70 عامًا مرت على فلسطين وهي تعاني الحرب والشتات وتعيش المأساة، منذ احتلال الكيان الصهويني لأرضهم باستثناء الضفة الغربية وقطاع غزة، في يوم النكبة، في 15 مايو من العام 1948. يومها أُعلنت فلسطين دولة يهودية تحت اسم إسرائيل، وتم الاستيلاء على 78% من إجمالي مساحتها التاريخية، بعدما سيطر الإسرائيليون على 774 على قرية ومدينة خلال النكبة، وهدموا أكثر من 500 قرية ومدينة. وظهرت من بعد نكبة 48 أزمة اللاجئين الفلسطينين، إذ أُجبر آنذاك 750 ألف فلسطيني على التهجير من بيوتهم قسريًا، وأصبح أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني مشردًا خارج بلاده، فأصبح عددهم اليوم حوالي سبعة ملايين لاجيء، كما ارتكب الكيان الصهويني وقتها نحو 70 مذبحة استشهد على إثرها 15 ألف فلسطيني. وفي كل عام يُحيي الفلسطينون ذكرى النكبة بمشاركة مئات الالآف منهم في مسيرات في شتى بقاع الأرض، للتأكيد على العودة مجددًا لأرضهم المحتلة وكسر الحصار الإسرائيلي، وفي هذا اليوم تنظم مسيرات في كافة محافظات الضفة الغربية، على أن تُطلق الصفارات وأبواق السيارات غدًا لمدة 70 ثانية، ويطلق من كل مدينة 70 بالونًا بعدد سنوات نكبة الشعب. وكان شاعر النضال والمقاومة، محمود درويش، قد أحيا ذكرى النكبة قبل سنوات عدة بكلماته فقال :«اليوم هو يوم الذكرى الكبرى، لا نلتفت إلى أمس لاستحضار وقائع جريمة وقعت، فما زال حاضر النكبة ممتدًا ومفتوحًا على جهات الزمن، ولسنا في حاجة إلى ما يذكرنا بتراجيديتنا الإنسانية المستمرة، فما زلنا نعيشها هنا والآن، وما زلنا نقاوم تداعيات نتائجها، الآن وهنا، على أرض وطننا الذي لا وطن لنا سواه». وأضاف وقتها في الذكرى 53 للنكبة قبل رحيله :«لن ننسى ما حدث لنا على هذه الأرض الثكلى وما يحدث، لا لأن الذاكرة الجمعية والفردية خصبة وقادرة على استعادة حكاياتنا الحزينة، بل لأن الحكاية-حكاية الأرض والشعب، حكاية المأساة والبطولة، ما زالت تروى بالدم، في الصراع المفتوح بين ما أريد لنا أن نكون، وبين ما نريد أن نكون». وعلى مدار كل السنوات الماضية لم تتوانى إسرائيل عن استفزاز الفلسطينين والتضييق عليهم، وفي ذكرى النكبة هذا العام تزداد الأوضاع سوءًا، وازداد الطين بلة باحتفالها هي والولايات المتحدة بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعتبارها عاصمة لها. ويأتي هذا الاحتنفال بالتزامن مع ذكرى الاحتلال، بحضور أكثر من 32 دولة، بينها دول أوروبية وأفريقية، وبحضور إيفانكا ترامب، وجاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض، مع غياب روسي وصيني وعربي.