أيام قليلة تفصلنا عن بداية فصل الصيف، وتبدأ الحشرات في الظهور على اختلاف أنواعها، ويأتي مشكلة البعوض على رأس هذه الحشرات، التي تعاني منه معظم البيوت المصرية ويحاولون القضاء عليه من خلال شراء بعض المبيدات الحشرية، وقد انتشر البعوض خلال الفترة الاخيرة بشكل كبير وسعت بعض الاسر لشراء البخور الطارد للناموس لمواجهته. وتأتي خطورة البخور الطارد للناموس في الغاز المنبعث منه التي قد تؤدي إلى الوفاة، وبالفعل شهدت محافظة الشرقية أول أمس، مصرع طفلان بمدينة القنايات إثر اختناقهما نتيجة لاستنشاق الغاز المنبعث من البخور الطارد للناموس. وقد حذر مركز المعلومات الدوائية التابع لوزارة الصحة والسكان من الافراط من إستخدام المبيدات الحشرية والاقراص الفواحة، مؤكدة أنها تمثل خطرًا داهمًا على الصحة العامة للانسان ولاسيما الاطفال. وأعلن مركز المعلومات أن البخور الجديد للبعوض الذي انتشر في البيوت المصرية تسخدمه ملايين الاسر نظرًأ لثمنه الرخيص وفعاليته القوية في طرد الناموس، يحتوي على المبيد الحشري البيرثرويد، وهذه المادة تسبب العديد من الأمراض، وخلال اشتعال البخور ينتج عنه مواد مسرطنة للرئة لاحتوائه على الاثير ثماني الكلور الثنائي والذي تم حظره في معظم البلدان. وفي هذا الصدد، نصح عدد من خبراء المبيدات الحشرية بضرورة توخي الحذر عند استخدام المبيدات الحشرية ولاسيما التي تحتوي على مواد كيميائية سامة مثل البخور الطارد للناموس الذي انتشر مؤخرًا لدى بعض الاسر وتسبب في حدوث وفاة، مشيرين إلى أن الغاز المنبعث من البخور يحتوي على مادة سامة "البيرثرويد" تستخدم لمكافحة ديدان اللوز التي تصيب محصول القطن في الاراضي الزراعية والاراضي المفتوحة. وشدد الخبراء على ضرورة الاستخدام الامثل للمبيدات الحشرية من خلال تهوية الغرف التي يتم اشتعال بها البخور أو غيره لمدة لاتقل عن عشر دقائق أوربع ساعة وقبل النوم بساعتين، حتى لا تسبب ضيق تنفس ولاسيما لدى الافراد الذين يعانون من الامراض الصدرية، وعدم الانسياق وراء الاعلانات المضللة في هذا الشأن. قال الدكتور خليل المالكي، أستاذ المبيدات الحشرية بمركز البحوث الزراعية ورئيس لجنة مبيدات الافات الاسبق بوزارة الزراعة، إن هذا النوع من المبيدات الحشرية تستخدم في مجال الزراعة لمكافحة ديدان اللوز التي تصيب محصول القطن، وتستخدم في الاراضي الزراعية والاماكن المفتوحة، نظرًا لاحتوائها على مادة البيرثرويد وهي مادة سامة تسبب الاختناق. وأشار المالكي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن البخور الطارد للناموس مسجل بوزارة الصحة ويباع في الصيدليات ويسبب ضررًا على صحة الانسان، مؤكدًا أن الحادثة التي شهدتها محافظة الشرقية بمصرع طفلين جاءت بسبب سوء استخدامه لان الغرف كانت مغلقة، نظرًا لان الغاز المنبعث من المادة الحاملة للمبيد" البيرثرويد" تسبب وفاة الاطفال. ونصح أستاذ المبيدات الحشرية بمركز البحوث الزراعية، الاسر المصرية بضرورة تركيب سلك للناموس على شبابيك المنزل لمقاومة البعوض، وفي حالة استخدام أي نوع من أنواع المبيدات الحشرية سواء من البيروسول أو غيره فلابد من رش الحجرة خالية من الاطفال والكبار وتركها لمدة لاتقل عن عشر دقائق أو ربع ساعة ثم تهويتها بفتح الشبابيك حتى لايسبب الاختناق، وعدم الانسياق وراء إعلانات الشركات المضللة التي تتدعي أنها تسخدم مبيدات آمنة وغير مسجلة بوزارة الصحة، على حد قوله. وذكر الدكتور طه عبدالحميد، أستاذ أمراض الصدر والحساسية بكلية الطب بجامعة الازهر، أن البخور الطارد للناموس الذي انتشر مؤخرًا وسبب وفاة بعض الاشخاص يحتوي على مواد سامة تؤدي إلى تشنجات لعضلات القلب وضيق التنفس مما يؤدي إلى الوفاة مشيرًا إلى أن الاطفال هم الفئة الاكثر عرضة لذلك. ورأى عبدالحميد، أنه من الافضل استخدام الاقراص الامنة لمقاومة الناموس، نظرًا لانها أقل خطورة من البخور الطارد للناموس الذي ينبعث منه غاز يؤثر على التنفس، فضًلا عن التهوية الجيدة للغرف بعد الاستخدام لمدة لاتقل عن ساعتين قبل النوم لمكافحة البعوض. وأكد الدكتور ياسر مصطفى، رئيس قسم الامراض الصدرية بكلية الطب بجامعة عين شمس، أن أي مبيدات حشرية لمقاومة البعوض خلال فصل الصيف تحتوي على مواد كيميائية سامة تسبب في ضيق التنفس لدى بعض الافراد ولاسيما الذين يعانون من أمراض الرئة المزمنة مثل أمراض الربو، لذلك لابد من الابتعاد عنها. وحذر مصطفى، المواطنين من استخدام أي مبيدات حشرية من مصادر غير موثوق فيها إلا إذا كانت مسجلة لدى وزارة الصحة والسكان، وعند استخدام أي مبيد حشري لابد من توخي الحذر من خلال تهوية المنازل بعد استخدامه حتى لا يسبب ضيق تنفس لدى الافراد ومن ثم إلى الوفاة.