كتب - أحمد راضي: كشف حكم قضائي صادر بعزل رئيس الإدارة المركزي للطب الرياضي بالشباب والرياضة، في قضية النيابة الإدارية رقم 138 لسنة59 قضائية عليا عن قضية فساد أخلاقي جسيمة من العيار الثقيل جرت وقائعها داخل جدران وأروقة وزارة الشباب والرياضة. تضمنت أوراق القضية قيام الدكتور ك ح ط ، خلال فترة توليه رئاسة الإدارة المركزية للطب الرياضي بالوزارة بالخروج على مقتضى الواجب الوظيفي وسلوكه مسلكًا معيبًا لا يتفق والاحترام الواجب لوظيفته وتعمد مصافحة الموظفات والطبيبات بشكل غير لائق بإمساك أيديهن بعد المصافحة وأساء معاملة الموظفين والأطباء بجهة عمله وتحرش لفظيًا بهم وسب الدين لهم واعتياده سلاطة اللسان. بدأت وقائع القضية ببلاغات عديدة تلقتها النيابة الإدارية ضد المتهم أولها من الدكتورة ه ر س، أخصائى علاج طبيعى بالإدارة العامة لشئون وحدات الطب الرياضى أكدت فيها أن المتهم أمر مرؤوسيه بالشطب عليها بدفتر الحضور والانصراف وعقب ذلك تحدث معها بأسلوب غير لائق وألفاظاً غير لائقة ، وشددت على أن هذا أسلوبه مع باقى زملائها ومعروف عنه سلاطة اللسان، وأنه فى بداية عام 2016 عقب تأخرها فى الحضور إلى العمل قال لها "أيه شغل العلوقيه بتاعتك" ، وتلفظ بعبارة "ميتين أهلك" عدة مرات بالإضافة إلى لفظ "حمارة" و " كلبة " ، وأنه معتاد سب الدين لزملائه، وأنها وزملائها يتجنبون التعامل معه لسوء سلوكه وسلاطة لسانه. وقال الدكتور عماد م أ، كبير أطباء بدرجة مدير عام بوزارة الشباب و الرياضة، بأن المتهم معروف عنه سلاطة اللسان ، و فظاظة القول، وسبق له التطاول عليه بصوت مرتفع مما أجبره استقالته من رئاسة مجلس الطب الرياضى بمدينة نصر وأنه و آخرين طلبوا نقلهم خارج الإدارة المركزية للطب الرياضى هروباً من الاحتكاك به، واحتجاجاً على أسلوب تعامله معهم. و شهدت الدكتورة م م م، طبيبة علاج طبيعى و علاج إصابات ملاعب بالدرجة الثانية بالإدارة المركزية للطب الرياضى ، بأن المتهم أثناء ماراثون الشيخ زايد وعقب تأخرها وآخرين من أعضاء اللجنة الطبية فى الحمام كان المحال " متعصب " و بدء بالتحدث معهم بأسلوب غير لائق وعصبية شديدة وزعيق و قال " أنتوا جايين تهزروا " وأنه أهانها بمكتبه بديوان الوزارة بأن قال لها " بس يا معفنة يا هبلة " و قال عنها " البت دى آخرها زعقتين " وأنه ترتب على ذلك تقدمها فى ذات اليوم بطلب نقل، لأنه معتاد على سب الموظفين بمثل هذه الألفاظ و ألفاظ مماثلة، وأنها تتجنب تماماً دخول مكتبه بمفردها لأنه سبق أن طلب منها إنجاز عمل صندوق الرعاية الصحية بمكتبه، ورفضت ذلك. وفي بلاغ الدكتورة ر ح م ، ضد المتهم شهدت الدكتورة ن إ م، طبيبة أسنان بالإدارة المركزية للطب الرياضى، بأنها لم تكن تسمح بتواجدها معه وحدهما فى أى مكان بالعمل نظراً لما يحيط بسمعته من أقاويل و لما تشعر به فى قرارة نفسها من أنه شخص غير مريح لأن نظراته لها ليست بريئة، وأنها كانت فى اجتماع معه بصحبة زميلتها الدكتورة دينا عطعوط، وقال لها المتهم "خليكى أنت يا دكتورة ن واطلعى أنت يا دينا بره واقفلى الباب وراكى" رغم إنتهائهم من كلامهم فى أمور العمل، وأنها رفضت و قالت له "لو كان الكلام فى الشغل خلاص أنا هخرج معاها و لو لسه فيه كلام فى الشغل يبقى أنا و هيا" لأن الدكتورة د كانت خرجت بالفعل وأن الشاهدة خافت أن تبقى معه لوحدهما بالإضافة إلى أنه طلب منها أكثر من مرة أن تحدثه هاتفياً ليلاً وأنها لم تفعل ذلك. و شهدت الدكتورة ه ر س، أخصائى علاج طبيعى بأن معظم الأطباء العاملين بالإدارة المركزية للطب الرياضى طلبوا النقل إلى إدارات أخرى هرباً من المعاملة السيئة من المتهم، وأن معظمهم إن لم يكن كلهم تعرضوا لذلك، ويصل الأمر إلى حد السباب المباشر، بالإضافة إلى تعرض العديد من الطبيبات لعبارات تخدش الحياء تصل إلى حد التحرش اللفظى وأنها و زميلتها الدكتورة ن إ م ، طلبتا النقل بعد تعرضهما لمضايقات وتعرضهما لألفاظ و مواقف غير لائقة وأن المتهم قال لها عبارة "أيه العلوقية دى" عقب وصولها للعمل متأخرة فى أحد الأيام وأنه طلب منها خلسة عدة مرات أن تحدثه ليلاً هاتفياً دون أى سبب لذلك ولم تفعل ذلك .. وخلال ماراثون الشيخ زايد الخيرى قام المتهم بسب العديد من الأطباء و شتمهم و سب الدين لبعضهم. وشهدت أ م ع ، الموظفة بقسم الحسابات بالمجلس القومى للرياضة ، بأنها تتضرر من سوء معاملة المتهم، وأنه معتاد على الشتم و السب بالصوت العالى، و سب الدين أحياناً وأنها سمعته أكثر من مرة من داخل غرفة مكتبها يشتم و يسب الدين نظراً لصوته المرتفع جداً أثناء السباب والشتم وأن سمعته فى الإدارة غير جيدة ، بشأن طريقة التعامل مع السيدات بالإدارة بمختلف وظائفهن من طبيبات أو إداريات وأنها فى بداية عملها معه قام بالتسليم عليها باليد وأمسك يدها بطريقة غير لائقة فما كان منها إلا أن ابتعدت عنه ولم تكرر السلام عليه باليد وأن أكثر من زميلة لها تضررت من مواقف مشابهة. و شهدت إ أ م، كبير باحثين بالمجلس القومى للرياضة بأنها تتضرر من اسلوب معاملة المتهم للعاملين بالإدارة، والذى يتخلله دوماً السباب و الشتيمة وسب الدين للموظفين وللأطباء وأنها تعرضت مرة لقيامه بالسلام باليد عليها وضغط على يدها بطريقة غير لائقة وطلب من باقى زميلاتها مغادرة مكتبه لكى ينفرد بها دون سبب لذلك إلا أنها رفضت وغادرت مع زميلاتها فقام بنقلها تعسفيًا. و شهدت ر ا أ، أخصائية خدمة اجتماعية، بأنها تتضرر من سوء معاملة المتهم لأنه معتاد على السب و الشتم للموظفين والأطباء فضلاً عن إصراره على السلام على الموظفات والطبيبات بشكل غير لائق وأن ذلك الأمر أضطرها لارتداء قفاز بيدها اليمنى للحيلولة دون ذلك وأخبرته صراحة وبشكل عام أنها لا تقوم بمصافحة أى رجل أجنبى غريب باليد وذلك مراعاة لله فما كان منه إلا أن ضحك بشكل فيه سخرية وشهد الدكتور س د أ، مدير عام مركز الطب الرياضى بمدينة نصر بأن المتهم كان يعمل تحت رئاسته فى نهاية التسعينيات، وأنه يذكره بشكل خاص حيث شكت له أحدى الممرضات بالمركز من تحرش المحال بها تحرشاً فعلياً جسدياً وحاول تقبيلها رغماً عنها وأن الشاهد وجه اللوم للمتهم. و شهدت الدكتورة م م م، الطبيبة بالإدارة المركزية للطب الرياضى بأن المتهم يقوم بسبها بشكل معتاد هى ومعظم الأطباء العاملين تحت قيادته وأنه دائماً يخاطبها بعبارة "يا بت" و يقول أمامها للآخريات "البت دى" ، و يقول لها عبارتى "يا هبلة" و "يا معفنة" بشكل مستمر وأنه يشتم الأطباء ذكور و إناث بهذه الألفاظ وغيرها. وقالت المحكمة أن ما جاء بشهادة الشهود تؤكد أن وقائع ارتكاب المتهم لوقائع إساءة معاملة مرؤوسيه من الموظفين والأطباء و سبهم وسب الدين وسلاطة لسانه وتعمده مصافحة الإناث باليد بشكل غير لائق ثابت في حقه ثبوتاً يقينياً الأمر الذى يتعين معه مجازاته تأديبياً وهى بصدد تقدير العقوبة الواجب إنزالها على المتهم تأخذ فى اعتبارها جملة الأفعال التى ثبتت فى حقه وكونها تمثل خروجاً صارخاً على مقتضى الواجب الوظيفى وعدم المحافظة على كرامتها وتنبئ جميعها عن إعوجاج فى المسلك دون اكتراث بقدر ومكانة الوظيفة التى يشغلها وأهميتها وعمره الوظيفى فضلاً عن أن هذا المسلك سبق مجازاته عنه بموجب قرار وزير الشباب والرياضة رقم 644 لسنة 2014 بعقوبة التنبيه لقيام المتهم بسب العاملين بوحدة الطب الرياضى بالأسكندرية ورغم ذلك لم يردع ذلك المحال الأمر الذى يضحى معه بقائه فى الوظيفة فى غير صالح العمل فأصدرت المحكمة حكمها بمجازاة المتهم بعقوبة الإحالة إلى المعاش.