بدت الشماتة واضحة في تعليق صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على التوتر الواقع حاليا بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ومصر، على خلفية أزمة الوقود، خاصة أنه يعتبر التوتر الأول بين الجانبين منذ رحيل النظام السابق حسني مبارك والذي كان يوصف بأنه معادي للحركة. وقالت الصحيفة إن حماس ومصر تبادلتا الأحد اتهامات بشأن أزمة الكهرباء في قطاع غزة، وعدم قيام القاهرة بمد محطة الكهرباء بالوقود، وقد بدأت الأزمة قبل بضعة أسابيع عندما منعت مصر إمدادات الوقود لإنتاج الكهرباء في قطاع غزة مما أدى إلى انقطاع الكهربا حوالي 18 ساعة يوميا، وقد أدى الوضع أيضا إلى نقص حاد في غاز الطبخ والتدفئة، مما اضطر الفلسطينيون إلى الاعتماد على نيران الخشب كبديل. وأوضحت الصحيفة إن مسئولين من حماس اتهموا مصر ب"الابتزاز السياسي"، وذلك بسبب إصرارها على إمداد غزة بالوقود إلى قطاع غزة عبر إسرائيل، حتى وقت قريب، كان يتم تهريب الوقود من مصر إلى غزة عبر الأنفاق، وبموجب اتفاق تم التوصل إليه مؤخرا بين الجانبين، وكان من المفترض على حكومة حماس شراء الوقود من مصر، وفي الشهر الماضي، أعلنت حماس أنها دفعت 2 مليون دولار لمصر، ولكن المصريين لم يفوا بوعودها لاستئناف الوقود. وفقا للاتفاق، سيتم ربط شبكة الكهرباء في قطاع غزة بمصر، ومحطة توليد الكهرباء الفلسطينية سوف تبدأ في استخدام الغاز بدلا من وقود الديزل. وأتهم يوسف رزق، المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، مصر باستخدام أزمة الوقود ل"الابتزاز السياسي"، وقال إن مصر تصر على توريد الوقود إلى قطاع غزة عبر إسرائيل فقط "لإجبار حماس على الاستسلام"، ووصف الطلب المصري "غير قانوني وتعسفي"، واتهم المخابرات المصرية العامة بلعب دورا رئيسيا في خلق هذه الأزمة، مضيفا أن رفض القاهرة توريد الوقود رغم تلقيها مبلغ 2مليون دولار، دفعة أولى "يثير العديد من التساؤلات". ردا على اتهامات حماس، قال متحدث باسم الحكومة المصرية الفلسطينيين في قطاع غزة ليسوا ساذجين، ويعرفون جيدا أن حكومة حماس هي المسئولة عن أزمة الكهرباء، وقال إنه رغم أن مصر تعاني من نقص في الوقود، فإنه مع ذلك كانت تعمل للمساعدة في حل أزمة القطاع عن طريق رفع مستوى وإعادة تأهيل محطة توليد الكهرباء الفلسطينية. ودعا المتحدث حماس لوقف استغلال الأزمة ومعاناة الفلسطينيين، وحمايتهم من "العصابات" التي كانت متورطة في تهريب الوقود من خلال الأنفاق.