تعد الكنافة والقطائف هما الطبق الرمضانى الأشهر على المائدة المصرية في الشهر الكريم، فيغزو بائعوها الشوارع بعدتهم المبهجة ويتراص الزبائن بالطوابير لنيلها. لعل أصل انتشار تلك الحلويات يعود لأكثر من ألف عام.. فبعض الدراسات التاريخية أرجعت تاريخ هذه الحلويات إلى عصر الخلفاء الراشدين، وأخرى أشارت إلى أن أول من قدم له الكنافة هو معاوية بن أبي سفيان عندما كان واليًا على الشام، "كطعام السحور"، لتمنع عنه الجوع الذي كان يشعر به. ومن هنا اتخذت الكنافة مكانتها بين أنواع الحلوى التي ابتدعها الفاطميون، ولكنها لم تنتشر بين طبقات الشعب في تلك الآونة. أما عن العصر الأيوبي، ففرضت الكنافة نفسها بين طبقات الشعب، وذلك لبخس أسعارها، فضلًا عن سمعتها الراقية، باعتبارها طعام الملوك، لتتخذ طابعها الشعبي الذى لا يزال رائجًا حتى عصرنا الحاضر. من جهة أخرى يشار إلى أن القطائف أسبق اكتشافًا من الكنافة، حيث تعود إلى أواخر العهد الأموي وأول العباسي، وفي روايات أخرى أنها تعود إلى العصر الفاطمي، وقيل بل يرجع تاريخ صنعها إلى العهد المملوكي، حيث كان يتنافس صنّاع الحلوى لتقديم ما هو أطيب، فابتكر أحدهم فطيرة محشوة بالمكسرات وقدمها بشكل جميل، مزينة في صحن كبير ليقطفها الضيوف. فيما أرجع المؤرخون أصل تسميتها إلى تشابه ملمسها مع ملمس قماش القطيفة، وذلك حين قدمت كفطيرة محشوة ليقطفها الضيوف فلقبت فطيرة القطف، ثم تحول الاسم بالعامية إلى المصطلح الرائج حاليًا.