حوار - صلاح الدين عبدالله: «لست أفضل من غيرى.. ولكننى أملك قناعة قوية تجعلنى أرفض مقارنة نفسى بأحد» هكذا الحكمة.. وكذلك السعيد من يجعل الرضاء قبلة له، والتمس أسباب الرضا والقناعة حيثما كان. الشخصية لا يمكن أن تتطور بسهولة وبهدوء، يمكن فقط من خلال الألم والمعاناة أن تقوى الروح ويلهم الطموح، ويحقق النجاح، وهذا ما حدث مع الرجل.. السعادة الحقيقية فى قاموسه الحصول على الكثير من الحب، ربما لما غرسه بداخله والده مهندس العمارة، بأن التماسك والترابط مع أفراد عائلته لا يقل شأناً عن محبة أصدقائك، فهى إحدى روائع الطبيعة.. عندما تمسك قلماً وتخط جرحاً على الورق، معناها أنك تملك قدراً كبيراً من الجرأة، وهكذا تنبأت أسرته بمشوار حياته، الذى أسسه على الصراحة، مهما كان الثمن. هانى حمدى العضو المنتدب لشركة «أكيومن» لتداول الأوراق المالية.. والمرشح على مقعد السمسرة فى عضوية انتخابات شركة مصر للمقاصة.. امتلاكه للحياة، يكمن فى الطموح، ومكافآته تتحقق فى النجاح، والعزيمة، والإصرار، سر البقاء، والصبر، والمثابرة، يستمران حتى نهاية الرحلة، من هنا تكتمل شخصيته.. لم يكن اللقاء بيننا محدد بموعد، وإنما كانت للصدفة دور.. 45 دقيقة لم تكن كافية للتفتيش فى شخصية الرجل، وإنما رسمت ملامح لرؤية حقيقة حول.. أين نحن؟.. وكيف نصل؟ «كنا نسير على عكازين.. الآن نمشى، وغداً سوف نسير بخطوات سريعة» يقول: «نعم شعرت بالاطمئنان والتفاؤل حينما طلب مجموعة من المستثمرين الأجانب، الاستثمار فى السوق المحلى منذ أشهر، ودارت تساؤلاتهم حول المستجدات التى شهدها، مناخ الاستثمار، حتى يحمل إغراءات للاستثمار، لتكون الإجابة حينما تعاملوا على أرض الواقع مع منافذ إنهاء الإجراءات». الشاب الأربعينى، ربما ما يحمله من صراحة، ومواجهة للمشاكل والأزمات، منحته ثقه بنفسه منذ سنوات عمره الأولى، وهذه الثقة ساهمت فى تحليله للمشهد الاقتصادى بدقة، لترسم على ملامحه تفاؤلاً بالمستقبل، ليس بالأمانى، ولكن المؤشرات، والمشاهد فى معدلات النمو، والتضخم، والبطالة، والطفرة فى الاحتياطى النقدى، بالإضافة إلى المشروعات القومية، وشبكة الطرق والكبارى العملاقة، وكل ذلك مصدر للاطمئنان بغد أفضل. أقاطعه قائلاً: لكن لا يزال السواد الأعظم من المواطنين غير مقتنعين بكل ذلك، لكونهم لم يشعروا بأى تحسن فى شئونهم المعيشية. يرد قائلاً: «إنه أمر طبيعى أن ينظر البعض بنظرة سلبية، حيث إن فاتورة الإصلاح تكون صعبة، وتتطلب تحملاً، ولكن الحال بات صعباً على الكثير فى ظل الارتفاعات الجنونية للأسعار، رغم أنها متوقعة منذ سنوات، ومعروف أن علاجها مر». الصبر، من السمات التى يحملها الرجل فى شخصيته، وكذلك حينما يقدم مقترحاً للعلاج، يتوقف ضرورة إفساح الحكومة، للقطاع الخاص، حتى يستكمل مسيرة التنمية، ويسهم فى نمو الاقتصاد، مع تحديد قواعد ومعايير للقطاع، وفقاً للمواصفات، عند تجاوز هذه المعايير، يتم توقيع عقوبات، وكذلك العمل على تحديد فترة زمنية صادقة للتخارج لصالح القطاع الخاص. الصراحة من الصفات التى تلازم الرجل... فى وجهة نظره، حينما يتحدث عن السياسة النقدية، يراها متباينة، تارة بمسارها الصحيح، وحدث ذلك مع عملية التعويم، واستقرار سعر الصرف، وأخرى بحالة ارتباك، مع عملية الاستيراد لسلع غير رئيسية، تساهم فى الضغط على سعر العملة المحلية، مستشهداً فى هذا الصدد باستيراد ياميش رمضان، وهى من الأمور المتاح توفيرها داخلياً، من خلال الإنتاج، وإحلال محل الواردات، وهو ما كشف عن عدم الثقة فى قدرة الاحتياطى النقدى على تغطية المتطلبات الرئيسية. أقاطعه مرة أخرى: إذن، ما المطلوب؟ يجيب أن البنك المركزى فى حاجة الى تحديد خطة واضحة، لمدة عام، وليس شهرية، على أن تعدل كل 6 أشهر، وفقاً للظروف والبيئة، وكذلك العمل على تدريب الموظفين بالبنوك بصورة أكثر احترافية، بحيث يكون لديهم القدرة على توضيح الأمور بصورة تفصيلية. لم يختلف المشهد لدى الرجل كثيراً فى الملف السياسى المالى، والذى يتطلب شفافية، وإفصاحاً، بل وتحديد اتجاهه، خاصة فيما يتعلق، بالقطاع غير الرسمي، ووسائل العمل على تحفيزه، بما يسمح بخروجه إلى النور، ثم الخطوة الأخرى للرقابة عليه، وتحديد ضريبة محددة، تساعد على استقطاب أكبر العملاء، والشرائح الضريبية، والوصول إليهم. هندسة التكنولوجيا كانت الشغل الشاغل، لدى الرجل، حينما لم يحقق رغبته والالتحاق بالمجال العسكرى، ليكتب لنفسه شهادة ميلاد فى البيزنس، وصناعة الأوراق المالية، حيث يرى أن الاستثمار، يقوم على فكر إبداعى، يقدم للمستثمر، ومن خلاله يتم استقطاب الأموال الأجنبية، والتى يجب أن تصل إلى 100 مليار دولار سنوياً، لتحقيق معدلات جيدة من النمو الاقتصادى. فى جعبة «حمدى» العديد فى هذا الصدد، من أجل التقدم بخطوات الاستثمار بصورة سريعة، حيث تتطلب، خريطة استثمارية، متكاملة للمستثمرين، وتوضيح فرص الاستثمار المناسبة، مع تحديد خطة لذلك، والترويج للاستثمار من خلال دور بنوك الاستثمار العالمية، والكبرى. قطاع الصناعة والانتاج، الشغل الشاغل ل«حمدى»، حيث يعتبره الوحيد القادر على تحقيق نهضة صناعية، تقوم على الإنتاج والتصدير، وتوفير العملة الصعبة، والمساهمة فى خلق فرص عمل، باعتباره القادر على مواجهة ارتفاع معدلات البطالة، وتساءل قائلاً: «ليس من المقبول أن يكون لدينا صرح عملاق فى صناعة الحديد مثل شركة الحديد والصلب، ويترك مهملاً؟» ليس هذا فحسب من وجهة نظر الرجل، وإنما العمل على كافة القطاعات الاقتصادية، لترابطها معاً، سواء فى السياحة، أو الخدمات بكافة أنواعها، أو الطاقة. يحرص الشاب الأربعينى على علاقاته الطيبة، وعدم خسارة أصدقائه، حينما يتحدث عن القطاع الخاص، يتوقف لحظات، ليهمس بكلمات غير واضحة، تشير إلى أنه مطلوب من الحكومة، تقديم كافة التسهيلات للقطاع، ومشاركته فى التنمية، مع مراعاة القطاع نفسه لدوره الوطنى، وليس جمع المال. الوصول إلى القمة، لم يكن من فراغ، وإنما بالجهد والمثابرة، لدى الرجل خطة متكاملة للنهوض بصناعة سوق المال، من هنا كان قرار الرجل بخوض انتخابات عضوية مجلس إدارة المقاصة عن مقعد السمسرة، ببرنامج طموح يقوم على الارتقاء وتطوير وتدريب العاملين، بل تنمية موارد الشركة، واقتصار فترة الأعضاء على دورتين بالمجلس، حيث إن هذه المدة كفيلة بتحقيق برنامج، المرشحين، وكذلك العمل بأن يكون للشركة دور فى اتخاذ قرارات السوق، وليس الاكتفاء، بتنفيذ القرارات فقط، رغم ما تمتلكه من مقومات تساعدها على ذلك. طموحات الرجل تتحقق بالصبر والمثابرة، فقد نجح فى تحديد خطة واضحة مع مجلس إدارة شركة «أكيومن»، لتساهم فى تحقيق قفزات للشركة والتى يبلغ رأسمالها 20 مليون جنيه، من خلال إعادة الهيكلة الداخلية، بتدريب مستمر للعاملين، وتحقق ذلك بالوصول إلى 85% من الهيكلة، ومحاولة الوصول إلى مركز الشركة الشقيقة فى إدارة الأصول، وكذلك العمل على زيادة قاعدة الأفراد، والمؤسسات المحلية، والتداول الالكترونى، والتوسع فيه. لا ينسى أصحاب الفضل ، رؤساءه فى العمل، وحكمة والده، يظل يحمل الجميل لكل من قدم له يد العون، مغرماً بالقراءة فى مجالات الأدب، والاقتصاد، محباً للرياضة لما تمنحه المتعة وصفاء الذهن، عاشقاً للألوان التى تحثه على العمل والحافز، ومنها اللون الأحمر، لكن يظل شغله الشاغل الوصول بشركته إلى الريادة فى السوق.. فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟