كتبت - دعاء العزيزي: إنه ذلك الألم الذى أخفته فى قلبها طوال سنين حياتها مع زوجها، وتحملته حفاظاً على بيتها، حتى جاء يوما، عملت بزواجه عليها الخبر الذى كان كفيل أن يفجر كل ماخفته. بدأت حكاية "جميلة"منذ 20 عاما، بعدما تزوجت "أحمد" وكانت السعادة لا تفارقهما، ولكن كعادتها الحياة لم تترك شيئا على حاله، فلم يمضى على زوجهما كثيرا حتى عرفت الخلافات طريقهما، وظهرت طباعه السيئة، حاولت كثيرًا أن تتحمل من أجل استمرار الحياة. مرت سنوات وهى تحاول أن تخفى فى قلبها عنفه ونهره لها، ونظرات إعجابه لكل امرأة يراها، كانت تواسى نفسها أملا فى أن ينصلح حاله، وكأن ذلك الأمل هو القشة التى تعلقت بها وسط أمواج حزنها المتلاطمة. وفى يوم فاض بها الكيل عندما سمعته يتحدث مع امرأة أخرى، فشبت فى قلبها نيران الغيرة والغضب، وتشاجرت معه فأخبرها بأنه هذه المرأة هى زوجته الثانية، وكانت كلماته لها طعنات قاتلة، كأنها سموم جاءت بعدها النهاية، هرولت مسرعة دون وعى على المطبخ وأشعلت النيران فى نفسها، وأنهت قصة حياتها معه. تلقت مديرية أمن المنيا، إخطارًا من مركز شرطة أبوقرقاص، من المستشفي العام بوصول "ج-ع-ع" 42 سنة ربة منزل، متزوجة من "أ-خ –ع"، جثة هامدة، إثر إصابتها بحروق متفرقة بأنحاء الجسم. وشكل العميد علاء الجاحر، رئيس مباحث المديرية، فريق بحث جنائي بإشراف المقدم عصام أبو الفضل رئيس فرع البحث للجنوب، وقيادة الرائد هشام العسقلاني، رئيس مباحث مركز أبوقرقاص، والرائد محمد بكر المعاون الأول، وبالفحص تبين أن الزوجة انتحرت عن طريق إشعال النيران فى جسدها مستخدمة أسطوانة بوتاجاز، اعتراضًا علي زواج زوجها من أخرى.