كتبت-راندا خالد: بعد صراع وحروب داخليًا.. تشهد دولة جنوب السودان اليوم لحظة تاريخية منذ استقلالها عن السودان في 2011، وذلك بعد توقيع اتفاقية إيقاف النار بين الحكومة والمعارضة بالخرطوم تحت رعاية مؤسسة "إيقاد" والرئيس عمر البشير، بعدما نالت حروب وصراعات داخلية كانت سياسية وسرعان ماتحولت إلى صراعات إثنية، مما أسفر عن قتل الآلاف من الأبرياء. السودان تعتبر دولة جنوب السودان حديثة محاطة بمشاكل كثيرة ورغم أنها خارجة من تجربة سياسية مريرة وطويلة مع شمال السودان، وراح ضحيتها حوالي 4 ملايين منذ بدء الحرب وانتهي الصراع رسميًا بتوقيع اتفاق "نيفاشا" للسلام في يناير 2005، وكان ينص هذا الاتفاقية علي "أقتسام السلطة والثروة بين حكومة رئيس السودان عمر البشير وبين قائد قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قونق". وقد أجري سكان جنوب السودان إستفتاء في عام2011، حول ما إذا كان سكان جنوب السودان يرغبون بالبقاء في دولة واحدة مع السودان أو الأنفصال، وذلك لتنفيذ بنود إتفاقية السلام الشامل والتى وقعت في نيفاشا، ومن ضمن هذا الإتفاق في الدستور السوداني وعرف في ذلك الوقت بالدستور الإنتقالي المؤقت لعام2005، وقد مهد الإتفاق الطريق للطرفين مع الإحتفاظ بحق مصير بعد ست سنوات وأصبح هذا الإتفاق، بمثابة الدستور الشامل للبلاد في هذا السنوات الست الإنتقالية. أسباب الصراع في جنوب السودان وفي إبريل 2013 أعلن الدكتور "رياك مشار" و "باجان أموم" عزمهما علي الترشح في الإنتخابات الرئاسية والتى كان مزمع إجرائها خلال عام 2015، وحينها قرر الرئيس "سلفاكير ميارديت" الأطاحة بالنائب وجميع الأعضاء في الوزرات المختلفة وأجري أكبر تغيير وزاري شهدته جنوب السودان منذ استقلالها في يوليو 2013، وكان في مقدمة المطحين بهم " باجان أموم" الأمين العام للحركة الشعبية، وعقب تصريحات علنية انتقد فيها آداء الحكومة. وفي ديسمبر 2013 دعي مشار إلى التظاهر ضد "سلفاكير" وإسقاطه، ما أدي إلى اشتباكات مسلحة بين قوات الحرس الجمهوري التى تدين بالولاء لمشار، والعناصر الحوالية لسلفاكير فوقع الآلاف من الضحايا بين قتيل وجريح وتدفق الآلاف من النازحين، وسريعًا ما تحول الصراع من سياسي إلى صراع بين الجماعات الإثنية، ما أدي إلى تدهور الوضع الإقتصادي والسياسي في الدولة بشكل عام. اتفاقية إنهاء اطلاق النار بين الطرفين في عام 2015اتفق الطرفان في أروشا ب"تنزانيا" علي وقف إطلاق النار والمصالحة، ونفس العام في العاصمة الإثيوبية ب"أديس أبابا" بوساطة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية"إيقاد" وقد الطرفان علي إتفاقية السلام تحت ضغوط شديدة وكان ينص هذا الاتفاق علي تشكيل حكومة إنتقالية للوحدة الوطنية وإجراء الأنتخابات الوطنية بعد عامين ونصف بالاضافة إلى إصلاحاً واسعاً في قطاع الأمن وإنشاء لجنة الإتحاد الإفريقي لمحكمة جنوب السودان المختلطة للمحاسبة علي جرائم بموجب القانون الدولي ولجنة لتقصي الحقائق والمصالحة والمشافاة، وهيئة للتعويضات وجبر الأضرار والبدء في عملية دائمة للتنمية الدستورية. وفي 26أبريل من عام 2016، عاد الدكتور رياك مشار إلى جوبا وتولي منصب النائب الأول للرئيس، وكانت بداية للتنفيذ اتفاقية النزاع ولكن بعد أيام قليلة تولي وزراء الحكومة الإنتقالية مناصبهم ومع ذلك فاعتبارا من مايو 2016، لم ينفذ جوانب عديدة من اتفاق حل النزاع وعاد العنف مرة أخرى. وفي يونيو لعام 2018 أجتمع رئيس جنوب السودان سلفاكير، بزعيم المعارضة الدكتور رياك مشار في العاصمة الإثيوبية ب"أديس أبابا"، تحت رعاية مؤسسة "إيقاد" للتنمية في شرق إفريقيا حول تحقيق السلام في جنوب السودان، بحضور الدكتور أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي. وقع الرئيس سلفاكير وزعيم المعارضة الدكتوررياك مشار، اليوم الأربعاء، في العاصمة السودانية بالخرطوم، إتفاق علي إيقاف إطلاق النار بين الطرفي النزاع في جنوب السودان، وورد في نص الاتفاق" ينهي الطرفان الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار، بما في ذلك فض الاشتباك والفصل بين القوات المتمركزة في مواجهة بعضهما، وفتح المعابر للأغراض الإنسانية والإفراج عن الأسري والمعتقلين السياسين". وينفذ وقف إطلاق النار وفقاً لما جاء في إتفاقية وقف العدائيات الموقعة في 21 ديسمبر 2017، وأنه خلال 72 ساعة من توقيع الإعلان ينهي الطرفان كل الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار يما في ذلك فض الاشتباك والفصل بين القوات المتمركزة في مواجهة بعضهما، وسحب القوات الصديقة من جميع مسارح العمليات.