كتب - مصطفى دنقل: عقدت الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم مؤتمرها السنوى عن السكر ورمضان بحضور عدد كبير من أطباء السكر من مختلف الجامعات المصرية. وتقول الدكتور إيناس شلتوت، أستاذ الباطنة والسكر والغدد الصماء بطب القاهرة رئيس الجمعية والمؤتمر: إن المؤتمر ناقش مرض السكر وكيفية التعامل معه خلال شهر رمضان لأن هناك تغييراً فى مواعيد الأكل ومواعيد الأدوية لأن الجميع يهتم بالصيام فى شهر رمضان حتى مرضى السكر وأن المرضى المصريين يصومون بنسبة 98% وإذا قارنا بين بعض النسب من الدول الإسلامية الأخرى سنجد أن 80% من المرضى من النوع الثانى فى الدول الأخرى هم الذين يصومون، ونحاول أن نساعد المرضى المصابين بالسكر على الصيام بدون مشاكل صحية لأن المريض يظل 16 ساعة صائماً بدون أن يتناول أى أدوية أو أى مأكولات ونشرح له كيفية تناول الأدوية خلال فترة الإفطار، حيث يمكن استعمالها بأمان أكثر وخصوصاً مع ظهور الأدوية الجديدة، وبعض الأشخاص بالرغم من أننا نقول لهم لا تصوموا وأن الصيام يمثل خطورة عليهم إلا أنهم يصرون على الصيام وهذا ما يجعلنا نناقش جميع الطرق والوسائل لمعرفة تأثير الصيام على مريض السكر. وأوضحت الدكتورة إيناس شلتوت أن المرضى المسموح لهم بالصيام بأمان تام هم مرضى السكر الذين يعالجون عن طريق النظام الغذائى فقط ومرضى السكر الذين يعالجون بأدوية لا تتسبب فى هبوط السكر، وبعض المرضى هناك خطورة فى صيامهم مثل تكرار نوبات هبوط السكر الشديد خلال 3 شهور قبل رمضان، وفى حالة حدوث غيبوبة كيتونية خلال 3 شهور قبل رمضان والمسنين والحوامل والذين لديهم مضاعفات على الأوعية الدموية واعتلال الكليتين، ويفطر المريض إذا حدث له انخفاض شديد فى مستوى السكر فى الدم أقل من 70 ملليجرام، ويفطر مريض السكر إذا صاحب مرض السكر عوامل خطورة أخرى مثل أمراض القلب وإذا كان مريض السكر يعالج بكمية كبيرة من الأنسولين فننصحه بالإفطار وبالذات إذا تعددت جرعات الأنسولين خلال اليوم الواحد ويفطر أيضاً إذا شعر بالأعراض الآتية وهى دوخة شديدة وفقدان فى الوعى وصداع وزغللة فى العينين وعرق وبرودة فى اليدين وشحوب فى لون الوجه وعرق غزير وفقدان التركيز وإرهاق شديد وزيادة فى ضربات القلب وتنميل فى الوجه والشفتين وتشنجات أو رعشة. وترى الدكتورة إيناس شلتوت أن علاج مريض السكر خلال صيامه يتوقف على نوع الدواء المستخدم وعدد الوجبات فإذا استطاع المريض الالتزام بالنظام الغذائى الذى حدده له الطبيب وتناول فقط وجبتى الإفطار والسحور بدون تناول وجبات فى منتصف فترة الإفطار وبدون تناول أنواع الحلوى التى يكثر تناولها خلال شهر رمضان، فمريض السكر من هذا النوع ينصح له بتناول كمية أقل من علاج السكر الذى يتناوله خلال أيام الإفطار العادية، وذلك بعد استشارة الطبيب المعالج، أما مرضى السكر الذين يعالجون بالأنسولين فننصحهم بأن يتناولوا جرعة الأنسولين قبل الإفطار فقط وتعدل جرعة الأنسولين طبقا لذلك ويفضل عدم تناول أنسولين فى السحور حتى لا يصاب المريض بدوخة أو غيبوبة نتيجة لنقص السكر خلال فترة صيام اليوم التالى وقد يتم استعمال الأقراص لعلاج ارتفاع السكر مع وجبة السحور إذا لزم الأمر بدلاً من الأنسولين وذلك طبعاً بعد أخذ رأى الطبيب المعالج. ويضيف الدكتور رأفت رشوان، أستاذ السكر والغدد الصماء والرئيس الشرفى للجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم، أن المؤتمر يعقد بهدف توعية مريض السكر وكيف يعد نفسه للصيام، وهناك نوعان من مرضى السكر؛ مرضى النوع الأول وهم عادة لا يعتمدون على الأنسولين وهم الأطفال وهؤلاء يفضل لهم ألا يصوموا خاصة أن رمضان فى فصل الصيف والجو حار ويفقدون سوائل كثيرة، ومرضى النوع الثانى وهم كبار السن وهؤلاء يعتمدون على الأقراص ولديهم احتياطى أنسولين ويعتمدون على الأقراص فى العلاج ولا يتعرضون إلى جفاف وممكن أن يصوموا مع بعض التحفظات فى نظام الأكل، ففى وجبة السحور تكون أقل شىء ممكن حتى لا يتعرضوا لهبوط السكر مع أخذ كميات كبيرة من السوائل بين الإفطار والسحور لتجنب المضاعفات التى قد تحدث لهم من الصيام.