كتبت- دعاء العزيزي: سئمت الحياة بعدما كانت تملأها صخبًا وفرحا، صغيرة هى كانت تحلم بحياة زوجية مستقرة، تزوجت فى سن مبكر من رجل فى ضعف عمرها، ومع ضيق الحال الذى كان يسوء كل يوم عن ما قبله، وأدت ابتسامتها وأحبطت، كانت دائما تحاول الضغط على نفسها، كى تستمر الحياة أملا أن ينصلح الحال، إلا أنه ازداد سوءًا وأصبحت الحياة مستحيلة مع ضعف إيمانها تملك منها شيطانها أسدل أمام عينيها ستائره السوداء ليغلق أمامها أى بصيص نور، فتقرر إنهاء عمرها عند هذا الحد. تزوجت "هبة" البالغة من العمر 23 عامًا، من عامل من أسرة بسيطة واستطاعا تكوين عِش الزوجية بأقل الإمكانيات وبعد فترة قليل تأزمت الحالة المادية، كانت تحاول توفير الأموال لتعيش على قدر دخل زوجها العامل البسيط الذى يبذل قصارى جهده فى العمل ليحسن دخله، ولكن مع الغلاء الشديد الآن الذى يعانى منه الكثير، الارتفاع المبالغ فيه فى أسعار السلع الغذائية وكل شيء، والتى لا يقابلها زيادة فى الدخل زادت الأزمات، أصابها اليأس لضعف يقينها وتسلل إليها الإحباط شيئا فشيئا. وفى صباح يوم، الحادث جلست "هبة" تفكر فى سبيل للهروب من هذا الواقع المؤلم الذى تعيشة، هرولت مسرعة إلى غرفتها وأغلقت الباب عليها، فالألم يعتصر قلبها، تناولت أقراص سامة، وعندما دخل عليها زوجها الغرفة وجدها فى حالة إعياء شديدة نقلها إلى المستشفى أملًا فى إنقاذها لكنها توفيت عقب وصولها المستشفى. تلقت مدرية أمن المنوفية بلاغا من مستشفى شبين الكوم بوصول "ه ع" 23 عاما، ربة منزل، مقيمة بمركز تلا، مصابة بتسمم إثر تناولها قرصًا لحفظ القمح، وتوفيت عقب وصولها. بالفحص وسؤال زوجها "س.ع"41 عاما، عامل، قرر تناولها أقراص غلة سامة، بسبب ضيق حالتهم المادية وسوء معيشتهم، وتحرر محضر بالواقعة وجارى العرض على النيابة.
