أحسست بعد زواجي أن زوجي باستطاعته أن يغنيني عن العالم بأكمله ويعوضني عن الخروج مع صديقاتي باهتمامه, وعن الفضفضة معهن باحتوائه , وعن الحاجة إليهن بحنانه ,ولكني أدركت فيما بعد أن حياتي غير مكتملة بدونهن ,حتى لو كان زوجي ملاكا , فأعدت علاقتى بهن على الفور ... هكذا لخصت مروة المشكلة في جملتين، فهذا الحدث الخاص ،الخطوبة أو الزواج ، غالبا ما يتسبب في فقدان الفتاة لصديقاتها القدامى , ففي دراسة بريطانية حديثة قام بها مجموعة من العلماء من جامعة اكسفورد , شارك فيها متطوعون تتراوح أعمارهم بين 18 و60 سنة , توصلت إلى استنتاج أن الحب الجديد بالخطوبة أو الزواج يأخذ قسطا كبيرا من وقت الإنسان واهتمامه، مما يجعل من غير الممكن انشغاله بأصدقائه. ويسفر الأمر في نهاية المطاف عن قطع هذا الشخص لعلاقاته معهم. ولأن الفتاه بحكم أنوثتها ومشاعرها الحالمة , تعتبر أكثر عرضة لهذا الموقف من الرجل , حاولنا التعرف على آراء فتيات حول علاقتهن بصديقاتهن بعد الزواج، وهل مازالت مستمرة بنفس الدرجة أم لا ....؟ اعترفت ليلى بان علاقتها مع صديقاتها تغيرت بعد الزواج، وعبرت عن أسفها لهن لأن " السكينة سرقتها " – على حد قولها - وفقدت التواصل معهن لعدم وجود الوقت الكافي بعد زواجها واختلاف الأولويات وتراكم المسئوليات. فتقول: " بعد الزواج بدأت تخف أواصر الصداقة مع صديقاتي حتى تلاشت تماما ... وبندم على ما حدث تواصل : عندما أفقت من غيبوبتي وأحسست باحتياجي إليهن كان لكل صديقة منهن صديقات جدد تتواصل معهن وبالتالي لم تعد العلاقة تتسم بالحميمية التي كانت موجودة من قبل. وتحكي منى " غير متزوجة " عن صديقاتها المتزوجات و" الأنذال " على حد وصفها والتي لم يعيروها الاهتمام الذي اعتادت عليه منهن قبل زواجهن. وبتنهيدة حارة تحكي عن اللحظات السعيدة ولحظات الألم التي احتاجت إليهن فيها ولم تجدهن ثم تختم قائلة: الحمد لله واقع الحياة وما بيننا من عيش وملح أفاقهن وعادت المياه إلى مجاريها وربما أفضل. ولأنه لا طعم للحياة بدون صداقة حقيقية تحكي دعاء عن استمرار علاقتها بصديقاتها بعد الزواج ، وإن قلت الزيارات، وتقول : كان علينا لضمان استقرار العلاقة أن يتعارف أزواجنا ,حتى أن أطفالنا صاروا أصدقاء أيضا ,وبالتالي ننتهز أي فرصة نتجمع فيها كأعياد ميلاد الأطفال والعزومات في المناسبات المختلفة ونتواصل ونقضي معا أجمل الأوقات. وصية مرفوضة وتعقيبا على نتائج الدراسة وهذه الآراء, ترى دكتورة نعمت عوض الله , المستشارة الاجتماعية والمتخصصة في شئون الزواج ,أن الفتاة بعد الزواج تدخل حياة جديدة ويصبح من الصعوبة التواصل مع صديقاتها بعكس الزوج. مشيرة إلى مجموعة من العوامل والظروف التي تحكم العلاقة وتجعل الفتاة غير قادرة على التواصل مع صديقاتها القدامى، تشرحها قائلة : - الانشغال : فالبنات تخرج إلى المولات أو السينما , أما الزوجة فلا يتاح لها الوقت الكافي لذلك بالإضافة إلى تراكم المسئوليات عليها وبالتالي تجف العلاقة تدريجيا حتى تنتهي بانقطاع العلاقة تماما - وصية الأمهات : ويمكن اعتبار هذه النقطة موضة قديمة جدا كأن تنصح الأم ابنتها فتقول " هيخربوا بيتك , هيخدوا زوجك " وخاصة إن لم يكن متزوجات, وربما يكون السبب الأكثر واقعية هو خوف الفتاة المتزوجة من الحسد أو خوفها من التطفل على تفاصيل حياتها الزوجية من قبل الصديقات وخاصة غير المتزوجات منهن. - تبدل المحيط الاجتماعي : فالزوجة لن يكون باستطاعتها التحرك بحرية مع صديقات قبل الزواج، وبالتالي يتم خلق مجال معارف جديدة ومجتمع آخر من عائلة وأقارب الزوج أو زوجات أصدقائه وهذا تماما نفس ما يحدث مع معظم أصدقاء الثانوية بعد الانتقال إلى الجامعة. - تغير نطاق الاهتمامات : والتي تصبح مغايرة لصديقاتها وتدخل في إطارات جديدة , خاصة مع قدوم مولود جديد في حياتها ,وبالتالي تفتقد للمرونة معهم أو المتعة التي كانت تشعر بها من قبل. - البعد المكاني: ويمكن أن نضيف لهذه الأسباب بعد مسكن الزوجية عن الصديقات القدامي خاصة مع الانتقال من منطقة إلى أخرى وتنبه عوض الله للحكمة القائلة " معرفة الناس كنوز " وتنهي بنصيحتها لكل فتاة مقبلة على الزواج بأن تحاول قدر الإمكان المحافظة على استمرار العلاقات مع أصدقائها سواء بالتليفون أو المقابلات، وإذا كان بالإمكان بناء علاقة صداقة وتعارف بين زوجها وأزواج صديقاتها يكون شيئا هائلا وان لم ينسجموا فلابد من المحافظة على حد أدني من اللقاءات .