أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، عن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي تم إبرامه مع إيران عام 2015، إضافة إلى توقيعه مرسوما يقضي بإعادة فرض العقوبات التي رفعت عن إيران بموجب الاتفاق. ولاقي قرار ترامب ترحيبا وتأييداً عربياً لأنه سيقوّض الأنشطة الإيرانية مستقبلاً سواء على صعيد السلاح النووي أو الجماعات الإرهابية، فيما أعربت الدول الغربية وروسيا عن رفضها له حيث يرون بأن لا داعي لإلغاء الاتفاق، مؤكدين على التزامهم الكامل به. رفض أوروبي أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في تغريدة نشرها عبر حسابه على موقع تويتر، أن بلاده بجانب ألمانيا وبريطانيا أعروا عن أسفهم بشأن قرار الرئيس الأمريكي، موضحاً أن الاطراف الثلاثة ستعمل في شكل مشترك على إطار أوسع يشمل الانشطة النووية ومرحلة ما بعد 2025 والصواري الباليستية، بالاضافة الى الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، وخاصة في سوريا واليمن. من جانبها، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عن قلقها بشان قرار ترامب، مشيرة إلى أن الاتفاق النووي مع إيران يحقق هدفه في ضمان عدم تطوير طهران للسلاح النووي، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي مصر على الالتزام به. وشدد الرئيس الإيطالي باولو جنتيلوني على ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران بالرغم من قرار ترامب بالانسحاب منه. فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي، داعياً الدول الخمس الأخرى إلى رورة الحفاظ على الاتفاق والوفاء بالتزاماتها تماماً. تنديد روسي صيني وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً أعربت فيه عن خيبة أملها من انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي، معتبرة إن تصرفات واشنطن تتخطى القانون الدولي. وطالبت الصين كافة الأطراف المشاركة في الاتفاق بالالتزام الكامل به، حيث دعا مبعوث الصين الخاص لقضايا الشرق الاوسط جونج شياو شنج جميع الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي بالالتزام الكامل واستخدام الحوار المفاوضات لحل الخلاف. التأييد العربي وعلى النقيض تماما، رحب الجانب العربي بقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشان الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. وأصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً أكدت فيه تأييدها للاتفاق سابقاً، موضحة أن الاتفاق كان مبنياً على قناعتها التامة بضرورة العمل على كل ما من شأنه أن يحد من انتشار الاسلحة النووي في منطقة الشرق الأوسط. وأضافت الخارجية السعودية إن إيران استغلت رفع العقوبات والعائد الاقتصادي لها لتواصل انشطتها المزعزعة للاستقرار، سواء تطوير الاسلحة النووي او دعم الجماعات والعصابات الإرهابية، بما فيهم حزب الله في لبنان ومليشيا الحوثي في اليمن. وأعلنت الإمارات عن تأييدها لقرار الرئيس الأمريكي لنفس الأسباب التي ذكرها في كلمته التي أعلن خلالها انسحابه من الاتفاق النووي، "التي لا تضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي مستقبلاً"، مرحبة باستراتيجية ترامب في هذا الشأن. من جانبها، دعمت البحرين قرار الرئيس الامريكي واستئناف فرض العقوبات المشددة على إيران. ودعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان أمس الثلاثاء، المجتمع الدولي والدول المشاركة في الاتفاق النووي إلى الاستجابة لموقف ترامب لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل للحفاظ على الأمن والاستقرار الدولي.