منذ انطلقت العديد من الدعوات لإنشاء جماعة "الإخوان المسيحيين"، وذلك أسوة بجماعة الإخوان المسلمين، ليكون لها وجود في المشهد الاجتماعي والسياسي قابلها العديد من وجهات النظر ما بين مؤيد ومعارض.. لكن السؤال هنا هل نحن في حاجة فعلاً لإنشاء أو تشكيل أو تأسيس حركة أو جماعة "الإخوان المسيحيين"؟!, وكأننا كمصريين نسينا الوطن ونقوم بالبحث عن أي تنظيم أو جهة لتحظى بولائنا فالإخوان المسلمين ولاؤهم للجماعة وأيضاً عندما يتم تأسيس جماعة "الإخوان المسيحيين" سيكون ولاؤهم لتلك الجماعة، ولابد أن نقف هنا ونتساءل "أين ولاؤنا للوطن". لما لا توجد هناك دعوات لتأسيس جماعة "الإخوان الوطنيين" مثلاً بعيداً عن العقيدة والدين أم أننا نبحث فقط عن الفرقة والصراعات الطائفية والعقائدية، وهذا ما قد يجرنا في النهاية إلى أن كل فئة من هاتين الفئتين تقوم باضطهاد الأخرى، وهذا ما سوف ينتج عنه كوارث عديدة. لما لا نقوم بالبحث عن صيغة توافقية نتعايش بها في مجتمعنا المصري المتسامح، تكون صيغة للعيش بكرامة وطريقة آدمية دون النظر إلى العقيدة والخوض في دوامات الصراعات الطائفية والانقسامات وفتح أبواب الكراهية. فلابد أن نتساءل أهذا هو ما قامت من أجله الثورة هل قامت الثورة من أجل تقسيم الوطن الواحد والصراعات الطائفية أهذه هي مبادئ ثورة الحرية والعيش والعدالة الاجتماعية أهذا ما قد مات من أجله المئات من شبابنا؟!. وهنا يجب علينا أن نقف ونفكر بشيء من العقل والمنطقية واليقظة إذا أردنا بناء مجتمع متماسك قوي لا ينهار أمام رياح الغرب وأسلحتهم المقنعة بقناع الديمقراطية. فمنذ بدأ استخدام الأقليات الدينية على مستوى العالم فالأمر لم يتوقف عند اضطهاد الآخر بل بدأت الحروب متعددة الأشكال. لكن في مجتمعنا المصري يجب ألا يكون هناك وجود للاضطهاد ويجب أن نقبل الآخر ويجب ألا نفرق بين شخص وآخر على خلفية انتمائه السياسي أو الديني فكلنا مصريون وكلنا لنا حق في هذا الوطن، وكلنا علينا مسئوليات اتجاه الوطن. ولا يجوز أبداً أن نطالب بحقوقنا في الوطن دون القيام بمسئولياتنا تجاهه، ومن هنا يأتي التكافل الاجتماعي وقبول الآخر وتقسيم الأدوار.