محمود أبو العباس تنتشر المحال التجارية التى يزدهر نشاطها فى شهر رمضان فى ساحة السيد البدوى بمدينة طنطا، حيث يزور المسجد يومياً نحو خمسة آلاف شخص. ففى النصف الثانى من العقد السابع من القرن ال13 توفى السيد أحمد البدوى، فأقام تلميذه عبدالمتعال زاوية حول مقبرته كان يؤمها تلاميذه ومريدوه. وتوالت السنون حتى أصبحت الزاوية مسجداً كبيراً قال عنه على باشا مبارك فى موسوعته الخطط التوفيقية: «لا ينقصه فى روعة البناء ودقة التنظيم إلا القليل». وقد أثارت سيرة السيد أحمد البدوى وما نسب له من أفعال وأقوال جدلاً واسعاً، غير أن شهادة عدد من علماء السنة، سواء ممن عاصروه كشيخ الإسلام بن دقيق العيد أو من المحدثين كالإمام الأكبر عبدالحليم محمود، أيدته ودعمت الروايات التاريخية عن مكانته الدينية والروحية. لكن المسجد الأحمدى لا يضم ضريح السيد أحمد البدوى فحسب، بل يضم رفات شيوخ آخرين. ويتواجد بضريح السيد أحمد البدوى نسخة من آثار أقدام النبى محمد صلى الله عليه وسلم، محفوظة فى بيت زجاجى، إضافة لمقتنيات خاصة بالسيد أحمد البدوى. وتمتد الموائد فى المسجد الأحمدى وساحاته الخارجية فى شهر رمضان، لتعم بركات الشهر الكريم على الجميع. وفى ساحة المسجد حلوى السيد البدوى الشهيرة، التى يقبل على شرائها زواره، وبخاصة فى شهر رمضان. ويستقبل المقهى الكبير المقابل للمسجد، الذى يحمل اسمه، زبائنه الذين ترتفع أعدادهم فى رمضان، بعد زيارة المسجد والضريح، والتجول فى المحال المحيطة بالساحة. ويقصد الرجال والنساء والشيوخ والأطفال والباعة والمشترون ساحة السيد أحمد البدوى، فى أجواء رمضانية، تمنح الجميع سكينة من نوع خاص.