في أول زيارة رسمية له لمنطقة الشرق الأوسط، بعدما صدق مجلس الشيوخ الأمريكي الخميس الماضي على تعيينه وزيرًا للخارجية الأمريكية، خلفًا لريكس تيلرسون الذي أقاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي، تأتي زيارة "مايك بومبيو" للمملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل؛ لتوطيد العلاقات الأمريكية مع حلفاءها في المنطقة. واستهل "موبيو" مهام منصبه بجولة شرق أوسطية تضمنت زيارة لثلاث دول بالمنطقة تستغرق ثلاث أيام كانت أولها المملكة العربية السعودية بالأمس، وتليها المملكة الأردنية الهاشمية، ومن ثم تختتم الجولة بزيارة لدولة الاحتلال الصهويني إسرائيل. وفي هذا الصدد، أكد عدد من الخبراء في الشأن السياسي أن زيارة "مايك بومبيو" وزير الخارجية الأمريكي الجديد لدول بعينها يأتي في إطار ما تشهده المنطقة من تطورات مؤخرًا على الساحة الدولية، وإنشاء محور وتحالف جديد يضم الثلاث دول، مشيرين إلى أن الولاياتالمتحدةالامريكية تسعى لخدمة إسرائيل للإعلان عن ما يسمى بصفقة القرن. وأشار الخبراء إلى أن أبرز الملفات المطروحة خلال هذه الزيارة هي الأزمة اليمنية والسورية والقطرية التي باتت تشكل خللا في مجلس التعاون التعاون الخليجي، وأيضًا تمهد لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقدس للاحتفال بنقل سفارة بلاده، مرجحين عدم زيارته إلى مصر هو أن ربما بسبب الادعاءات غير الصحيحة التي تبثها الصحافة الأجنبية عن مصر في حربها على الإرهاب. وقال الدكتور جمال أسعد، المفكر السياسي، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو إلى السعودية والاردن وإسرائيل يأتي في إطار ما تشهده المنطقة مؤخرًا من تطورات على الساحة الدولية، مشيرًا إلى أنها لا تنفصل عن الإصرار الأمريكي على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وأضاف أسعد، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن هذه الزيارة تأتي للإعداد للخطة التي أعلن عنها ترامب بشأن خطته للسلام في الشرق الأوسط والتي تعرف ب"صفقة القرن" وذلك أثناء زيارته لإسرائيل تزامنًا مع مراسم نقل السفارة للقدس، مؤكدًا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعمل لصالح إسرائيل، وأيضًا الإعداد لاستبدال القوى الأمريكية في سوريا بأخرى عربية من هذه الدول. وأكد المفكر السياسي، أن أمريكا تؤجج الصراع القائم بين السعودية وإيران وذلك نتيجة التشرذم والتشتت العربي ولإتمام المراحل العملية للإعلان ما يسمى بصفقة القرن. ونوه الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إلى أن زيارة "بومبيو" تأتي مباشرة عقب توليه حقيبة الخارجية الامريكية يعني أن لديه تعليمات بإنشاء تحالف ومحور جديد يضم الدول الثلاث "السعودية والأردن وإسرائيل" باعتبار أن تلك الدول هي الأساسية من وجهة نظر حزب الشاي اليميني المنتمي إليه وزير الخارجية. ودلل عودة، على وجهة نظره قائلًا "الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى لاختيار حلفاء جدد من خلال إنشاء محور جديد يضم تلك الدول ومن بينهم مصر والإمارات ضد إيران وروسيا وتركيا نظرًا لتوتر العلاقات الأمريكية مع الدول الأخيرة. وعن سبب عدم زيارة بومبيو لمصر، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أنه ربما بسبب الصحافة الأجنبية وادعاءاتها غير الصحيحة عن مصر في حربها ضد الإرهاب، مرجحًا أيضًا عدم زيارته للإمارات بسبب المشكلات المتواجدة بين الدولتين ما أدى إلى توتر العلاقات بينهما على حد قوله. ورأى السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لها عدة أسباب تكمن في العلاقات بين أمريكا وهذه الدول ولاسيما التعاون المشترك مع السعودية لحل الأزمة اليمنية والتشاور بشأن الأزمة القطرية التي باتت تشكل خللا في مجلس التعاون الخليجي ولم تحقق أي أهداف إيجابية منذ بداية الأزمة. وذكر رخا، أن هذه الزيارة ربما تمهد لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقدس للاحتفال بنقل سفارة بلاده هناك وهو ما أشار إليه أثناء زيارة أنجيلا ميركل للولايات المتحدةالأمريكية ومعرفة مدى تأثير ذلك على الدول العربية. وأردف مساعد وزير الخارجية، حديثه قائلا "الأردن لها محور أساسي ودور في القضية الفلسطينية نظرًا لأن 60% من الأردنيين من أصول فلسطينية، مشيرًا إلى أن الملف السوري واليمني والعلاقات الخليجية مع قطر، والملف النووي مع إيران تعد من أبرز الملفات في هذه الزيارة.