كتب - مصطفى دنقل: كسل العين عبارة عن ضعف فى الإبصار فى عين لم تتطور فيها الرؤية بشكل طبيعى منذ فترة الطفولة المبكرة، وعادة ما يحدث ذلك فى عين يكون تركيبها طبيعياً وهو ضعف فى الرؤية المركزية للعين بدون وجود سبب عضوى أو بشكل لا يتناسب مع الخلل العضوى فى العين إن وجد ولا يصيب الرؤية الطرفية عادة، كما لا يمكن إصلاحه بالعدسات ويصيب 1-5% من الناس، ويصيب الأطفال قبل سن السادسة وهو السبب الأكثر شيوعاً لمشاكل البصر فى الأطفال وفى الكسل لا ينقل التنبيه البصرى بشكل كامل أو لا ينقل بالكلية عبر العصب البصرى إلى الدماغ. تقول الدكتورة لبنى خزبك، استشارى طب وجراحة العيون: يعد تمتع كلتا العينين بقدرة بصرية متساوية أمراً فى غاية الأهمية وتبرز أهمية كون الرؤية طبيعية فى العين الأخرى فى حالة فقد إحدى العينين للإبصار نتيجة التعرض لحادث أو الإصابة بأحد الأمراض علاوة على أن الكثير من المهن تتطلب الأشخاص الذين يتمتعون بقدرة على الإبصار بصورة جيدة فى كلتا العينين ومن هنا تأتى أهمية اكتشاف وعلاج حالات كسل العين الوظيفى فى أسرع وقت ممكن وتعتبر هذه الحالة أنها تصيب حوالى 4% من السكان ولا يمكن علاجها إلا إذا تم ذلك خلال مرحلة الرضاعة أو الطفولة المبكرة، لذا ينبغى على الوالدين ملاحظة هذه المشكلة البصرية ليتسنى لطفلهما أن يرى بصورة طبيعية فى مراحل عمره الباقية، ويتم ذلك من خلال إجراء فحص للنظر من قبل أطباء الأطفال أو العيون عند أو قبل بلوغ سن الثالثة، إذ قد لا تحدث مؤشرات يدرك من خلالها الوالدان إصابة الطفل بهذه الحالة، كما ينصح بفحص بصر الطفل قبل بلوغه سن الثالثة إذا كان أحد أطفال العائلة أصيب بالماء الأبيض أو أحد أفرادها مصاباً بالحول أو أى أمراض عينية خطيرة. وتضيف الدكتورة لبنى خزبك أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لكسل العين هى الحول والتركيز غير المتكافئ أو العيوب الانكسارية «قصر النظر أو طول النظر أو اللابؤرية» وإعتام العدسة أو ارتخاء الجفن أو غيرها، مما قد يسبب إعاقة بالرؤية وبصفة عامة فإن أى عامل يعيق تركيز صورة واضحة داخل العين يمكن أن يؤدى إلى إصابة عين الطفل بالكسل ويتم اكتشاف حالات كسل العين عن طريق إيجاد الفرق فى القدرة البصرية بين كلتا العينين، وهذا يتم من خلال الفحص الذى يقوم به طبيب العيون لقياس قوة الإبصار ومن المهم أن نتذكر أن ضعف الرؤية فى إحدى العينين قد لا يعنى أن تلك العين مصابة بالكسل فمن الممكن تحسن الرؤية باستخدام النظارات المناسبة كما سيقوم الطبيب بفحص الأجزاء الداخلية للعين للتحقق من عدم وجود أمراض قد تكون السبب وراء انخفاض القدرة البصرية مثل المياه البيضاء ويمكن تقسيم أسباب الكسل إلى قسمين؛ كسل عضوى وهو الذى ينتج عن فقدان شفافية العدسات كما فى المياه البيضاء، وكسل وظيفى وهو الذى ينتج عن أمراض وظيفية كالحول وأمراض سوء الانكسار ويمكن أن ينتج الكسل عن الحول، حيث تنقل عين صورة خاطئة للدماغ فيقوم الدماغ بتعطيل إحدى العينين أو لنقل أنه يتعلم تجاهل الصورة القادمة من إحدى العينين لتلافى ازدواج الرؤية ويمكن أن ينتج عن فشل فى استعمال كلا العينين معاً، ويمكن أن يكون مرتبطاً بفرق كبير بين العينين فى قصر النظر أو طوله. وترى الدكتورة لبنى خزبك: من أجل تصحيح حالات كسل العين لابد من دفع الطفل إلى استخدام عينه الكسولة عن طريق تغطية العين السليمة لفترات زمنية يحددها الطبيب بناء على شدة الكسل «حالة العين» وعمر الطفل وارتداء نظارات طبية لتصحيح العيوب الانكسارية أو لتصحيح التركيز غير المتكافئ للعينين ووضع بعض القطرات أو عدسات خاصة فى العين السليمة ما يجعل الرؤية فيها غير واضحة وهذا بدوره يدفع الطفل إلى استخدام العين الكسولة وفى حالة اكتشاف عامل بسبب إعاقة بالرؤية مثل إعتام عدسة العين، فإن الأمر هنا يتطلب إجراء جراحة لعلاج المشكلة التى تسببت بكسل العين ثم يتم علاج العين الكسولة وفى حالات أخرى يتم علاج كسل العين قبل اتخاذ أى إجراء جراحى على سبيل المثال الحول «عدم استقامة العين». أما مضاعفات إهمال العلاج فتتمثل فى ضعف الرؤية بالعين المصابة غير قابل للعلاج وفقدان القدرة على إدراك البعد الثالث للرؤية «العمق» ويقوم طبيب العيون بتوجيه الوالدين حول العلاج المناسب إلا أن المسئولية تقع فى المقام الأول على الأبوين فيما يتعلق بتنفيذ العلاج.