تلتئم اليوم القمة العربية على مستوى القمة في بغداد لتعود بذلك اجتماعات العرب إلى العراق بعد غياب دام أكثر من عقدين. ولأن تعتبر هذه القمة فريدة من نوعها بحق، لأنها ستشهد حضور أربعة زعماء جدد، أو من يمثلهم، بعد أن طالت رياح ربيع العرب تونس ومصر وليبيا واليمن، فإن القمة بحد ذاتها تعقد في ظروف بالغة التعقيد سواء في المنطقة أو عربياً أو داخلياً. فنزيف الدم السوري المتواصل منذ أكثر من عام سيتصدر جدول الأعمال بلا شك دون نسيان تطورات الوضع اليمني والقضية الفلسطينية الحاضرة دوماً والمركزية في كل اجتماعات العرب ونقاشاتهم. أما في المنطقة، فالقضية النووية الإيرانية وكل الجدل الدائر حولها تفرض نفسها على مشاورات دول المنطقة العربية لأن ما يحدث بخصوص تلك القضية يؤثر على العرب بطبيعة الحال. أما داخلياً، فالوضع العراقي السياسي ليس بأحسن حال، خاصة في ظل استمرار التجاذبات والتوترات بين مختلف الأطراف العراقية التي قد تنعكس على أمن بلادهم واستقرارها السياسي. والحال، أنه كلما انعقدت قمة في بغداد، أقبلت المنطقة على تغييرات جذرية سواء قبل أو بعد. فقمة بغداد في 1979، انعقدت في ظل اتفاقية كامب ديفيد وما قيل حينها عن خروج القاهرة من الصف العربي حيث انتهت إلى نقل مقر القمة إلى تونس بدلاً من العاصمة المصرية، لتليها حرب الخليج الأولى التي دامت ثمانية أعوام. ومن ثم، التأمت قمة بغداد الثانية في 1990، التي جاءت قبل ثلاثة شهور فقط من الغزو العراقي الأليم للكويت. واليوم، تنعقد القمة العربية للمرة الثالثة في بغداد بعد عام تقريباً على الربيع العربي الذي بدل حيثيات المشهد بشكل غير مسبوق في التاريخ العربي الحديث. والمؤمل، أن تكون قمة بغداد هي قمة الربيع العربي وقمة المستقبل والازدهار وعودة بغداد إلى الحضن العربي ما ينعكس على شعوب تلك المنطقة رخاءً وأمناً وسلاماً لتتجاوز هذه المرحلة العصيبة من عمر المنطقة وشعوبها. نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية