وكان طبيعياً والحال هكذا أن تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى صرخات تقول «اغلقوا شاطئ النخيل» و«محدش يروح شاطئ النخيل» محذرة المواطنين من الذهاب للشاطئ بسبب تكرار حوادث الغرق. ويؤكد ياسر الكومى مؤسس حملة «أغلقوا شاطئ النخيل» أن مأساة شاطئ النخيل مستمرة كل عام كباقى الشواطئ العامة فى مصر ولن تنتهى، ويقول كل من يذهب إلى شاطئ النخيل لا يتوقع مدى خطورة ذلك المكان إلا بعد أن يفقد أحد أقاربه أو أصدقائه أمام عينيه. وأشار «الكومى» إلى أن مياه الساحل الشمالى كلها بما فيها مياه كافة شواطئ العجمى والنخيل وال21، تكثر فيها التيارات الساحبة، وغالبًا تكون هى السبب الرئيسى فى حالات الغرق. على الجهة الأخرى دافعت جمعية 6 أكتوبر، المسئولة عن إدارة شاطئ النخيل، عن نفسها فى بيان، أكدت فيه أن الأرقام التى يتداولها الكثيرون عن حالات الغرق غير صحيحة مصدرها بعض أصحاب المصالح الذين يرغبون فى الاستيلاء على الشاطئ بشكل غير شرعى. وأوضح البيان أن حالات الغرق التى تحدث تكون فى الصباح الباكر وفى غير أوقات العمل الرسمية لشركة الإنقاذ، والتى تبدأ عملها من الساعة الثامنة صباحًا وحتى آخر ضوء للنهار طبقًا لتعليمات المحافظة والأجهزة الأمنية بالإضافة إلى تهور الشباب ونزولهم فى أماكن خطرة متجاهلين كافة التحذيرات وصفارات المنقذين مؤكدة أن نزول البحر فى أوقات مبكرة أو متأخرة تؤدى للغرق. ونشرت الجمعية على صفحات التواصل الاجتماعى صوراً لعمال الإنقاذ ومعدات «بيتش باجى» لتأمين المصطافين إلى جانب نشر 24 غطاس و6 منقذين، وأخرى لمصطافين يقفون على حاجز صخرى وكتبت عليها رغم أن البحر عالى وممنوع النزول، إلا أن عدم الالتزام هو السائد والسباحون لا يلتزمون بالتعليمات. حالات الخوف والقلق التى انتابت الكثيرين تجاه شاطئ النخيل جعلت الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية يعلن عن مقترح لغلق الشاطئ بسبب سرعة الأمواج والدوامات. فيما أكد الدكتور محب إسكندر أستاذ مساعد بمعهد بحوث الشواطئ أن هناك 30 نقطة غرق فى الإسكندرية معروفة منها موجود بالمندرة وتسمى «الطاحونة»، وأخرى بسيدى بشر تسمى «نقطة جهنم» وغيرها على طول الساحل الشمالى الغربى من الإسكندرية وحتى سيدى برانى وهى ظاهرة طبيعية لوجود حواجز حماية على الشواطئ، فتلك الحواجز تسبب زيادة سرعة مياه البحر العائدة فمنها ما يسبب تيارات قوية يصعب على السباح مقاومتها وأخرى تتخلل الرمال الموجودة لتعود مرة أخرى مسببة ظاهرة «السحب»، وفى الحالة الأولى على الشخص أن يترك نفسه للمياه ويعوم باتجاه عرضى ليجد البحر فى النهاية يلقيه إلى الشاطئ بسهولة. وأشار «محب» إلى أن تلك الظاهرة موجودة فى جميع شواطئ العالم، وتتم مواجهتها بالتوعية عن طريق النشرة الجوية اليومية والتحذير من خطورة النزول إلى البحر فى ذلك اليوم بسبب ارتفاع الأمواج إلى جانب توعية المصطافين باللافتات على الشواطئ ورفع الأعلام. وقال: المشكلة إن المصريين لا ينصتون إلى التحذيرات والتوجيهات إلا بعد التعرض للضغوط ،وهو ما يسبب ارتفاعاً فى أحداث الغرقى فى المصايف، فرغم التحذيرات المستمرة لخطورة السباحة فى تلك الأماكن وفى أوقات معينه، إلا أننا نجد عدم التزام بتلك التعليمات. ويطالب بمعاقبة كل من يخالف تعليمات الشواطئ لأنها تعد حالة انتحار إلى جانب أنه يعرّض حياة المنقذ للخطر. سامح الشاذلى، رئيس الاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ، أكد أن الاتحاد مسئول عن تأهيل وتدريب جميع المنقذين على كافة شواطئ البحر وحمامات السباحة ويحصل المنقذ على دورة فى الإنقاذ والإسعافات، وذلك بعد حادث غرق شاب وفتاة فى الزعفرانة عام 2004، ولكنها لم تفعَّل على أرض الواقع حتى الآن. وأشار «الشاذلى» إلى أن قانون الرياضة الجديد رقم 71 لعام 2017، والذى ينص على أن كل من يعمل فى مجال الإنقاذ يجب أن يحصل على رخصة من الاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ، لكن عدد المنقذين على الشواطئ المصرية حاليًا لا يستوعب أعداد المصيفين الكبيرة والمتزايدة. شواطئ العين السخنة ومن الإسكندرية إلى العين السخنة تواصل الشواطئ حصد الأرواح، ففى العين السخنة ابتلع البحر 18 مصرياً بأحد المنتجعات السياحية معظمهم توفوا يومى الجمعة والسبت، وهى الأيام التى تشهد تزاحماً كبيراً من المصطافين. وأكد شقيق أحد الضحايا عدم وجود فرق إنقاذ مدربة، وقال إن ما حدث مع شقيقه فى الشاطئ العام بالسويس بمنطقة الأدبية أكبر دليل على عدم وجود منقذين مدربين والمتواجد فقط شخص أو اثنان على الشاطئ يقومان بالمراقبة دون تدخل حقيقى فى حالة غرق أى شخص.