كتبت- بوسي عبد الجواد 13 عاما مضت على رحيل الفتي الأسمر أحمد زكي، لكنه لازال حيا في قلوب عشاقه ومحبيه، بأعماله التي شكلت ركنا هاما من أركان السينما. بالتمعن في تاريخ ورحلة صعود أحمد زكي، تكتشف أن طريق الورود لم يعرف طريقا لرحلته، فتجد من الهزائم والانكسار الكثير، الكفيلة أن تهد جبل لكنها لن تقهره هو. في حقبة كان ينظر فيها صُناع الفن السابع للشكل أكثر من المضمون، عاني أحمد زكي من لونه الأسمر الذي وقف عقبة في مشواره السينمائي وحرمه من بطولة فيلم "الكرنك" للمخرج علي بدرخان، بعد أن أعترض عليه المنتج رمسيس نجيب عندما رشحه له مدير الإنتاج، ممدوح الليثى، وقال فى استهجان شديد :"أجيب الواد ده وأخلى سعاد حسنى تحبه!.. طيب إزاى!"، وهنا ثار زكي وتيقن أن طريق النجومية ليس بالأمر السهل، ولكنه لا يسأم ولا يفتر، وظل يحارب بموهبته حتي اقنع المنتجين والمخرجين به، حتى اصبح علامة من علامات السينما. حمل هموم وطنه في أفلامه، فهو علي عبد الستار في "الحب فوق هضبة الهرم"، وأحمد سبع الليل في "البرئ"، ومجدي المحامي في "التخشيبة"، ومحمد حسن المصري في "النمر الأسود"، وخالد في "المدمن"، ومنتصر في "الهروب"، وعبد السميع في "البيه البواب". يعتبر من أجدر الفنانين الذين قدموا أعمال السيرة الذاتية، فجسد طه حسين في شخصية "الأيام"، وباتقاد شديد قدم تاريخ الرئيس الراحل أنور السادات في "السادات"، وجمال عبد الناصر في "ناصر 56"، وعبد الحليم حافظ في "حليم" حتى جاء الموت وقف حائلا دون تحقيق حلمه في تقديم شخصية محمد حسني مبارك في "الضربة الجوية". بلونه الأسمر وشعره المجعد، نجح أحمد زكي أن يكون أيقونة للشباب في فترة ما، وذلك بعد أن جذب عشاقه لكل تفاصيل فيلم "كابوريا" الذي أنتج عام 1990، من شخصية هدهد، وستايل ملابسه، وكان الشيء البارز الأخر قصة الشعر التي حملت اسم الفيلم، وصارت قصة الشعر الأشهر منذ ذلك الوقت. ربما لم يكن أحمد زكي مطربا بالمعنى المعروف للكلمة، لكنه كان يمتلك القدرة على الأداء الصوتي، لكنه نجح في ايصال كلمات أغانيه في أفلام "كابوريا"، و"استاكوزا" للجمهور بصدق احساسه. أمنت بموهبته الفنانة الراحلة سعاد حسني، فاسندت دور البطولة أمامها في مسلسل "هو وهي"، وشاء القدر أن يلعب دور البطولة في أهم أفلام المخرج علي بدرخان "شفيقة ومتولي"، بعد أن رفضه رميسي نجيب في "الكرنك" واستعان بالفنان الراحل نور الشريف بدلا منه. نجح أحمد زكي بموهبته وغير المعتادة في التمثيل، أن يلفت الأنظار إليه بعشرات الأفلام التي جعلته ليس فقط من أكثر الممثلين جماهيرية، بل كذلك يحظى بإشادات النقاد. رحل أحمد زكي بعد معركة شرسة في سرطان الرئة، تاركا أرثا فنيا يتحدث عنه.