رأت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن النزاعات والصراعات في سوريا لن تنتهي بسهولة، في ظل ما وصفته بحرب الاستنزاف الذي تشهده البلاد، والذي تتزايد خطورته كلما استمر. ووصفت الصحيفة سوريا بأنها تقف وحدها منيعة لتعزز انتفاضة شعبها المستمرة، بعيدا عن نطاق التدخل الخارجي، أو على الأقل دعم الدول التي اجتاحتها ثورات الربيع العربي. وأكدت أن سوريا تنحدر في مأزق مشئوم، حيث تهاجم القوات العسكرية التابعة لنظام بشار الأسد أي منطقة تحاول قوات المعارضة السيطرة عليها، في محاولة لسحق المقاومة في مهدها. واضافت الصحيفة نقلا عن محللين سياسيين إقليميين أن استخدام القوة وحدها لا يمكنها القضاء على حركة الاحتجاجات الواسعة في سوريا، كما لا يمكن التنبؤ بمستقبل هذا الصراع. وأضافت الصحيفة أن المعارضة السورية باتت قادرة على شن الهجمات وإلحاق الضرر بقوات النظام السوري، في إشارة إلى نجاح قوات من المعارضة السورية على ضرب مراكز عسكرية حكومية في العاصمة "دمشق" مؤخرا. ولفتت الصحيفة إلى الاتساع المستمر في دائرة المعارضة السورية، حيث انضمت مدن ومناطق وأحياء بالكامل لصفوف المعارضة رغم استخدام الحكومة القوة الساحقة ضد مراكز المقاومة في مدن مثل حمص وإدلب ودرعا. واستنكرت الصحيفة التعثر الدبلوماسي الذي أصاب الأنظمة الدولية أمام أزمة سوريا، حيث رفضت كل من الحكومة والمعارضة السورية التفاوض، فيما لا يحمل أي مؤشرات واضحة لنهاية الصراع. ورأت الصحيفة أن الرئيس "الأسد" لا يستطيع وقف إطلاق النار، كما أنه لا يمكنه أبدا إعادة الهدوء لحكمه كما كان قبل اندلاع الثورة، ولن يهدأ السوريون حتى يرحل "الأسد" عن سوريا، على حد قول الصحيفة.