كتب- أمجد مصباح: موسيقار الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب الذى تحل بعد غد السبت الذكرى السابعة والعشرون لرحيله هو بلا شك الأبرز فى تاريخ الموسيقى والغناء فى مصر والعالم العربى عمره الفنى تعدى ال70 عاما، التاريخ يؤكد أن ظهور محمد عبدالوهاب على الساحة الغنائية والموسيقية فى نهاية عشرينيات القرن الماضى. كان نقطة تحول هائلة فى الموسيقى والغناء قبل عصر «عبدالوهاب» و«أم كلثوم». كانت المعانى الركيكة سائدة والهبوط والتدنى فى كلمات الأغانى طبعًا باستثناء سيد درويش. «عبدالوهاب» تربى فنيًا على يد أمير الشعراء أحمد شوقى ساعده ذلك كثيرا فى حسن اختيار الكلمات التى يغنيها. أحدث «عبدالوهاب» حالة شديدة من الرقى. نستطيع القول أن عبدالوهاب هو أفضل من غنى فى صوت عذب رخيم معانى شديدة الرقى. أغانى عبدالوهاب مازالت محفورة فى وجدان الملايين كانت قمة فى الرقى والإحساس والمشاعر المهذبة نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر «الجندول» «كليوباترا» «همسة حائرة» والحبيب المجهول و«آه منك يا جارحنى» و«انسى الدنيا» ولست أدرى و«حياتى انت» حبيبى لعبته و "كل ده كان ليه"و «على ايه بتلومنى» ويا مسافر وحدك و«يا دنيا غرامى». «الكرنك» و«النهر الخالد». و«هان الود». وحكيم عيون» ومن أد ايه كنا هنا» و«أنا والعذاب وهواك». و«دعاء الشرق» و«مصر نادتنا» و«أخى جاوز الظالمون المدى». و«النيل نجاشى» «اجرى اجرى» و«علشان الشوك» و«يا ورد مين يشتريك». و«عاشق الروح» «عندما يأتى المساء». كل هذه الأغنيات خالدة فى الوجدان وهى ستظل على طول الزمان عنوانا للفن الراقى فى منتصف الخمسينيات قرر موسيقار الأجيال التوقف عن الغناء والاكتفاء بالتلحين مع ظهور العندليب الراحل عبدالحليم حافظ على الساحة الغنائية حدث ولا حرج عن ألحان «عبدالوهاب» لكبار المطربين والمطربات أضاف الكثير لكل من تعامل معه. ألحان «عبدالوهاب» يبقى لها سحر خاص. يذكر أن تعاون «عبدالوهاب» مع كوكب الشرق «أم كلثوم» تأخر كثيرًا ولم يتعاونا إلا بعد تدخل شخصى من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكان لقاء السحاب أغنية أنت عمرى التى غنتها كوكب الشرق يوم 5 فبراير 1964 بداية التعاون بين «عبدالوهاب» و«أم كلثوم» وحققت الأغنية نجاحًا مدويًا. غنت بعدها كوكب الشرق مجموعة رائعة من الأغنيات من ألحان «عبدالوهاب» وهى أنت الحب وأمل حياتى وفكرونى هذه ليلتى ودارت الأيام. أغدا ألقاك، وأخيرا ليلة حب حققت جميعها نجاحًا كبيرًا وكانت إضافة لتاريخ كوكب الشرق تبنى محمد عبدالوهاب موهبة عبدالحليم حافظ ولحن له عشرات الروائع الغنائية «أهواك» و«توبة». أنا لك على طول» و«عقبالك يوم ميلادك». و«شغلونى» و«علشانك يا قمر». «قوللى حاجة» و«أنت قلبى». و«الويل الويل» و«فوق الشوك» و«ضى القناديل» و«يا خلى القلب». و«المركبة عدت»، و«فاتت جنبنا»، وأخيرا «نبتدى منين الحكاية» 1975. ولم يمهل القدر «عبدالحليم» ليغنى من غير ليه كلمات مرسى جميل عزيز وظهرت هذه الأغنية بصوت «عبدالوهاب» عام 1989. واحدثت ضجة هائلة. لحن «عبدالوهاب» لليلى مراد مجموعة من الروائع نذكر منها «الحب جميل». «اتمخترى يا خيل». «ابجد هوز». «الدنيا غنوة». لحن عبدالوهاب لنجاة الصغيرة العديد من الروائع نذكر منها «مرسال الهوى»، «أه لو تعرف»، «حبك أنت شكل تانى»، «لا تكذبى»، «أيظن»، «موكب حب»، «دبنا حبابينا» «إلى حبيبى»، و«ساكن قصادى» و«حبك الجبار»، ولحن للمطربة الراحلة وردة. «لولا الملامة» وِثلاث أغنيات كلاسيكية طويلة، «فى يوم وليلة»، «أنده عليك بالحب». «بعمرى كله حبتك»، و«يا مصر يا غالية» ولحن لفايزة أحمد «ست الحبايب». و«قدرت تهجر». كما لحن «عبدالوهاب» لمحمد ثروت وسوزان عطية وياسمين الخيام. لا ننسى أنشودة الوطن الأكبر فى منتصف الستينيات التى لحنها «عبدالوهاب» وشارك بالغناء «عبدالحليم ونجاة وشادية وصباح. وفايدة كامل» وتجربته الفريدة 1981 بأوبريت الأرض الطيبة كلمات حسين السيد وبمشاركة مجموعة من الشباب المطربين فى تلك الفترة، «محمد الحلو ومحمد ثروت وسوزان عطية، وإيمان الطوخى وتوفيق فريد وزينب يونس». «عبدالوهاب» كان شخصية فنية فريدة بحكم مكانته الفنية واستاذيته. كان له علاقة صداقة متينة مع رؤساء مصر جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسنى مبارك حصل على العديد من الجوائز والتكريمات من رؤساء مصر والعالم العربى وحتى الأوروبى. يكفى أن الرئيس الراحل أنور السادات منحه رتبة اللواء شرفيًا. وارتدى الزى العسكرى وهو يقود الفرقة الموسيقية لعزف السلام الوطنى. برحيل «عبدالوهاب» يوم 4 مايو 1991 فقدت مصر هرما فى الموسيقى والغناء قلما أن يجود الزمان بمثله كان بحق عنوانا عريضا لزمن جميل نعيش على ذكراه. رحم الله موسيقار الأجيال فى كل العصور محمد عبدالوهاب.
