كتب - جهاد عبد المنعم عندما تقرأ كلمة «الرأى العام» تجد مصطلح «الإعلام» مقترنا بها إما قبلها أو بعدها، لأن ببساطة أنه من المفترض أن الإعلام يلعب دورا مؤثرا وفعالا فى توعية وتشكيل الرأى العام من خلال وسائله ورسائله المتنوعة، وفى مصر، انتعش الإعلام وخاصة فى الفترة التى تلت ثورة يناير حيث أصبح منفذا للرأى ومنصة لتداول الأفكار «والصراخ أحيانا»، وكان لتلك المنابر مالها وما عليها فى تلك الفترة. ولكن سرعان ما تغير المشهد، وفقد الإعلام الكثير من بريقه وقدرته على الجذب وذلك لأسباب كثيرة ليست على صعيد مصر فقط بل على الصعيد الدولى أيضا، وأولها عزوف الشباب عن وسائل الإعلام التقليدية «الجرائد والتليفزيون» واتجاهه إلى المنصات الإلكترونية «الديجيتال» مما تسبب فى ابتعاد المعلنيين بالتبعية مما أثر كثيرا فى عملية انتاج القنوات للمحتوى الجذاب. وهنا يجب علينا أن نسأل أنفسنا، لماذا أصبحت السوشيال ميديا هى الملجأ الأساسى للتواصل والتأثير بين الجمهور؟.. من وجهة نظرى، لأن السوشيال ميديا هى المكان الوحيد الذى يستطيع الأشخاص من خلاله التعبير عن رأيهم بسهولة ويسر وبتلقائية، ووجد الكثير من الشباب ضالتهم فى العالم الافتراضى؛ ليعبروا من خلاله عن أحلام وطموحات باتت شبه مستحيلة فى ما يرونه فى الإعلام التقليدى. وقد باتت وسائل التواصل الاجتماعى عبر الإنترنت تعرف بالإعلام الاجتماعى الحر الجديد أو الإعلام البديل حيث تتطور وسائل التواصل الاجتماعى تطورا وانتشارا كبيرا يوما بعد يوما بعد أن كان مجرد فكرة افتراضية لا تربط بين الواقع لكن سرعان ما أصبحت هذه الوسائل أداة إعلامية مرئية وسمعية وبصرية يكاد لا يمر يوم بدون استعمالها، كما أصبحت بديلا للصرف الإعلانى ولحملات التسويق التى تراها الشركات بدائل أوفر وأوقع. واتساءل هنا، من يقود السوشيال ميديا ؟ هل اختفى رواد الرأى والفكر؟ وأين ذهب قادة الاقتصاد والسياسة والفن؟ الإجابة بالتأكيد «لأ موجودين».. ودورنا كصناع محتوى البحث عنهم ودعم رواد الفكر والإعلام والاقتصاد.. إذا كنا حقا نريد إحياء وسائل الإعلام المختلفة علينا البحث عن المفكرين.. عن الساسة.. عن المحللين الاقتصاديين.. عن الفنانين وإللى دمهم خفيف لأنهم أيضا رواد .. دورنا هو البحث عن النجوم الحقيقية وطرحها للرأى العام وعندنا من الوسائل ما يضمن لنا الانتشار. وفى الختام.. أؤكد أننا نستطيع إيجاد نماذج يحتذى بها الشباب فى مجموعة من المجالات لكى يكونوا بمثابة نماذج مضيئة وأمثلة يحتذى بها، ونستطيع أن نمد الشباب بالطاقة الإيجابية، فالبحث عن القادة والمثل الأعلى لشبابنا مسئوليتنا جميعا.