كتب – أحمد عمر انتشرت في الفترة الحالية العديد من جرائم العنف في الأسر المصرية، كجرائم القتل وخاصة بين الأزواج، وكثرة حالات الانتحار، مما سبب القلق في الشوارع المصرية، وطرح تساؤلات (هل السبب في الظروف الاقتصادية، أم السبب في طبيعة الأشخاص نفسهم). ويعد العنف الأسري ذروة الضعف والعجز عن التواصل والعدوانية واللاإنسانية التي يمكن أن يقوم بها البشر، ما يهدم الأسر بشكل خاص والمجتمع بشكل عام. في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" تباينت آراء أساتذة الاجتماع والطب النفسي، بينما وصف البعض بظاهرة منتشرة وستستمر في الزيادة، كما وصف البعض الآخر بأنه شيء عادي. قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن جرائم العنف الأسري المنتشرة في ذلك الوقت بسبب قلة الوعي والثقافة غير الجيدة، وعدم الفهم الصحيح للدين، ومشكلات التواصل بين الأسرة وبعضها وأيضًا التعامل بين المواطنين. وأضاف فرويز، أن الفترة المقبلة ستشهد تزايدا لهذه الجرائم، ولا علاقة للظروف الإقتصادية بهذا العنف، وتقويم الثقافة هو العامل الأهم الذي يجب أن تركز عليه الدولة في الفترة المقبلة. وأن الحد من هذه الظاهرة يكون من خلال الإعلام المرئي، بمتابعة البرامج الدينية الوسطية الصحيحة، وتقليل الأفلام والمسلسلات التي تخدش حياء المواطنين، لأنها من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذا العنف و التدهور. وفي سياق متصل، قال الدكتور فتحي قناوي، أستاذ بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية، إن العنف الأسري ليس ظاهرة، وإنما هي بعض حالات، والسبب عدم وجود الوعي الكامل لدى هؤلاء المواطنين. ولابد من تكاتف المجتمع، من أجل الرجوع إلى الفضيلة وأخلاقيات الأسرة، ومدى أهمية دور الأم والأب في التنشئة، ويقع هذا الدور على عاتق الإعلام و المدرسة والجامعة والمساجد و الكنائس. وأما عن العقوبة، فقال قناوي، تختلف العقوبة من جريمة لأخرى حسبما تقرره الجهة المسؤلة عن التحقيق، واكتفى بقوله تعالى "النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ". وقالت الدكتورة انشاد عز الدين، أستاذ الاجتماع بآداب المنوفية، أن السبب في العنف الاسري هو الظروف الاقتصادية الموجودة في المجتمع في الوقت الحالي، من ارتفاع الأسعار ومصاريف المدارس وتكاليف المعيشة.
