إنها طلقة رصاص غادرة خرجت لتستقر في قلب الشهيد طارق أسامة الذي رحل عن دنيانا، لكن روحه ستظل باقية بيننا لتذكرنا بمدي التضحية التي قدمها من أجل الوطن.. إنه أصر علي البقاء في قسم شرطة شبرا الخيمة وهو يحترق دفاعاً عنه مهما كلفه الامر، وربما كانت حياته قصيرة لكنها تركت أثراً كبيراً. كان الرائد طارق أسامة رئيس مباحث مرور شبرا الخيمة نموذجاً لضابط الشرطة الشريف الذي كان يواجه الفساد وقد سبق أن تم تكريمه بعد أن كشف كثيراً من قضايا الفساد، كانت حياته سلسلة من الكفاح من أجل الوطن لقد اغتالته الأيدي الآثمة وهو يدافع عن قسم الشرطة لآخر لحظة في حياته. الحاجة نجوي والدة الشهيد طارق تحكي لنا وهي تذرف الدموع عن الأيام الأخيرة في حياة ابنها الشهيد قائلة: لم يكن »طارق« يعود الي المنزل في الفترة الأخيرة بسبب ضغوط العمل خاصة بعد حادث كنيسة القديسين وكنا نطمئن عليه من خلال التليفون، لقد رفض ابني مغادرة قسم شبرا الخيمة عندما كان يحترق ولم يترك مكانه عندما قام البلطجية بمهاجمة القسم وقد تلقي رصاصة في رأسه توفي علي أثرها، وتضيف الحاجة »نجوي« لا تظلموا رجال الشرطة فمنهم الصالح ومنهم الطالح فليقم المستشار »عبدالمجيد« النائب العام بمحاكمة الفاسد ويكفي أن راتب الرائد لا يتعدي الألف جنيه في حين أن حبيب العادلي وزير الداخلية السابق كان يتقاضي 2 مليون جنيه.. إن شهداء الشرطة يستحقون أيضاً أن نتذكرهم مثل المدنيين وختمت والدة الشهيد كلماتها قائلة: حسبي الله ونعم الوكيل فيمن قاموا باغتيال أبنائنا الابرياء. وتقول »فيري« أخت الشهيد الكبري: في كلمات كلها حسرة وألم: ان »طارق« دائماً ما كان يهتم بمساعدة الآخرين وكنا نفخر به وقد تحدثنا معاً يوم الوفاة وكان يطمئنني علي صحته، مؤكداً لنا وجوده في مكان آمن بالرغم من الخطر الذي كان يحيط به، ان »طارق« لم يستغل أبداً سلطته وكان محبوباً من الجميع خاصة من يعملون معه.. ولم يشك أبداً ولو مرة واحدة من الأعباء التي يتحملها.. لذا أتمني ألا يتسرع أحد في الحكم علي رجال الشرطة لأن الكثير منهم قدموا تضحيات كثيرة من أجل الوطن.