كشفت دراسة حديثة أن جراحة الوجه قد تُقدم لبعض المرضى علاجاً طويل الأمد للصداع النصفي الحاد. وقبل إجراء الجراحة تم حقن المرضى بعقار البوتيكس لتحديد مواضع الألم، وفي الوقت الذي أظهر غالبية المشاركين في التجربة تحسنا جزئياً من الصداع النصفي، فإن حوالي ثلث أفراد العينة تم شفاؤهم تماماً من هذا المرض المقلق. وتتمثل أحد الجراحات في تمزيق عضلات العبسة بين الحاجبين في الجبين وتقليل الضغط عن بعض الأعصاب الرئيسية. وهناك خيارات جراحية أخرى مثل التعامل مع موضع الألم في الصدغ والمنطقة الخلفية من الرأس، حيث تتسبب الأعصاب أيضاً في الصداع النصفي. ويقول الدكتور باهمان جيورون رئيس قسم جراحة التجميل بالمستشفيات الجامعية بمركز كاس الطبي بأمريكا في الدراسة التي نشرت هذا الشهر في جريدة جراحة التجميل إن تكاليف هذه الجراحة تصل لنحو أربعة آلاف دولار. ويعترف الدكتور جيورون بوجود نسبة فشل لهذه الجراحة تصل إلى 12% حيث تسبب لبعض المرضى شللا بالوجه مع بقاء الشعور بالصداع النصفي، إلا أنه يرى أن هذا الشلل يؤثر على عضلات الجبهة فقط والتي لا يعدها جوهرية في حركة الوجه بل تجعل الشخص يبدو أصغر سناً وغير متجهم. ويشير جيورون في دراسته إلى أنه أصبح أكثر اهتماما بعلاج المرضى الذين لا يظهرون استجابة للعلاجات الدوائية، وفي عام 2009 قام جيورون بقيادة دراسة تقوم على مقارنة مجموعة قياس من المرضى خضعوا لجراحة زائفة بمجموعة أخرى من المرضى خضعوا لجراحة في ثلاثة مواضع محفزة للألم، وقد وجد أن 57% من مجموعة العلاج سجلت تخلصا تاما من الصداع النصفي بالمقارنة ب 4% في مجموعة الجراحة الزائفة. ومثل أي جراحة هناك بالطبع بعض التعقيدات، فمخاطر الجراحة في الجبهة مثلاً قد تحدث آثارا غير مستحبة مثل الندوب والنزيف والعدوى والجلطات الدموية وإصابة أعصاب الوجه والتنميل والحكة الزائدة كما تقول الجمعية الأمريكية لجرّاحي التجميل.