أعدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا حول الطريق الذي قد تتجه إليه إيران في الفترة القادمة فيما يخص الاتفاق النووي بعد انسحاب الولاياتالمتحدة منه. ورأت الصحيفة أن رغبة إيران في الاستمرار في الاتفاق النووي مع باقي القوى الغربية قد تكون أشرفت على الانتهاء، مدللة على ذلك من خلال دعوة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف لنظراءه الأوروبيين يوم السبت الماضي إلى الوقوف في وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و"تعويض خسائر إيران"، بينما صرح المرشد الإيراني علي خامنئي بعدها بأن الجهود الأوروبية الراهنة لا تكفي لتبرير استمرار سريان الاتفاق. ولفتت الصحيفة إلى أن الحدث الأهم في هذه القضية عندما أعلنت إيران إعادة بدء بناء قدراتها النووية من جديد، فقد أعلن المسئولون الإيرانيون بدء العمل في مركز جديد للطرد المركزي في موقع نطنز النووي، وهو أكبر منشأة نووية إيرانية بدأت العمل عام 2007، وموقع نطنز قادر على إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب، يمكن استخدامه في مفاعلات الطاقة النووية المدنية ، ولكنه قادر أيضًا على تخصيب اليورانيوم إلى مستوى أعلى بكثير، ليصل إلى حوالي 90% مما تحتاجه إيران لإنتاج سلاح نووي. وتابعت الواشنطن بوست قائلة: تتعهد طهران حتى الآن بمواصلة برنامجها النووي في إطار حدود الاتفاق النووي لعام 2015، والذي يسمح لإيران بالحفاظ على مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى أو أقل من ال5% المطلوبة لصنع سلاح نووي، لكن اعتبر خبراء أن بناء مركز جديد في موقع نطنز يوجه في حد ذاته ضربة قوية للاتفاق، ودلالة على أن خامنئي كان جادا عندما هدد باستئناف التخصيب حال انهار الاتفاق.