قدمت مدينة الحوامدية شابين في عمر الزهور، فداءً لثورة 25 يناير، الأول مصطفى محمد أحمد أبوزيد 17 سنة وأحمد سالمان 16 سنة . استشهد الأول يوم جمعة الغضب، فلم يكن يدرى أنه مع موعد مع القدر خرج من منزله بدون عودة، ترك ذكريات جميلة ومؤلمة لأسرته وأصدقائه بعد أن اغتالته رصاصات الغدر . يقول والده محمد أبو زيد وسط دموعه وأحزانه : احتسبت ابنى مصطفى عند الله فقد كان فى الصف الثانى الثانوى متفوقا في دراسته، إضافة إلى أنه كابتن فريق نادى سكر الحوامدية . وأضاف الأب رفضت خروج أبنائى من المنزل يوم الجمعة لأداء صلاة الجمعة خوفا عليهم من المظاهرات، لكن مصطفى غافلني وخرج لأداء الصلاة بدون علمى وعقب انتهاء الصلاة عاد مباشرة وجلسنا وتناولنا طعام الغداء، بعدها ارتدى ملابسه الرياضية وتوجه للنادى لاستكمال التمرين وعاد إلى المنزل فى الثامنة ليلا، قام بتغيير ملابسه وخرج مرة أخرى للعب الكرة مع أصدقائه وعاد فى الحادية عشرة ليلا. وتابع, كانت هناك مظاهرات نظمها بعض الشباب بالمدينة للمطالبة بالحرية مثل باقى القرى والمدن التى خرجت فى هذا اليوم . توجه بعدها مصطفى مع أصدقائه لشراء بعض المأكولات من أحد المحلات الموجودة أمام قسم شرطة الحوامدية والتى تصادف وجود مظاهرة أمامه وأثناء عودته لأصدقائه اخترقت رصاصة رأسه وتوفى فى الحال . في هذا الوقت كنت فى عملى وعقب عودتى للمنزل فوجئت ببعض أصدقائه الذين حضروا للمنزل وأخبرونى بالحادث ارتديت ملابسى وتوجهت أنا ووالدته للمستشفى ووجدت مصطفى يرقد على سرير والدماء تسيل من رأسه انهمرت فى البكاء ولكنى احتسبته شهيدا عند الله وبعد الحادث حاول بعض الأهالى إحراق القسم أثناء خروج الجنازة لكنى رفضت وطلبت منهم ضبط النفس ولكن بعض مثيرى الشغب من البلطجية قاموا بإشعال النيران فى القسم . على بعد عدة كيلو مترات من منزل الشهيد مصطفى تقطن أسرة الشهيد أحمد سالمان في الصف الثاني الثانوي بقرية العزيزية، الذي استشهد أثناء عودته من درس يوم جمعة الغضب وأثناء مروره أمام قسم الشرطة أصيب بعيار نارى بالبطن ليلقى مصرعه فى الحال الأحزان مازالت تخيم على أسرته. تقول والدته: احمد أصغر أبنائى فى يوم الجمعة خرج من المنزل وتوجه إلى درس الانجليزى في الثالثة عصرا، وأثناء عوته من الدرس من أمام قسم الشرطة أصيب بطلق نارى عقب قيام ضباط القسم بإطلاق الرصاص، توجهنا للنيابة وحررت محضرًا، اتهمت فيه حبيب العادلى وزير الداخلية السابق وقسم شرطة الحوامدية بقتله. وأضافت من بين دموعها مصطفى ابنى كان نفسه يبقى دكتور لكن القدر لم يمهله لتحقيق حلمه، فمن ينتقم له؟