كتب- سناء حشيش ومحمد عيد: بينما تواصل قوات إنفاذ القانون نجاحاتها في القضاء على الإرهاب، ودحر أصول التطرف، واجتثاث العنف من جذوره خاصة فى سيناء، عاد أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة للظهور مرة أخرى، محاولاً إعادة الاتصال بينه وبين فتيانه وإبلاغهم بالتوجيهات التحريضية الجديدة. وبث «الظواهرى»، رسالة صوتية مسجلة عبر مؤسسة السحاب، التابعة للتنظيم الإرهابي، وجاءت بعنوان «رسائل مختصرة لأمة منتصرة.. بشرى النصر لأهلنا في مصر»، والتى بدأت بكلمة «لا نسمح بالموسيقى فى إصداراتنا»، اعتبر فيها «الظواهرى» حمل أبناء التيار الإسلامى للسلاح هى بداية لتصحيح الأخطاء التى وقعوا فيها مؤخراً، على حد زعمه. وقال خبراء إن رسائل «الظواهري»، جاءت واضحة وموجهة لكافة الحركات الدينية المتأسلمة، وعلى رأسها الإخوان والسلفيون وجماعات الجهاد وأنصار بيت المقدس، للتخلي عن السلمية والتصعيد المسلح ضد القيادة المصرية التي أخذت على عاتقها دحر هذه الجماعات والقضاء عليها تماماً، وهو ما جعلها تتصرف بهوجائية وتخبط، إذ تحاول التصعيد لتحسين مظهرها الإعلامي وقوتها أمام العالم الذي قضت عليه قوات إنفاذ القانون المصرية. وقال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إن الرسالة التي بثها أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، وحرض فيها التيارات الإسلامية على حمل السلاح، موجهة بالأساس لشباب الإخوان، الذين لديهم ميول داعشية، بحسب وصفه، مؤكداً أن تلك الرسالة تأتي في إطار الحرب النفسية التي تشنها تلك الجماعات ضد مصر. وأضاف مستشار كلية القادة والأركان، أن أغلب التيارات الإسلامية، تعمل ضد استقرار الدولة المصرية، ولو أظهرت عكس ذلك، موضحاً أن المشروع الديني لا يستقيم مع دولة عصرية، ولذا سيظل التحريض قائماً من أمثال الظواهري، سواء لأتباعه في سيناء أو مواليهم من الإسلاميين بشكل عام. وأكد «الشهاوي» أن الإرهاب في سيناء وربوع مصر، بات يلفظ أنفاسه الأخيرة، بعدما حققت قوات إنفاذ القانون نتائج كبيرة في تدمير أوكار الإرهاب وتجفيف منابع تمويله والتصدي لكافة محاولات اختراق الأمن المصري القومي على كافة الأصعدة. وقال ثروت الخرباوى الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى والقيادى المنشق عن الإخوان، إن الظواهرى فى رسالته يخاطب أبناء الحركة التى أطلقت على نفسها الحركة الإسلامية، بمختلط أنواعها سواء من الإخوان أو السلفيين أو الجماعات الأخرى ك«الجهاد أو أنصار بيت المقدس»، مشدداً على أن هذه الرسالة موجهة فى الأصل لجماعة الإخوان لأن هناك رأياً داخل الجماعة الإرهابية يقول إن المرحلة الحالية ليست مرحلة حمل السلاح، فأيمن الظواهرى فى رسالته يقول للإخوان «ليس أمامكم سبيل إلا حمل السلاح». وأضاف «الخرباوى»، «لا أعرف لماذا يطالب أيمن الظواهرى فى رسالته بتطبيق الشريعة داخل مصر، وكأنما مصر هى دولة بوذا أو فى دولة ملحدة أو فى دولة لا تطبق مفاهيم الإسلام العليا»، حيث ربط بين رسالة أيمن الظواهرى والنتائج الهائلة بسبب العملية سيناء 2018، مضيفاً: «عندما تحمل الرسالة عنوان رسالة مختصرة لأمة منتصرة، فهو يقصد الأمة التى ينتمى إليها بعمومها، فجميع الجماعات الإرهابية بعد انطلاق عملية سيناء الشاملة، معنوياتها فى الحضيض وانهارت تماماً لأنها تتلقى ضربات موجعة جدا». وأكد الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن أيمن ظواهرى بهذه الرسالة يريد إعادة الثقة للإرهابيين ورفع معنوياتهم، لكى تستشعر العناصر الإرهابية أن هناك مدداً لهم قادم من تنظيم القاعدة أو مددا من هنا أو هناك». من جانبه قال أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إن مهاجمة الظواهري للإخوان تمثل شو إعلامي، لا يمكن أن ننخدع به إطلاقاً، فالتنظيمات الإرهابية جميعها خرجت من رحم الإخوان، والإرهاب يحاول إعادة ترتيب صفوفه، وانقطاع الاتصال أجبرهم على تلك الرسائل العلنية، لتكون في الاتجاهين الأولى رسالة تواصل، والثانية شو إعلامي بمثابة حفظ ماء الوجه أمام العالم أنهم مازالوا يتمتعون بالقوة. وأشار الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن الخلافات بين الإخوان والقاعدة أو بين التنظيمات الإرهابية عموماً، هي خلافات على السلطة والمال وجميعهم، تحركهم أجهزة استخبارات غربية لنشر الإرهاب والفوضى في الوطن العربي خاصة في مصر لأنها تمثل محور القوة في الشرق الأوسط والعالم العربي. وأوضح «بان»، أن تنظيم القاعدة، يحاول إعادة نفسه لوضعه الطبيعي وبث نفوذه على الساحة، في إطار محاولات داعش وأنصار بيت المقدس للسيطرة على الساحة عالمياً وإعلانه لتبني العمليات الكبرى، فضلاً عن سعيه لاستقطاب شباب الإخوان وتجنيدهم لتبني عمليات داخل مصر بعد فشل الكثير من محاولات الاختراق لعناصرهم عبر الحدود، أما من الناحية الإعلامية فهي تحاول إثبات تجنيب الإخوان عن تورطها في التعاون معها، فيما أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الافتاء المصرية عن أن رسالة «الظواهرى» بمثابة تحريض ضد الدولة تعكس نجاح العمليات العسكرية الشاملة «سيناء 2018» التى تستهدف اجتثاث جذور الجماعات والتنظيمات الارهابية والقضاء عليها، ودعا المرصد جموع المصريين إلى وحدة الصف والوقوف خلف القوات المسلحة والشرطة ودعمها بكل قوة فى حربها الشاملة ضد الجماعات والتنظيمات الارهابية لاستئصال جذورها الشيطانية من مختلف أرجاء البلاد،